عقيلة الهاشميين زينب الحوراء عليها السلام السيدة الجليلة، حفيدة الرسول، وابنة الأكرمين علي وفاطمة عليهم السلام، وأخت سبطي رسول الله سيدي شباب أهل الجنة، وعمة الأئمة المعصومين(ع).
العقيلة لها مواقف بطولية وقفتها مع الإمام الحسين في كربلاء وبعد استشهاد الحسين من خلال مسيرة السبي .
وقفت بجرأة بوجه الظالمين لتعلم الأجيال دروسا في الشجاعة والايمان والتوكل على الله تعالى.
السيدة زينب ثاني أعظم سيدة من سيدات أهل البيت، هي منبع الطهر والعفاف، منبع الشجاعة وقوة الإيمان والصبر لاعجب فهي الحوراء زينب بنت فارس الفرسان الإمام علي بن أبي طالب.
العقيلة زينب يذكرها المؤمن حين يذكر الطهر والنزاهة والفضيلة، يذكرها المظلوم ويذكر ما عانته من الظلم وماحل بها من أذى ليهون عليه مصيبته.
سيدتنا ومولاتنا الطاهرة زينب بنت علي عليه السلام ابرز مثال للمرأة المؤمنة التقية فعلينا الاقتداء بها.
الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو محمد، سبط رسول (ص) وريحانته، وابن فاطمة بنت رسول الله سيّدة نساء العالمين عليها السلام وابن أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام. الإمام الحسن(عليه السلام) هو من جملة أهل الكساء الخمسة، الذين نزلت فيهم الآية (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا)
الإمام الحسن المجتبى سخي ،حليم، تقي، طيب، زكي، ذكي محب للعلم . الإمام الحسن خطط لثورة الإمام الحسين (ع)، ولو حارب الإمام الحسن (ع) آنذاك، لقتل هو وقتل الحسين (ع) وكل أهل بيته وأصحابه، ولما عاد هناك صوت ينطق بالحق، لهذا تعتبر ثورة الحسين (ع) صدى لصلح الإمام حسن (ع).
استشهد الإمام مسموما على يد زوجته جعدة فى 17 صفر سنة 49 من الهجرة وله من العمر سبع وأربعون سنة.
زين العابدين وسيد الساجدين، زين الصالحين ووارث علم النبيين ووصي الوصيين، خازن وصايا المرسلين، إمام المتقين، منار القانتين والخاشعين، المتهجد الزكي الأمين، الزاهد والعابد.
الإمام زين العابدين جود سخي كما كان ورعا تقيا ذا مهابة ووقار، أخلاقه من أخلاق جديه محمد(ص) وعلي(ع). الإمام زين العابدين عالم فقيه ذو معرفة بأمور الدين وعلوم القرآن الكريم .
هو صاحب الصحيفة السجادية، التي تحتوي على مجموعة من الأدعية و من خلال هذه الأدعية يناجي الله ويستعطفه ويمجده.
هو صاحب رسالة الحقوق التي تتضمن ما يجب علينا من واجبات وما يجب لنا، إمامنا ينثر لنا المواعظ والآداب والأخلاق، في أقصر العبارات، وأجمل التعبيرات.
اهتم الإمام زين العابدين بوعظ الناس ولا تزال هذه المواعظ حية تضع العبر أمام الناس، وتحذرهم من الغرور والطيش، وتدعوهم إلى سبيل الحق والصواب.
تمثل هذه المواعظ والعبر الإبداع، وتطور الفكر، وأصالة الرأي، وتحكي خلاصة التجارب التي ظفر بها الإمام في حياته، وهي لا تقتصر على جانب خاص من جوانب الحياة، وإنما هي شاملة لجميع جوانب الحياة، تهتم بقضايا الإنسان وتضع حلولا حاسمة لجميع قضاياه وشئونه .
ليلة تاريخية لن أنساها أبدا وستظل ذكراها في مخيلتي مهما كرهت تلك الليلة التي ذرفت فيها دمعتي عندما سيق آل الرسول أسرى إلى الشام، قيل الناس إن هؤلاء الأسرى هم من العصاة الذين خرجوا لإثارة الفتن، فاقتضى الأمر تأديبهم.
