العدد 2668 - الجمعة 25 ديسمبر 2009م الموافق 08 محرم 1431هـ

الجودر: خروج الحسين (ع) لم يكن لدنيا يصيبها ولا لمكانة سياسية يتقلدها

أكد خطيب الجمعة بجامع قلالي الشيخ صلاح الجودر، في خطبة الجمعة أمس، أن «خروج الإمام الحسين (ع) لم يكن لدنيا يصيبها، ولا لمكانة سياسية يتقلدها، ولكن خروجه كان من أجل الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما جاء في وصيته».وفي بداية حديثه قال الجودر: «نحن نعيش ذكرى عاشوراء السنوية، يستعذب الحديث هذه الأيام عن موقعة كربلاء، لما لهذه الذكرى من معان ودروس ودلالات في وجدان كل مسلم، آمن بالله ربا، وبمحمد نبينا رسولا، وبالإسلام دينا، فهذه الذكرى المؤلمة ليست لسرد القصص في المساجد والمآتم والمجالس، ولكنها فاصل تاريخي تتجلى فيه صور الفداء والتضحية، وصور الحب والوفاء، وصور التسامح والسمو، بطل هذه الملحمة التاريخية هو الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، أبوعبدالله، القرشي الهاشمي، سبط رسول الله (ص) وشبيهه وريحانته، أمه فاطمة الزهراء، التي بشرت بأنها سيدة نساء العالمين». وتابع «ذكر أهل السير والتاريخ أنه لما بويع يزيد بن معاوية بالخلافة سنة ستين للهجرة امتنع الإمام الحسين وعبدالله بن الزبير عن البيعة، فالبيعة تكون بالرضا لا بالإكراه، فبلغ هذا الأمر أهل العراق فبدأوا يراسلون الإمام الحسين(ع) يقولون: (إنا بايعناك ولا نريد إلا أنت)، وتكاثرت الكتب حتى بلغت خمسمئة كتاب، كلها جاءت من الكوفة، أرسل على إثرها الإمام الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل لتقصي الحقائق ومعرفة الأمر، وبعد فترة أرسل مسلم بن عقيل إلى الإمام الحسين خطابا يدعوه إلى العراق، ولم يلبث أن قتل مسلم بن عقيل دون علم الإمام الحسين بذلك».وقال الجودر: «أيها الأخوة: في يوم التروية بلغ الصحابة وآل البيت أن الإمام الحسين يتهيأ للخروج إلى أرض العراق، فماذا كان موقفهم من هذا الخروج؟، لقد قدموا النصح للإمام الحسين(ع) بعدم الخروج حبا فيه ووفاء له فهو في منزلة جده رسول الله(ص)، وأبيه علي بن أبي طالب(ع)، ومنهم: موقف عبدالله بن عباس(ر) حيث قال للإمام الحسين: لولا أن يُزرى بي وبك الناس لشبثت يدي في رأسك فلم أتركك تذهب. وحينما علم عبدالله بن عمر(ر) بخروج الإمام الحسين وبالكتب التي أرسلت إليه لحقه إلى مسيرة ثلاث ليال، ثم قال له: يا إمام لا تأتهم، والله أن جبريل أتى النبي(ص) فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وإنك بضعة منه، والله لا يليها أحد منكم أبدا، وما صرفها عنكم إلا للذي هو خير لكم، فأبى أن يرجع، فاعتنقه ابن عمر(ر) وبكى وقال له: استودعك الله من قتيل. أما موقف عبدالله بن الزبير(ر) الذي كان على رأي الإمام الحسين من البيعة، فإنه قال: أتذهب إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟!. ووقف أبوسعيد الخدري الصحابي(ر) للإمام الحسين ناصحا له ومحذرا من القوم: يا أبا عبدالله، إني لك ناصح، واني عليكم مشفق، قد بلغني أنه قد كاتبكم قوم من شيعتكم بالكوفة، يدعونكم إلى الخروج إليهم، فلا تخرج إليهم، فإني سمعت أباك (الإمام علي) يقول في الكوفة: (والله لقد مللتهم وأبغضتهم وملوني وأبغضوني، وما يكون منهم وفاء قط، ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب، والله ما لهم نيات ولا عزم على أمر، ولا صبر على سيف). وسأل الجودر: «ماذا نستفيد من هذه الحادثة، وهذه السيرة العطرة، وهذه التضحيات الجسام التي قدمها الإمام والشهيد والسبط والريحانة والبضعة الإمام الحسين (ع)؟، لنقف ونأخذ الدروس والعبر، ومنها: أن العاقبة للمتقين، فمع ما لقاه الإمام الحسين بن علي(ع) في سبيل نصرة الحق إلا أن الذكر العطر كان حليفه، وأن العاقبة للمتقين. وأن مقتل الإمام الحسين يكشف عن حقد دفين لهذه الأمة، فقد سبقه في طريق الشهادة الفاروق عمر وذو النورين عثمان وأبوه الإمام علي وأخوه الحسن وعبدالله بن الزبير وغيرهم الذين قتلوا بأيدي الغدر والخيانة، وإن كان مقتل الإمام الحسين كان أكثر بشاعة بعد قتل آل بيته ومنعه الماء والتمثيل في جثته».

