يفصلنا أقل من أسبوع على سنة ميلادية جديدة (2010)، تشهد أول ظواهرها الفلكية في منتصف شهر يناير/ كانون الثاني المقبل بكسوف شمس مملكة البحرين جزئيا لمدة ساعتين و55 دقيقة وبذلك تسجل سماء البحرين كسوف شمسها الخامس من أصل 30 كسوفا لهذا القرن، ليولد أثناء هذه الظاهرة قمر شهر صفر في تمام الساعة (10:11) صباحا بالتوقيت المحلي.

هذا وستسجل جزر حوار أكبر فترة كسوف للشمس في حين يكون أقلها نصيبا للمحرق، وفي ذلك قال الباحث الفلكي علي الحجري لـ«الوسط» أمس (الخميس) إنه وفقا للمعادلات الفلكية فإن ولادة هلال شهر صفر للعامين (2010 و2011) على التوالي ستتزامن مع حالتي كسوف للشمس الجزئي، لافتا إلى أن مملكة البحرين لم تشهد كسوفا جزئيا للشمس على مدى عامين متتاليين إلا في العامين 2005 و2006 وستتكرر هذه الظاهرة في العامي 2030 و2031. وشدد على عدم النظر بشكل مباشر إلى الشمس لما تسببه من فقدان النظر بشكل مؤقت أو دائم بسبب إتلافها لشبكية العين الحساسة جدا للضوء.

المؤمنون يجتمعون لأكثر من 5 ساعات لصلاة الآيات والجمعة

في أول الظواهر الفلكية للعام 2010... شمس البحرين تنكسف منتصف يناير لساعتين و55 دقيقة

الوسط - محرر الشئون المحلية

يفصلنا أقل من أسبوع على سنة ميلادية جديدة (2010)، تشهد أول ظواهرها الفلكية في منتصف شهر يناير/ كانون الثاني المقبل بكسوف شمس مملكة البحرين لمدة ساعتين و55 دقيقة وبذلك تسجل سماء البحرين كسوف شمسها الخامس من أصل 30 كسوفا لهذا القرن، ليولد أثناء هذه الظاهرة قمر شهر صفر في تمام الساعة (10:11) صباحا بالتوقيت المحلي.

هذا وستسجل جزر حوار أكبر فترة كسوف للشمس في حين يكون أقلها نصيبا للمحرق، وفي ذلك قال الباحث الفلكي علي الحجري لـ «الوسط» يوم أمس (الخميس) وفقا للمعادلات الفلكية فإن ولادة هلال شهر صفر للعامين (2010 و2011) على التوالي ستتزامن مع حالتي كسوف جزئي للشمس، لافتا إلى أن مملكة البحرين لم تشهد كسوفا جزئيا للشمس على مدى عامين متتاليين إلاّ في عامي 2005 و2006 وستتكرر هذه الظاهرة في عامي 2030 و2031.

وذكر أن مملكة البحرين ستكون بتلك الظاهرة الفلكية (كسوف الشمس) واحدة من الدول التي سوف تشهد أول الظواهر الفلكية وأهمها لعام 2010 وثاني أفضل وأطول كسوف حلقي للشمس لهذا القرن وذلك بسبب بُعد موقع البحرين الجغرافي عن مسار خط الكسوف والذي يبعد عن أفضل موقع لرصد الكسوف بشكل مباشر بحوالي (3371.9 كيلومترا).

وتابع الحجري بأن هناك نظريتين لاحتساب هلال شهر صفر بسبب ظاهرة كسوف الشمس، الأولى فلكية والتي تحتسب بداية صفر في اليوم التالي من يوم الكسوف وذلك لحدوث ظاهرة ولادة القمر بينما الرأي الفقهي والذي يعتمد عليه شريحة كبيرة من علماء الدين الذين لا يعتمدون على الرأي الفلكي يركز على الرؤية العينية للهلال، ووفقا للمعايير الفلكية يستحيل رؤية الهلال يوم الكسوف بسبب ارتفاع المنخفض للقمر عند أفول الشمس ويساوي درجة و45 دقيقة فيما تكون رؤية الهلال ممكنة في اليوم التالي من الكسوف في حالة صفاء الجو عند الأفق الغربي للمملكة وذلك لثلاثة أسباب وهي ارتفاع القمر 12 درجة ونصف أولا، وزاوية الاستطالة بين القمر والشمس تساوي 13 درجة و9 دقائق ثانيا، ومكوث القمر ساعة و4 دقائق عند أفول الشمس ثالثا بالإضافة لكون عمر القمر يوم و8 ساعات.

وواصل بأنه يمكن للمهتمين بالشأن الفلكي متابعة ظاهرة الكسوف الجزئي للشمس على مدى (02:55) وذلك حين يلامس ظل القمر الساقط على الأرض ابتداء من الساعة (08:12) صباحا وينتصف في تمام الساعة (09:34) صباحا ليحجب القمر (30.5 %) من قرص الشمس، وقال: «لو لاحظنا بأن فترة منتصف الكسوف لا تساوي نصف الفترة الإجمالية للكسوف بل يتقدمها بست دقائق وذلك التقدم ناتج بسبب اختلاف مسار القمر والشمس من بعضهما البعض، إلى أن يبتعد القمر عن الشمس ولسدل الستار عن انتهاء فترة الكسوف في تمام الساعة (11:07) صباحا».