رأيت يتامى الحسين مطرودين مشردين من غير جرم ارتكبوه، يتامى فقدوا كفيلهم الإمام الحسين (ع).
نعم رأيتهم، اقتربت منهم ، نظرت لهم ينثرون دموع الألم ودموع الحزن لما حل بهم، وأنات التوجع تعلو منهم، يرددون بأصواتهم ياحسين، يتساءلون عما يخبئه لهم المستقبل المجهول.
سيق أهل بيت النبوة أسرى مكبلين بالأغلال إلى مجلس ابن زياد وقف الطاغية يشمت ويتشفى بهم وحوله زبانيته يبث سموم الحقد على النساء والأطفال.
ذكر زين العابدين ما جرى في طف كربلاء، مأساة رهيبة التي حلت بأهل بيت الرسول، تشحن نفوس الناس بالحقد على الظالمين وتلهب فيها نار الثورة على يزيد وحكومته الجائرة لهذا أمر يزيد بترحيل الأسرى إلى المدينة.
معركة كربلاء انجلت بفوز أحباب الله، أباة الضيم بشرف الشهادة بعد أن سطروا أروع ملحمة في التاريخ، وباء أعداء الله بالخسران المبين .
فاطمة آدم
لحظات من وقتكم الثمين يا موالين... وتخيلوا معي تلك المشاهد التي تتكرر في كل موسم عاشوراء، أطفال يتوقون إلى حمل الأعلام السوداء ورفعها والتلويح بها منادين يا حسين، وصغار يوزعون الماء بحب على المعزين وقلوبهم تخفق. وآخرون يتشبثون بآبائهم على أطراف المواكب الحسينية، ومجموعة رائعة من الأطفال الذين يثلجون الصدر حينما يتجمعون في إحدى زوايا القرية أو أزقتها في موكب عزاء صغير بالكاد يضم 4 إلى 5 أفراد يحاولون تقليد الكبار في خطواتهم وكلماتهم وهتافاتهم (لبيك يا حسين) أو (هيهات منا الذلة) ولكن بصوت طفولي مؤثر، موقف يدعو إلى الضحك والبكاء والصمت المؤقت في آن واحد... قد تتساءلون ترى ما الهدف من ذكر كل ذلك؟؟
ذلك نداء من أطفال كربلاء إلى كل أطفالنا الذين بكوا على الحسين (ع) في أول صرخة أطلقوها عند ولادتهم، نداء من أطفال كربلاء الذين لم تمنعهم طفولتهم من المشاركة والتضحية وبذل الأنفس دون أبي عبدالله الحسين (ع)، تلك دعوة لكل الأطفال للمشاركة ليكون لهم دور فاعل في إحياء مراسم عاشوراء كما كان لأطفال كربلاء الدور في رسمه، تلك ليست مقارنة وإنما نقطة ذات أهمية كبرى ويجب الوقوف عليها لتحقيق أعلى درجات السمو بالروح لدى أطفالنا.
وبذلك أتوجه بحديثي هذا إلى كل المسئولين والمنظمين والقائمين على اللجان الحسينية والرعاة للمواكب النورانية، فلتفسحوا المجال لأشبالنا الصغار ليعبروا عن انتمائهم وينطقوا عن مدى تأثرهم واحتضانهم لتلك الفاجعة كما احتضنوا ألعابهم وكأنها شيء مقدس، ولكن هل يوجد ما هو أقدس من تعابير وهتافات الأطفال فتلك أصدق وأعمق وأعظم تعبيرا، لقد نطق أطفال كربلاء بالدم فلينطق أطفالنا بوجوههم وكلماتهم ورسوماتهم وهتافاتهم وأعلامهم الصغيرة.
