«لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولى أمركم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم»، هذه الوصية من ضمن وصايا الإمام علي لولديه الحسن والحسين (ع)قبل شهادته، وتعطي هذه الفقرة بعدا آخر لمعنى الدعوة، وشرط الاستجابة ومدى ارتباطها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
المعروف هو سمة فطرية؛ لأن النفوس تسكُن إليه، والمنكر هو المستقبح من الأفعال، ومن نتائجه الدمار والخراب؛ لأنه يسير في الاتجاه المعاكس للنظام الكوني، ومن الأخطاء الشائعة الاعتقاد أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مقصور على فئة من الناس دون غيرهم، بل هو سلوك نابع عن شعور فطري، يؤدي الإنسان فيه واجبه متحملا المسئولية في تغيير واقع مستنكر، أو الدعوة إلى عرف حسن.
لقد جسّد الإمام الحسين (ع)، تلك الوصية في أروع مثال، حينما وقف في وجه يزيد بن معاوية، الذي استلم الحكم وِراثَة دون وجه حق، وحاول تغيير المبادئ والقيم الإسلامية، بإعادة الأمة إلى أيام الجاهلية الأولى، باستبدال المعروف بالمنكر، وهو ما قاله الإمام الحسين (ع) حينما دعي لبيعة يزيد، قائلا: «يزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة معلن للفسق، ومثلي لا يبايع مثله»، فقد أعلن الإمام الحسين (ع) أهدافه بكل صدق متحملا المسئولية لتوجهه، وكان شعاره «إني لم أخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر»، واضعا حياته رهنا للمضي على هذا المبدأ، فقد رأى منكرا لا يمكن تجاوزه أو السكوت عليه.
ليس المقصود من المعروف الدعوة إلى الالتزام بالعبادات فقط، كما أن العبادات شيء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شيء آخر، بدليل أن القرآن فرّق بينهما، (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(لقمان: من الآية 17)، فالمعروف والمنكر مختص بالمعاملات، والأخلاق والمبادئ التي ينبغي أن نحيا بها، أما العبادات فهي الداعم والرادع عن الفعل المستقبح، وهذا ما أكد عليه القرآن كذلك، (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) (العنكبوت: من الآية 45).
يدخل المعروف والمنكر في كثير من مفاصل حياتنا، ومن أشرف وأعلى مراتبها عدم السكوت عن الظلم بشتى أشكاله، فقد عُرفَ أن عموم الناس لا ترضى عن الظلم من أيٍّ كان، وليس للظالم هوية أو مذهب أو لون أو عِرق، وهو مستنكر من أطياف المجتمع، فاستُبدل ذلك المعروف بمنكر معكوس «أنا وابن عمي على الغريب»، حتى لو كان الغريب مظلوما، فبدل أن يُنتصر للمظلوم، أصبح الانتصار لمن هو فقط من عائلتي أو من جماعتي، أو على ديني، أو مذهبي أو حزبي، فالرضا بهذا الحال، نسف قاعدة إنسانية دعا إليها الأنبياء والمصلحون وهي نصرة المظلوم، فبدل أن يكون المعروف، أن يُعان المظلوم، ويخاصم الظالم، أصبح يخاصم المظلوم، ويعان الظالم.
كان يعرف عن رجال الدين، أنهم رجال الله يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويعتبرون أن هذا تكليفهم الشرعي، وواجبهم المبدئي والأخلاقي، يلزمهم التصدي للمنكرات الدخيلة على المجتمع، فلما تخلوا عن واجبهم، وتحوّل كثير من رجال الدين، إلى مجرد موظفين يعتاشون بالدين كمهنة، همهم الأول والأخير تأمين معايشهم الحياتية، غير مكترثين لما يصيب المجتمع، لذلك فدعواهم لا تلقى آذَانا صاغية، والحال أن فاقد الشيء لا يعطيه.
قبل سنين خلت كانت الحشمة، والشرف والتربية على الأخلاق الحميدة هي المعروفة، وهي السمة البارزة لدى المجتمع، أصبحت تلك الصفات مستنكرة اليوم، فاللباس الفاضح، والاستهانة بالشرف والفضيلة، وتقليد التقليعات الغربية باسم الموضة، والحرية شبه المطلقة صارت هي العرف، ولأن تلك الصفات شاعت، وبلغت حدا خطيرا، أصبح من يطالب بالرجوع والتمسك بالأعراف يتهم بالتخلف والرجعية، والمطالب بحفظ المرأة، وتمسكها بالأعراف التي تحفظ إنسانيتها، كمن يطالب بتخلفها عن الركب الحضاري .