العدد 2668 - الجمعة 25 ديسمبر 2009م الموافق 08 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 8:32 ص

      false

      من أجل الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما جاء في وصيته....... This is what you say,,,please do not change the truth

    • زائر 16 | 7:22 ص

      البحرين بحاجة لامثالك

      الناس الشرفاء فى البحرين يحترمون صراحتك
      وياريت ابو جهل يتعلم من من علمك

    • زائر 15 | 6:42 ص

      ام حسين

      السلام عليك يا ابا عبدالله الحسين وعلى الارواح التي حلت بفنائك .. واللعن الدائم على اعدائكم الى يوم القيامه .. مشكور شيخنا العزيز وارجو الاكثار من الكتابه عن الامام الحسين والامام علي فهم سادة وحكماء الشيعة

    • زائر 14 | 5:41 ص

      بارك الله فيك

      الله يبارك فيك الشيخ صلاح على هذه الخطبة,,,وعسى الله ان يهدي من في البال ويقتدي بالشيخ القطان واشيخ الجودر لاحقاق الحق وترك الشيعة في حالهم والكل يعرفه جيداَ.
      السلام على الحسين ع وأولاد الحسين ع واتباع وانصار الحسين ع.

    • زائر 13 | 5:13 ص

      بارك الله فيك

      بارك الله فيك يا شيخ والله لا افرقنا يا رب احنا شيعه او سنه يد وحده مهما اتكون من اختلافات في وطنا بس نبقى على قلب واحد والنصائح والتلاحم تقع على عاتقيه العلماء سوء من اخوان السنه او الشيعه واليوم قلت كلمتك يا شيخ امام المصلين تعني الكثير لهم امنى من رب العالمين ان يكثر من امثالك من اخوانا علماء السنه والشيعه ولا ننسى ايضا شيخنا القطان الذي قاما ايضا ابدوره في هاذي المناسبه مناسبه عاشور في خطبته الجمعه نشكركم شيخنا وبارك الله فيكم

    • زائر 12 | 4:31 ص

      شكرا يا شيخ

      صح لسانك وشكرا على توضيح صورة عاشوراء والرسالة التي حملها الامام الحسين بكل مصداقية, الله يلعن قاتليكم

    • زائر 11 | 2:46 ص

      احسنت ياشيخ صلاح

      ثبتك الله على الحق ياشيخ صلاح واجرى الحق على لسانك مجرى الماء الزلال وبارك فيك على هذه الكلمات الجميلة بحق ريحانة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم وجعل الحقد والبغضاء والعار والشنار في صدر من يبغض الحسين ويتبع الحسين وال بيت الحسين عليهم السلام الذين يمثلون الدين المحمدي الاصيل الذي خرجوا من اجله وقاتلوا فقتلوا فكانوا بحق رجالا صدقوا ماعاهدوا الله عليه

    • زائر 10 | 2:13 ص

      عاشوراء

      بارك الله فيك ياشيخ و لكن لم يذكر عن قتلت الحسين عليه السلام

    • زائر 9 | 2:10 ص

      عاشوراء

      بارك الله فيك ياشيخ و لكن لم يذكر عن قتلت الحسين عليه السلام

    • زائر 8 | 1:51 ص

      يعني بالمختصر المفيد

      اذا اتقول يا شيخنا الجليل أن من قتلوا الحسين وأبوه علي وأخوه الحسن والفاروق عمر والخليفة الثالث عثمان بن عفان هم كما تقول ( قتلوا بأيدي الغدر والخيانة ) فإذن القتلة وهم يزيد بن معاوية وعمرو ابن يعد وعبيد الله ابن ازياد هم غادرون وناكثون للعهد وخونة وفوق ذلك قتلة، والقاتل الى أين يذهب؟ الجنة أم النار؟ أكيد النار لأن هذا مقتضى العدالة الالهية وهذا ما حكم به في محكم كتابه..بعد ذلك لماذا يزعل البعض ولا يرضى اذا تكلمنا عن هذه الفئة التي قتلت الحسين ويعتبرهم من التابعين، ولله خوش تابعيين