قبل ثلاث سنوات كان هناك ما يميز قريتنا الصغيرة، كان المسئولون عن موكب العزاء قد نظموا موكبا خاصا بالأشبال (لو رأيتموه) وكأنه موكب للملائكة، يمشون بخطوات متماثلة ويلطمون بيد واحدة، يهتفون بصوت واحد، منظمون بطريقة عجيبة وينظرون إلى أعلامهم التي ترفرف فوق رؤوسهم نظرة واثقة عميقة وكأنهم رجال، وهم كذلك، يمشي معهم المنظمون ولا أظنهم كانوا بحاجة لمن ينظمهم، فيكفي أن تنظر إليهم لتكتشف بأن طفولتهم القائمة على حب الحسين وآله كفيلة بخلق ذلك الجو المنظم المفعم بالإحساس العالي المشبع بالروحانية العميقة، يمشون بخطوات واثقة وأظن أن جميع من شاهدهم قد تأثر بمنظرهم وكان يدعو لهم في كل خطوة من خطواتهم وهذا ما لمحته من تمتماتهم التي تخط تعابير وجوههم.
مشهد جعل الدموع تنساب حزنا على مصاب الحسين (ع)وفرحا بالصورة التي وجدنا عليها أولادنا الصغار (أشبال الحسين) تمنيت حينها أن يستمر هذا المشهد ويتسم بالتكرار، ولكن مع الأسف كان وكأنه (عرض لمرة واحدة) إذن... هذا نداء ونداء عاجل جدا إلى جميع القائمين على رعاية الموكب الحسيني في قريتنا وفي العالم الشيعي بأسره للالتفات إلى الطفولة التي قد تضيع في اللعب والتسكع في الشوارع، في حين أنهم يتوقون إلى التواجد بين صفوف الكبار وأن يحضوا باهتمامهم والثقة بهم والاعتماد عليهم.
أفسحوا المجال لرجال المستقبل والقائمين على إحياء عاشوراء في السنوات المقبلة ولتكن هناك لجنة خاصة تقوم على رعاية هذا الموكب الصغير والحفاظ عليه كما يحصل في لبنان.
فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر فما بالكم بنقش نور الحسين (ع) وإحياء شعائر هذه المناسبة في قلوب الصغار الذين رضعوا حب الحسين وأهله من أمهاتهم المواليات الباكيات على المصيبة كلما تذكرنها، فأعطوهم الثقة وعلموهم كيف يكون إحياء عاشوراء فذلك هو العلم الذي يجب أن ينقش في قلوبهم.
نوال الحوطه
لقد فقد الشعب الفلسطيني تلاحم وتعاطف الشعوب العربية الأخرى معه بسبب سياسات زعاماته غير المتزنة وعقلية المراهقة السياسية البعيدة عن الحكمة والتبصر في الامور، فقبل حوادث سبتمبر/ أيلول الأسود فى الاردن كان الدم الفلسطيني مقدسا وكان المقاوم الفلسطيني ينظر اليه بنظرة احترام وإجلال وبدأ هذا الشعور والاحساس يضعف تدريجيا بعد حوادث سبتمبر في الاردن الذي كان السبب الرئيسي فيه هو تضارب وجودهم مع الدولة الشرعية وبدأت الخلافات تبادلا بالاتهامات شفهيا وانتهت بمعركة مسلحة اجبر الفلسطينيون بعدها على مغادرة الاردن الى لبنان ولم يستفد الفلسطينيون من الدرس في الاردن وعاودوا نفس النهج هناك وكانت النتيجة انهم دخلوا في الحرب الأهلية اللبنانية كفريق مع جهة ضد جهة أخرى، وأخيرا غزت «إسرائيل» لبنان وأجبر الفلسطينيون مرة اخرى على مغادرة لبنان الى تونس وحتى في الحروب في الشرق الاوسط لم تتخذ الزعامة الفلسطينية موقفا محايدا منها ففي الحرب العراقية الايرانية وقفوا الى جانب العراق وفي غزو الكويت وقفوا الى جانب العراق بدلا من الوقوف على الحياد أو إلى جانب الكويت التي احتُلت أرضها وخسروا بذلك التعاطف الخليجي والمساعدات المالية التي كان الخليجيون لا يترددون في دفعها للقضية الفلسطينية وأخيرا تركوا الصف العربي وذهبوا منفردين الى توقيع اتفاق اوسلو مع «اسرائيل».