لا يسود المنكر في أمة إلا إذا تخلت عن قيمها ومبادئها وأعرافها، ومن ثم تصبح الدعوة للرجوع إلى تلك القيم، أشبه بمن يدعو الناس للتخلي عن مكتسبات، فإذا تخلى الناس عن الأمر بالمعروف فمن الطبيعي أن يحل المنكر محله، وإن الحياة تصير آسنة بدون الأمر بالمعروف، فالمنكر كالسرطان يبدأ على مستوى خلية واحدة، وبنجاح تلك الخلية ونموها تنقسم على حساب الخلايا الأخرى، وإذا لم يعالج الورم السرطاني، فسيستمر بالنمو والتدمير والانتشار إلى أن يقضي على المريض، فهو تجسيد عملي للمنكر، إذا لم يعالج قضى على إنسانية المجتمع، ويصبح الناس أقرب من المجتمع المتوحش منه إلى المجتمع المتأنسن، فهل يرتجى بعدها من مجيب.
طاهر عبدالكريم
اسم عندما يذكر ترقص أوراق الورد والشجر، اسم عندما يذكر يهب النسيم العليل وتبتسم الشمس والقمر، هو زينة كل صباح وبهجة كل نبت فواح.
ولكن عندما يهفو إلى مسمعي اسمه ابتسم وأتغير، فوقعه في قلبي مختلف عن بقية البشر.
هو بالنسبة لي حبٌ... إصرارٌ... أملٌ وحنان... بل أكثر... هو شاطئي ومرساي وشراعي هو من البحر أكبر، هو أقلامي وألواني، هو الأبيض في صفائه بل هو الحب في الأحمر...
هو طعم حلو المذاق بل هو أحلى من السكر.
الندى اسم يغير العالم من حولي، فكلما جفت أرضي بوجوده يهطل المطر، وكلما ذبلت أزهاري بوجوده تشرب وترتوي وتزهر.
الندى حضن دافئ يحتويني حينما يحاصرني الحزن والقهر، هو شجاعة وتحدٍ يغذيني حينما تتحطم أحلامي وتتكسر، فاعذرني أيها الندى إن خانني لساني أو قصرّ، فوصفك صعب جدا بل هو إلى المستحيل أقرب.
إليكِ يامنبع الحنان أهدي أغلى تحياتي من قلب صادق وفيّ تعلم منكِ كيف يحب الحياة ويعيشها بحلوها ومرّها، بحزنها وفرحها، إليكِ أهدي أغلى أمنياتي لكِ بحياة ملؤها المحبة والرضا، فأنت كنتِ لي نعم السند والمعين في كل أزماتي ونعم الرفيق والصديق في كل الدروب.
وأنا اليوم لم أكتب لكِ لأهنئكِ بيوم ميلادكِ، بل أكتب لأهنئ اليوم بكِ، فأنت العيد أينما كنتِ.
شكرا لكِ خالتي الحنون على كل ما قدمته لي من محبة وحنان.
شكرا لكِ أمي الحنون.
ابنتك المحبة
فاطمة الشكر
كيف نقرأ الحسين (ع) خارج النطاق المتداول والمعهود ؟ بمعنى القراءة المتجرِّدة و السابحة في فضاءات المعرفة والفكر الإنساني الواسع .المتحررة من قيود الإثنية والمذهبية والأيدلوجية ؟ ألسنا مقصرين ومجحفين بقضية الحسين(ع)عندما اختزلناه في بعض القضايا فقط ؟ أليس الحسين (ع) ذلك الفضاء الواسع والمدرسة العظيمة للأجيال، ولسوء تقدير منّا (ربما) أوصدنا أمامه كل النوافذ حتى لا يلج عالمنا ما خلا بعض القضايا الهامشية الغير معتدٍّ بها أو هكذا يُقال ؟
ألا نكون بذلك قد أطرناهُّ وقدمناهُّ عبر وسائلنا الإعلامية في المجتمع ضمن أُطرٍ ضيقة، وبذلك أضعنا أهدافه النبيلة ومبادئه العظيمة التي ضحىّ من أجلها ؟ أليست نهضة الحسين (ع) هي نهضة ضدّ التقاليد المغلوطة، والأعراف البالية التي تعنون جاهلية ذلك المجتمع من عدمها ؟
أسئلةٌ نطرحها على الفكر المجتمعي ونحن في خضمِّ ذكريات أهل البيت (ع)، هذه المحطات الثقافية والفكرية الضخمة كي نتزوّد من معينها الصافي علنّا نستلهم معاني ومبادئ هذه الذكريات العظيمة بما يسهم في رقينا وتقدمنا فكريا وثقافيا وفي كل مجالاتنا الحياتية المُعاشة .