    • البدور السواطع | 1:44 ص

      القتل في اهل البيت لهم عادة

      ولكن هل سبي النساء عادة عندهم؟ يسلبونهم حليهم ومقانعهم وكل شيئ ويسيرونهم من مجلس الى مجلس ومن بلد الى بلد والناس في الطريق ناشرة اعلام الفرح والبعض غير راضي فغالبية النساء بكين لبكاء السيدة الجليله زينب عليها السلام فهنيئا لها على صبرها على مقتل اهل بيتها جميعا عدا الامام السجاد فلولا مرضه لكان لحق بهم ولكن حكمة الله لتستمر الامامه ولكي لاينقطع نسل الحسين عليه السلام.

    • الوسيم للتوصيل | 1:09 ص

      الله يديم محبة الشيعة والسنة ويبعد الفتنه

      ماعمري حسيت في فرق بكلمة شيعي اوسني كلنه اخوة..كلنا نحب النبي واهله الطيبين كلنه للخير بدرب واحد
      والحسين خرج من المدينة لمقارعة الحاكم الظالم آنذاك عبيد الله بن زياد الكافر.قاتل النفس المحترمة.شارب الخمر.
      جيث خرج ابن رسول الله بموكب مهيب والناظر للركب الحسيني المغطى بالحرير والي لم يكن يفتقر لشي
      بالإضافة لأن خروج الحسين لم تكن لمصلحة سياسية او لمال دنيوي..حيث كان الإمام غنيا بخير الله يملك ضياعا واراضي ولم تكن تهمه سيادة او نال ولكن تفشي الفساد والظلم والجور في بدن الأمة الإسلامية

    • VIPUOB | 12:58 ص

      .

      يا سبحان الله . . . بالضبط نفس المصريين اذا يقولون سيدنا يزيد قتل سيدنا الحسين . . .

    • زائر 7 | 12:56 ص

      بحراني

      بارك الله فيك يا شيخ وجزاك الله خير الجزاء وحشرك مع الحسين يوم القيامة، هذه الأقلام هي المطلوبة في زمننا هذا المشوب بالفتن والطائفية وأتمنى من جميع أخواننا السنة اتباع نهج ما كتب سابقا وعدم التعالي على الشعائر الحسينية حيث أن الإمام الحسين لم يكن للشيعة فقط فهو إمام كل البشرية.

    • زائر 6 | 12:44 ص

      كلام جميل ولكن؟؟؟

      لماذا لا يسمح لذكر من قتل الامام وأهل بيته عليهم السلام بسوء إذا كل من ذكرهم الشيخ هم قتلوا غدراً فهناك غدارين ومكارين وعندما كشفهم التاريخ قفز اناس وقالوا لا هؤلاء اناس اجتهدوا وأخطأوا أبقتل الحسين حفيد رسول الله ص اجتهاد وخطئ قولوا الحق يا أخواننا ولا تخافوا...!

    • زائر 5 | 12:32 ص

      مع احترامي للشيخ الجودر وموقفه ، إلا أنه يخلط

      من كاتب الامام الحسين وأمسك عنه فيهم الصحابة والتابعين أيضا.
      ولا أدري هل عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وهل شبث بن ربعي ، وعبيد الله بن زياد من شيعة الحسين عليه السلام؟

    • زائر 4 | 12:32 ص

      000

      جزاك الله خير.نريد من اخواننا السنة مشاركة اخوانهم الشيعة في هذه المصيبة العظيمة.والشكر الخاص إلى الشيخ صلاح الجودر.

    • زائر 3 | 11:38 م

      السلام عليك يا حبيبي يا حسيـــــــــــن

      اجركم الله في هذا المصاب الجلل

    • زائر 2 | 10:33 م

      بوركت يا شيخ صلاح على هذه الخطبة النيرة

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، يوركت شيخ صلاح وبوركت مساعيكم وجعلكم الله دوما وأبدا يضىء للمجتمع بكلماته وأحرفه وجعلكم ذخرا للأمة الإسلامية والوطن ( مع تحيات شيماء)

    • زائر 1 | 10:14 م

      الحق حق

      الله يكثر من امثالك ياشيخنا العزيز

    • سـترة | 8:24 م

      .

      لايوم كيومك يا ابا عبد الله
      شكرا للوســـــط

اقرأ ايضاً