المدقق في هذه المحطات يجد ان الزلات الصادرة من القيادة الفلسطينية تصل الى نتيجة ان ما يحدث الآن في الشأن الفلسطيني ليس غريبا بل هو نتيجة لهذه السياسات غير المدروسة والتي تعبر عن مراهقة سياسية على مستوى الزعامة الفلسطينية التي كان المؤمل منها ان تقود سفينة الخلاص الفلسطيني الى شاطئ الدولة الفلسطينية المستقلة ولكنها بالعكس قادته الى التشرذم والضياع وواقع الحال خير صورة لما يحدث، وخير دليل على أفول الاهتمام العربي بهذه القضية هو ما سمعناه هذه الايام من اخبار من ان موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) والتي مهمتها مساعدة اللاجئين الفلسطييين في حياتهم المعيشية الصعبة تكاد تكون خالية من المال وان المساهمة العربية التي كانت تصل الى 8 في المئة نزلت الى 1 في المئة وفي الوقت الحاضر الفلسطينيون منقسمون بين دولتين واحدة فى الضفة الغربية والأخرى في غزة وقد فشلت كل المحاولات للصلح بين هذين الفريقين وبتفرقهم سهلوا المهمة على العدو الذي ولاشك يطير فرحا عندما يقابله أناس غير متحدين والقضية الفلسطينية اليوم وصلت الى منحدر الخروج منه يحتاج الى معجزة ولكن وللأسف الشديد فإن عصر المعجزات قد ولى.
عبدالعزيزعلي حسين
لملمت جراحي ...واعتصرت قلبا ...ظل يهوى سيدا ...
علويا ...مليكا متوجا بكياني ...
فاطميّ النور ... علوي حيدري الهوى ...
صرح شامخ للعلياء ...للعطاء ... للسلام ...للحب
سيدي كربلاء ستبقى قلعة في قلوب المحبين ...
في وجدان الملايين ،سيدي كربلاء جنة على الأرض ...
يشع نورها متلألئ بين الجموع ...
تزدان في حلة من نور الشموع ...
الملائكة قبل البشر تصلي فيها بخشوع ...
سيدي كربلاء بستان غدت أزهاره الحمراء...
تحلق حوله فراشات في حلل خضراء ...
شعاع يمتد الى السماء من القبة النوراء ...
سيدي لله درك في كربلاء لك طفل رضيع يقتل على صدرك ...
وشاب في صورة وحسن جدك ...
وعريس يزف الى المنايا ...
سيدي لك أخ قطعت منه الكفوف، وأخت رعت أطفالا ويتامى ...
بين الخيام ، وعلى التلال ،على الثرى سالت دماء الشرفاء...عبيطا
لتروي عروق الأرض ...لتزهر وردا في تربةِ طاهرة ...
سيدي ...كل هذه المصائب ... وانت جبلا ...
أسدا في عرينه ثابت الرأي طالبا للشهادة ...
سيدي في كربلاء جسدا من نور كان مطروحا ...مهشم الضلوع ، تكسوه التراب
تغطيه السماء ،وتحرسه النجوم ، ورأس مهيب، تكلله انوار لا ينفك حمدا وثناء لله ...
ونحر يتقاطر منه الدم القاني نجيع يعطر الأرجاء عبيرا ...
سيدي ...كربلاء حصن آمن ستبقى ...
رمزا خالدا على مر السنين ...
لست ذكرى ... بل دم يسري بالعروق ...
ونفسا نحيا بها للممات صدقا ...
كذب الموت فالحسين مخلد ...
زينب سلمان محمد
إن شعار عاشوراء هذا العام (نحو أخلاق الحسين) الذي أطلقته جمعية التوعية الإسلامية، يحمل في طياته معاني عميقة لو تمعنا في مفرداته جيدا، حسب فهمنا المتواضع لكلمات هذا الشعار، أننا مدعون جميعا إلى أن نجعل من أيام سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) المحطة التي نتوقف عندها طويلا لننفتح على الله بوجداننا وبعقولنا وفكرنا وبشعورنا ونفسيتنا ومعنوياتنا وبكل جوارحنا الإنسانية.