حوار تنال نصيب الأسد من فترة الكسوف والمحرق أقلها

وبين الحجري بان على الرغم من صغر المساحة الجغرافية لمملكة البحرين إلا أنها سوف تشهد اختلافا بسيطا في التوقيت لبداية ونهاية مرحلة كسوف الشمس قد لا يتعدى الدقيقتين من أقصى شمال جزيرة المحرق إلى أقصى جنوب جزيرة حوار والتي سوف تشهد اختلافا أيضا بنسبة حجب القمر لقرص الشمس ليكون اصغر في جزيرة المحرق ويصل إلى (30.3 %) ويزيد بمعدل (1.2 %) في جزيرة حوار ويساوي (31.5 %) من قرص الشمس لتأخذ جزر حوار نصيب الأسد من رؤية هذه الظاهرة.

وقال الحجري «يمكن تحديد جهة القبلة فلكيا في مملكة البحرين فقط في نفس يوم الكسوف عن طريق الشمس من خلال متابعتها عند غروبها في تمام الساعة (07:05) مساء، وهي تجربة مثيرة يمكن لطلبة المدارس تطبيقها للاستفادة من التجربة التي عادة ما تشرح بشكل نظري فقط في المراحل الدراسية المختلفة.

وفي سياق ذي صلة، أشار إلى أن بداية خط الكسوف الحلقي العالمي للشمس سوف يبدأ من منتصف القارة الإفريقية ليسلك مسارا بطول (13092.69 كيلومترا) وبعرض (333.2 كيلومترا) في تمام الساعة (06:55) صباحا بالتوقيت المحلي لمملكة البحرين ومتوجها لجهة الشرق من الكرة الأرضية بسرعة تقارب (2094.83 كيلومترا في الساعة) أو (34.91 كيلومترا في الدقيقة) لينتهي في منطقة الوسط الشرقي من القارة الصفراء آسيا وذلك في تمام الساعة (13:10) ظهرا بالتوقيت المحلي ليغطي بذلك مساحة إجمالية تقترب من (123 مليونا و993 ألفا و941.43 كيلومترا مربعا)، لهذا من المتوقع أن يستغل علماء الفلك العاملين في مختلف الوكالات الفضائية الفرصة لرصد الكسوف من خلال طائرة نفاثة والأقمار الصناعية بحيث تبقى داخل مخروط ظل القمر على الأرض ومن ثم رصد الكسوف لعدة ساعات عوضا عن عدة دقائق عند المكوث في المنطقة الواحدة وستكون أطول مدة للكسوف الحلقي لـ 11 دقيقة و7 دقائق وذلك في تمام الساعة (10:06) صباحا بالتوقيت البحريني فوق منطقة المحيط الهندي والتي تقع على خطوط طول (69.29 شرقا) وخطوط عرض (1.62 شمالا).

وبين الحجري أن كسوف الشمس لا يحدث إلا إذا كان مستوى القمر بنسبة الأرض مائلا فوق أو تحت الأرض بزاوية (5.2) درجة، لذلك سوف تشهد كل من قارة آسيا والجزء الشرقي من قارة أوروبا والمنتصف الشرقي العمودي لقارة إفريقيا ظاهرة كسوف الشمس نتيجة وقوع هذه المناطق بعد القمر والشمس.

ونصح الحجري جميع محبي تصوير ظاهرة كسوف الشمس بالجلوس في المناطق المظللة لتفادي حرارة الشمس واستخدام آلة التصوير المزودة بقطعة دائرية من «الرايبن» شديدة العتمة وتثبيته أمام عدسة الكاميرا والتي لا يقل حجمها عن (300mm) وتثبيت آلة التصوير فوق الحامل الثلاثي واختيار السرعة المتوسطة والسريعة للتصوير والتي تتراوح ما بين (400 إلى 1200 إيزو) وتحديد واختيار اصغر كمية من الضوء في الكاميرا والتي لا تقل عن (8) إذ يمكن بذلك رؤية ملامح الشمس المكسوفة مع احتمال ظهور البقع السوداء الكبيرة في الحجم في الصورة، فيما حذر الحجري من استخدام المناظير المكبرة أو التلسكوبات غير المزودة بمرشحات (فلتر) مخصصة لمتابعة ظاهرة الكسوف، وشدد على عدم النظر بشكل مباشر إلى الشمس لما تسببه في فقدان النظر بشكل مؤقت أو دائم بسبب إتلاف شبكية العين الحساسة جدا للضوء، مستدركا بأنه يمكن رصد ظاهرة الكسوف بواسطة عدة طرق ومنها استخدام قطعة من المرآة وعكسها على الجدران أو بعمل ثقب صغير في ورق مقوى لترى الشمس المكسوفة من الظل الساقط على سطح الأرض وغيرها من الطرق الآمنة.

وعلى صعيد آخر، قال الحجري من الظواهر الفلكية الأخرى التي سوف تشهدها البحرين في الشهر المقبل هي ظاهرة اقتراب كوكب المريخ من كوكب الأرض وذلك بتاريخ (27| 01| 2010) والتي سوف ترصد من خلال تلسكوب رقمي بقطر 8 إنش في أمسية فلكية ستقام في مضمار عالي للمشي وبالتعاون مع بلدية منطقة الوسطى.