الحسين «ع» مدرسة متكاملة، أخلاقية، دينية، تربوية، سياسية، توعوية، رسالية، جهادية، عبادية، فكرية، ثقافية.... إلخ. مدرسة تبعث إشعاعاتها المعرفية عبر العصور جيلا بعد جيل ولم يبرح رحمها في ضخِّ الجديد والجديد، والأخير هو أحد العناصر الأساسية لخلود هذه الثورة العظمية طوال هذه الأزمان، فهل من المناسب وهل من الجدير بنا عندما نأتي إلى قراءة الحسين(ع)، إلى قراءة كربلاء بما تحمله هذه الكلمة من أبعاد ودلالات تكون قراءتنا قراءة عابرة ؟!، قراءة استرسلنا فيها وأخذناها على أنها عادة فقط !غير متبحرين في معانيها ولا ناظرين إلى ما وراء سطورها، وهنا فقط كان الخلل الاستراتيجي الذي وقعنا فيه في تعاطينا مع قضية الحسين(ع)، ولم نعِ أو ندرك أن الحسين (ع)متجددٌّ تجدد العصور والأيام، وأن قضيته ومبادئه الإنسانية تلهج بالحياة وتنبض بالوجود وتتوهجُّ في عطاءاتها إلى كل الدنيا، وأنهُّ لا يمكن اختزالها في قضية المأساة أو البطولة أو التضحية أو ...إلخ، هي أبعد عن أن تكون محكومة وفق أطر أيدلوجية أو قبلية أو دينية، هي إنسانية بالدرجة الأولى والملاك في ذلك هو في طابعها العالمي الإنساني الذي اتسمّت به والتأثير الكبير الذي تركته في نفوس وضمائر مثقفي ومفكري وفناني وساسة العالم بصرف النظر عن توجهاتهم الدينية أو الفكرية أو الثقافية.
لنقرأ الحسين (ع) قراءة ترتقي بمستوى وعينا وفكرنا وثقافتنا لا أن نكون مراوحين مكاننا بعد انتهاء المواسم الكربلائية، وكأن لم يمّر علينا شيء، ونخرج من الذكرى بخفي حنين لم نتقدم خطوة واحدة للأمام وربما العكس، أنا لا أقصدُ من قراءة كربلائنا في أن نركن كلّ هذا التراكم الثقافي والفكري والمعرفي الذي ورثناه من لدن أجدادنا في زاوية النسيان ونذهب بعيدا عن هذا السياق، أنا أقصد بتفعيل دور العقل في التعاطي مع هذه المسألة أو تلك بطرح الأسئلة وتحريك النقد للذات والمراجعة الدائمة لكل الخطوات التي نخطوها في طريق التطوير والتنوير كونهُ الضمانة الحقيقية للوصول للهدف وفي تقويم عجلة التحديث وتطويرها في خطاباتنا ومواسمنا، في قراءة الحسين(ع) بكل تجلياتها وبكل أبعادها المعرفية العظيمة .فهل نعي ذلك ؟
ميثم علي مسعود
أيهما أشد فتكا بالإنسان انفلونزا الخنازير أم انفلونزا الفقر قد يتصور البعض أن انفلونزا الخنازير هي أشد فتكا بالإنسان ولكن العكس صحيح قد يستطيع العلماء إيجاد أو اختراع لقاح ضد هذا المرض في مدة قصيرة من الزمن أما انفلونزا الفقر فمنذ مئات السنين وإلى يومنا هذا لم يستطع أي إنسان إيجاد أو اختراع لقاح ضد هذا المرض الفتاك وقد عانى على مر السنين الماضية ملايين البشر من وطأة الفقر والحرمان ومازال أيضا في زماننا هذا ملايين البشر يعانون من وطأة الفقر والحرمان والأمة المريرة التي لا يحس بها إلا من صارع الفقر وعايشه وتجرع غصاته حتى ابتلى هؤلاء بأنواع الأمراض النفسية والجسدية فأصبح هذا المرض كالوباء الذي لا علاج له مع العلم أن علاجه سهل جدا فإنصاف الناس حقوقهم والمساواة بينهم وتوزيع عادل للثروة بين البشر، لسوف يعود على الجميع بالفيض والبركة والرحمة من الله ولكن ما يحز في القلب إصرار هذه الفئة المرفهة والطبقة العليا من البشر على عنادهم المستمر ومواقفهم الخداعة ومكرهم الذي تزول منه الجبال على عدم إيجاد حل لهذه القضية وانتشال هؤلاء المعذبين من محنتهم لأن هؤلاء المرفهين قد فقدوا الإحساس والشعور بالفقراء والمستضعفين في الأرض فأصبحوا ذئابا يسلبون وينهشون ويشربون من دماء ولحوم البشر المحرومين من أبسط الحقوق وما أقدامهم على ظلم الآخرين إلا بسبب حب الذات والمصلحة الشخصية وانغماسهم في الشهوات حتى أفقدهم صوابهم على التفكير الصحيح والأحساسيس النبيلة.