ننهل من معين الحسين الأخلاقي والإنساني والاجتماعي والإيماني والعلمي والثقافي والروحي والمعنوي والنفسي، ولنأخذ منه التواضع بمفهومه الواقعي الإباء بمعناه الحقيقي والعزة بفصولها المتعددة والكرامة بأوصالها النيرة والعدل بأصنافه الكثيرة والحب بعفته الراقية والود الواعي لكل البشرية، ولنتعلم منه كل ما فيه خير للإنسان وللمجتمع، أخلاق الإمام الحسين (ع) ترفض التنازع بمسمياته المختلفة، الفئوية والطائفية والمذهبية والعرقية، أخلاقه تمقت كل فعل فيه مساس بشخصية ومشاعر الإنسان من بعيد أو من قريب.
أخلاقه تنبذ القول أو الفعل الذي فيه إهانة للدين بصورة مباشرة أو غير مباشرة، أخلاق أبي عبدالله الحسين تحث المرأة لأن تكون زينبية في حجابها ولباسها وعفتها وفي حديثها مع الآخرين وتطلب منها أن تحافظ على كيانها الإنساني في حركاتها وسكناتها في بيتها وأمام الناس وفي عملها ومع جيرانها وقريناتها في قولها وفعلها وسلوكياتها.
أخلاق سبط النبي المصطفى تريد من شبابنا المسلم أن يكونوا سفراء حقيقيين لإسلامهم في مختلف المحافل وفي كل مكان يتواجدون فيه، تريد منهم أن يكونوا سفراء في هيئتهم الخارجية وفي معنوياتهم وفي نفسياتهم وفي إنسانيتهم وفي أخلاقهم وفي إيمانهم وفي تمسكهم بالمبادئ القيمة، أخلاق الحسين تدعو الآباء والأمهات أن يتحملوا المسئولية في تربية أولادهم وبناتهم على الفضيلة والنبل، وتدعوهم أن لا يظهروا بأخلاق تخالف جملة وتفصيلا أخلاق رسول الله (ص) وأخلاق أهل بيته (ع) وأخلاق أصحابه الأجلاء (رض) أمام فلذات أكبادهم، حتى لا يتحملوا وزرهم ووزر من قلدهم وعمل بأخلاقهم غير السوية، أخلاق ريحانة الرسول تدعونا جميعا لحماية مؤسساتنا الاجتماعية والإسلامية والدينية بالاعتصام بحبل الله المتين والابتعاد عن التفرق الممقوت الذي يجعل مؤسساتنا بعيدة عن الهدف الحسيني مسافات طويلة.
أخلاق الحسين إذا ما تربعت في قلوب الكوادر الإنسانية والإسلامية العاملة في مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والأدبية والتطوعية والإنسانية، فإننا لن نجد نزاعات ولن نجد خلافات واختلافات بعيدة عن أخلاقيات الرسول الأعظم (ص) وأهل بيته الأبرار (ع) وأصحابه النجباء (رض)، ولن نجد الأفعال والأقوال غير اللائقة تشاع في أوساطنا الإسلامية، ولن نجد أحدا يسمع أو يستمع للذين يريدون أن يوجدوا بينهم العداوة والبغضاء والكراهية والحقد، أخلاق الحسين تمقت الظلم والمكر والغيبة والافتراء والكذب والنميمة وسوء الظن بالآخرين ومصادرة حقوق الناس وأكل مال اليتيم، أخلاق الحسين هي المعيار الحقيقي التي تكشف الأخلاقيات السوية من غيرها، فتقول لهذا الإنسان أو ذاك حتى ولو كان في موقع متقدم في هذه المؤسسة أو تلك، أنت لست مع الحسين في أخلاقك وتصرفاتك السلبية غير الحكيمة، وتقول لإنسان آخر يخدم في هذه المؤسسة أو تلك، أنت مع الحسين في تعاملك مع الآخرين، أخلاق الحسين لا تجامل أحدا على حساب المبادئ، ولا تنظر للإنسان بمظهره الخارجي ولا بحسن صلاته وصحتها ولا بطول ركوعه وسجوده ولا بكثرة تهجده ومناجاته ولا بغزارة دموعه في حال سماعه للوعظ والإرشاد، تنظر إلى آثار تلك الأفعال على أخلاقه وسلوكياته، إن كانت آثارها إيجابية قيل له أنت على خير، وإن كانت سلبية ومعاكسة لأخلاق الحسين يقال له أنت لست على خير حتى ولو ادعيت أنك مع محمد المصطفى (ص).