إذا فتعذيب وتجويع وسلب وحرمان البشر هو من صنع وسبب الإنسان نفسه ومثال ذلك: بعض البلدان الكبرى تقوم بحرق آلاف الأطنان من القمح سنويا رافضة تصديرها للبلدان الفقيرة وهي بحاجة ماسة لهذه المادة الغذائية لسد النقص الذي يهدد شعوبها من الجوع فما السبب في ذلك؟؟ وإلام ترمي إليه؟؟ إلا لفرض سيطرتها وهيمنتها على كل ما تريده ولو كلفها ذلك موت الملايين من البشر.
وهذا من طبعها وأسلوبها فهي دأبت على الظلم من عشرات السنين لذا أني لا ألوم هذه الدول فالظلم من شيمها ولكن أعاتب وألوم بعض الدول الإسلامية التي تعتنق دين الإسلام وتسير بتعاليم القرآن المجيد.
وما أنعم الله عليها من الخيرات والنعم الكثيرة مع ذلك نجد في هذه الدول أعدادا كثيرة من المسلمين تحت خط الفقر وفي أحوال يرثى لها وهذه حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها إذا فليس الغريب أن تبتلى الأمم بالأوبة والأمراض المعدية.
فالأسباب قد هيئت لإنزال البلاء فبقاع الأرض قد ملئت ظلما وجورا.
وتعذيب وقتل الإنسان أصبح من الأمور الذي لا غنى لذئاب البشر عنها والله يواخذ الناس بسبب ذنوبهم حيث يقول المولى عز وجل في سورة العنكبوت:
«فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون».
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
من الأمور الجميلة في حياتنا هو اجتماع حب المواطنين على أمور معينة ومن ضمن هذه الأمور يأتي حب الدين وحب الوطن والدفاع عنه وغيرها من أمور كثيرة توحد أهل البحرين على حبها. وهناك أمر يجمع عليه جميع أهل البحرين ألا وهو حب أهل البيت(ع) وعلى هذا الأساس ترى ما أن يدخل شهر الإمام الحسين عليه السلام وهو شهر محرم إلا وقد اجمع الجميع على المبادرة بإحياء الشهر وذلك بالمشاركة بالحضور أو بالتبرع المادي أو العيني ويأتي تبرع جلالة الملك للمآتم الحسينية على رأس هذه التبرعات وهو بلا شك يفتح الباب لجميع المواطنين بالتبرع لهذه المؤسسات المنتشرة في ربوع بلادنا العزيزة، إذ إن هذه المؤسسات تقوم ببث الوعي الديني وتزرع الفضيلة في النفوس. ولهذا حرص البحرينيون من القدم على بناء هذه المؤسسات لعلمهم بأهميتها إذ إنها مؤسسات تستغل لإقامة الشعائر الإسلامية وأيضا تستخدم لإقامة مناسبات الأهالي السعيدة والحزينة، وبالتالي عندما بادر ثلة من مواطنين مدينة عيسى بطلب تخصيص أرض في مدينة عيسى لإقامة مؤسسة مأتم مدينة عيسى، لم يتوانَ المسئولون بتخصيص ارض لإقامة هذه المؤسسة لتجمع الجميع من أهالي المنطقة وعليه فإن الإخوة المؤسسين للمأتم سعوا من اليوم الأول لإقامة عزاء مركزي يجتمع جمع يتجاوز الـ 50 ألف لإحياء مناسبة عاشوراء ليمتزج كل الوطن مع أهالي المنطقة ليشكلوا لحمة وطنية رائعة مجمعين على حب الحسين في قلوبهم وكيانهم وذلك بمشاركة كبار الشخصيات والمسئولين المنطقة والوجهاء والعلماء والمواطنين باختلاف مذاهبهم .
مجدي النشيط
لماذا يعمل الكثير من المسئولين في الدولة على وأد أحلام العصافير في مهدها، فمنذ عدة سنوات دشنت نافورة عند شارع الفاتح رغبة في أن ينعم المواطن الضعيف ببعض المتنفس وخاصة في العطل الرسمية أو أيام الإجازات على بقايا سواحلنا الجميلة التي تصارع في حرب غير متوازنة آلة الطمع والجشع التي يقف من ورائها هوامير البر والمتنفذون المميزون.
نظرة سريعة لأحد المواقف أو التصريحات من قبل المسئولين في وزارة شئون البلديات والزراعة فقد قاموا بتدشين نافورة الفاتح الواقعة على شارع الفاتح وذلك تزامنا مع احتفالات البلاد بعيد الجلوس والعيد الوطني المجيد... وأشادوا بجهود الجهاز التنفيذي ومجلس بلدي المنامة بمتابعة تنفيذ المشروعات الجمالية في المنامة، وأوضح المسئولون أن «بلدية المنامة تفتح هذه النافورة تزامنا مع احتفالات المملكة بعيد الجلوس والعيد الوطني المجيد، إذ عملت بلدية المنامة على إضفاء لمسة جمالية أخرى على هذا الشارع، وسعت جاهدة لأن ينتهي العمل منها خلال الفترة التي تحتفل فيها المملكة بالعيد الوطني المجيد»، مشيرا إلى أن كلفة هذه النافورة تبلغ 197 ألف دينار.وبشأن تصميم النافورة قال «صممت لتتماشى مع محيط المباني الملاصقة لها، وتعتبر أحد الصروح الجمالية في المنامة إضافة إلى كونها واحدة من أكبر النافورات الواقعة على الشوارع العامة في البحرين».
يذكر أن التصريح السابق كان في 17 ديسمبر/ كانون الاول العام 2008.
وهنا نتساءل ... أين النافورة التي كانت تكلفة إنشائها 500 ألف دينار والتي تمت صيانتها في 2008م بمبلغ وقدره 197 ألف دينار (697 ألف دينار)؟! أين النافورة الضخمة والتي تماثل نافورة «جيت دو» في بحيرة جنيف السويسرية في ارتفاعها إذ يبلغ 123 مترا وتتكون من أنبوب دفع رئيسي يرش أكثر من 288.969 غالونا من الماء كل ساعة وبسرعة 142 ميلا في الساعة والذي يتوحد عند قاعدة الفتحة الرئيسية 40 رشاشا مائيا صغيرا يصل ارتفاعه إلى 8 أمتار و التي تم تصنيعها وتصميمها في ألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة... أين هي تلك النافورة، هذا العام وفي مناسبة متميزة مضيئة على مرور 10 سنوات مضيئة وذكري العيد الوطني؟
يبدو أن المواطن اليوم قد كتب عليه أن يتألم ويتألم للوضع العام والذي يتمثل في إحدى فصوله بفقدانه للنافورة! فمن هو المسئول، وزارة البلديات والزراعة ام بلدية المنامة أو جهات في الحكومة؟ فحسب المعلومات الأولية يبدو أن ساحل شارع الفاتح يتعرض إلى هجمة شرسة، فقد كان الساحل يتمتع بطول 1.7 كيلومتر، ثم وصل إلى 0.7 كيلومتر أما الآن فهو في تقلص مستمر وخاصة عندما بدأ دفان موقع المجلس الوطني، والنافورة اليوم تتعرض إلى الدفان أيضا، بسبب مشاريع خاصة جدا!
إن الأمور اليوم في حاجة إلى الحزم في معاقبة كل من يساهم في خنق أحلام العصافير من المواطنين، بعد أن فشل ممثلو الشعب (النواب) في صيانة وحقوق هذه الأحلام ، أحلام صغيرة في قلوب صغيرة يكتنفها آمال وأحلام ومتنفس، في سواحل نظيفة واسعة تعيد الحيوية للإنسان البحريني خاصة وللبيئة بوجه عام.
خالد قمبر
بكوا حسينا سيدا
فلقتله شاب الشعر
ولقتله زلزلتم
ولقتله انكشف القمر
واحمرت آفاق السماء
من العشية والسحر
وتغيرت شمس البلاد
بهم وأظلمت الكور
ذاك ابن فاطمة المصاب
به الخلائق والبشر
أورثنا ذلا به
جدع الأنوف مع الغرر
***
والله ما جئتكم حتى بصرت به
بالطف منعفر الخدين منحورا
وحوله فتية تدمى نحورهم
مثل المصابيح يكسون الدجى نورا
وقد جئت قلوصي كي أصادقهم
من قبل ان يلاقوا الخرد الحور
كان الحسين سراجا يستضاء به
الله يعلم أني لم أقل زورا
مجاورا لرسول الله في غرف
وللبتول وللطيار مسرورا
منى الحايكي
العدد 2667 - الخميس 24 ديسمبر 2009م الموافق 07 محرم 1431هـ