أيها الأحبة، فلنلتفت إلى أنفسنا جيدا حتى لا يأخذنا الهوى وحب الذات إلى أخلاق الشيطان والعياذ بالله، نحن على يقين لا يداخله الشك أن مختلف الفئات شيوخا ورجالا ونساء وشبابا وفتيات وأطفالا في عالمنا الإسلامي يعشقون حفيد نبيهم وريحانته وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين ويحبونه ويقدمونه على أنفسهم، كيف لا وهو الذي قال عنه نبي الرحمة (ص) حسين مني وأنا من حسين ولا يريدون أن يكونوا في معسكر الشيطان حتى لو عرضت عليهم الدنيا بزخارفها، ولكن الغفلة عند بعضنا قد تجره إلى مكان لا يرغب أن ينسب إليه في كل الأحوال والظروف، والدليل إذا ما ذكرنا بأخلاق الحسين تستنفر كل مشاعرنا وعواطفنا وفكرنا وكل وجودنا ووجداننا الإنساني نحوها، نقول استنفار جوارحنا وجوانحنا حسن ولكن الأحسن منه هو الاقتداء بكل حيثيات الأخلاق الحسينية.
سلمان سالم
اتجه المشرع البحريني إلى نظام وقف تنفيذ العقوبة لتجنب مساوئ تنفيذ العقوبات السالبة للحرية ذات المدة القصيرة، وابتدأ يفترض وقف التنفيذ صدور حكم بالإدانة ولكن لظروف يراها القاضي وتتماشى مع القانون يصدر حكما مشمولا بوقف التنفيذ، وفي هذه الحالة يكون وقف التنفيذ معلقا على شرط خلال مدة تجربة يحددها القانون.
وهذا الاتجاه من المشرع البحريني يأتي وفق مبدأ السلطة التقديرية لقضاء الموضوع في المسائل الجنائية.
إذ نصت المادة 81 من قانون العقوبات على أن للقاضي عند الحكم في جريمة بالغرامة أو الحبس مده لا تزيد على سنة أن يأمر بوقف تنفيذ العقوبة إذا تبين من أخلاق المحكوم عليه أو ماضيه أو ظروف جريمته أو سنه ما يحمل على الاعتقاد أنه لن يعود إلى ارتكاب جريمة جديدة.
لذا كان الاكتفاء بالتهديد بالخضوع للعقوبة هو في حقيقته عقوبة حقيقية لأنه إذا صدر عن المحكوم ما يجعله غير جدير لوقفها سيرفع القضاء عنه وقف التنفيذ وقد جاءت حالات الحكم بإلغاء وقف تنفيذ العقوبة على النحو الآتي:
1 - إذا لم يقم المحكوم عليه بتنفيذ التزامه بتقديم التعويض.
2 - إذا ارتكبت جريمة عمدية قضي عليه من أجلها بعقوبة سالبة للحرية لأكثر من شهرين سواء صدر الحكم بالإدانة أثناء هذه الفترة أو صدر بعد انقضائها بشرط أن تكون الدعوى قد حركت خلالها (خلال فترة التجربة).
3 - إذا ظهر خلال فترة التجربة صدور حكم مما نص عليه فيما سبق ولم تكن المحكمة قد علمت به.
وبذلك يكون وقف التنفيذ باعثا يحدد للمحكوم عليه الطريق الصحيح الذي يجدر به سلوكه وهذا الباعث ينفره من السلوك السيئ تجنبا لجزاء خطير يتعرض له هو تنفيذ العقوبة فيه، وتحبذ له السلوك القويم أملا في مكافأة وهي حصانة تامة من احتمال التنفيذ وهو أسلوب أشادت به منظمة الدفاع الاجتماعي في الإقلال من العود في الجرائم ذلك أن إبعاد المجرم بالمصادفة عن وسط السجون هو وقاية له من تأثير عوامل قد تقوده إلى جريمة تالية. فإذا انقضت فترة التجربة دون أن يتوافر سبب من أسباب إلغاء وقف التنفيذ اعتبر الحكم كأن لم يكن.
وزارة الداخلية
العدد 2668 - الجمعة 25 ديسمبر 2009م الموافق 08 محرم 1431هـ