العدد 2668 - الجمعة 25 ديسمبر 2009م الموافق 08 محرم 1431هـ

القلق الطائفي يمكن معالجته

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

«التقرير الاستراتيجي البحريني 2009» الثاني الذي أطلقه أمس الأول مركز البحرين للدراسات والبحوث يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بتشخيص عدد من القضايا المحورية التي تؤثر في المشهد السياسي المحلي، ومن تلك القضايا ازدياد وتيرة الطائفية، وقضايا الفساد، والإسكان، والتجنيس، وتلويث البيئة، والتعليم العالي وحرية التعبير، الخ. على أنني أعتقد بأن ازدياد وتيرة الطائفية في البحرين يمكن السيطرة عليها، رغم تعقيدات الموضوع ورغم تأكيد التقرير الاستراتيجي والتقارير الأخرى بأن التلوين الطائفي للوضع البحريني أصبح مقلقا، أو أنه وصل إلى درجة من التوتير الخطير.

من الممكن أن ننظر إلى الأمور بشكل مختلف، وهو أن الطائفية في البحرين (وفي أي بلد آخر) من أسهل الملفات التي يمكن إثارتها في أي وقت شاءت جهة من الجهات المستفيدة من حال الاصطفاف الطائفي. وهذه الحقيقة ليست جديدة، وهي لا تختص بالبحرين فقط، إذ يمكن إشعال الفتنة الطائفية في بلدان كثيرة إذا تم تسخير إمكانات، وإذا تسهلت الأمور لمن يملك نفوذا بأن يوجه القرارات والسياسات على مستوى الدولة أو على مستوى الشعب.

كما إننا نرى حاليا أن التوتير الطائفي يُعَدُّ مسلكا سهلا للبروز على الساحة السياسية، وهناك من يصرح ويخطب ويكتب بيانات بصورة مستمرة مستهدفا الفوز بالنقاط والحصول على الانتباه من الإعلام والشارع السياسي.

أعتقد بأن تأجيج الفتنة الطائفية يعكس العجز الديمقراطي الكامن داخل العملية السياسية... ففي حال توافرت العملية السياسية على ديمقراطية عقلانية فإنه لا وجود لأكثرية أو أقلية على أساس طائفي، وإنما ستكون هناك أقلية أو أكثرية على أساس برنامج سياسي وطني عام يشترك فيه جميع المواطنين من دون تلوين مذهبي.

إننا نرى قرارات رسمية ملونة بصورة طائفية، تواجهها نشاطات شعبية على الأرض ملونة طائفيا أيضا، ولذلك نحن نعيش في إطار الأفعال وردود الأفعال التي تتمحور حول الانقسامانت الطائفية أو المناطقية أو العرقية أو القبلية. والحل الأفضل ليس في إغماض العين ومنع الحديث عن الموضوع، وإنما في الاعتراف بالتعقيدات المجتمعية أولا، ومن ثم تأسيس منهج سياسي جديد لاتخاذ القرارات على مستوى الدولة يمنع تلوين قراراتها بالطائفية، على أن يتزامن ذلك مع منع النشاط السياسي الذي يتخذ الأساس الطائفي منطلقا له.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2668 - الجمعة 25 ديسمبر 2009م الموافق 08 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 9:28 ص

      أستاذ منصور الجمري

      ابونايف من الامارات.نحن جميعنا مثقفين.وكلنا مسلمين .وكلنا عرب .وكلنا نحب الرسول (ص) وآل بيت الرسول جميعا.لا فرق بين شيعة وسنة .شكرا .

    • زائر 12 | 9:24 ص

      اذا منعت الطائفية يعني تبي تصنع هوية جديدة

      أنا واحد بحراني، و اللي نقوله في المنتديات و في الندوات غير الكلام اللي نقوله على الغذا و داخل الغرف المغلقة, و بالتأكيد الوضع هو مثل الشيء بالنسبة للسنة. الطائفية مغروسة فينه، و لا أحد ينط و يقول لي أشغال و بطيخ الموضوع معقد أكثر من هالشيء، أطراف كثيرة عاجبنها هالشيء و بتخسر واجد اذا ألغيت الطائفية من المجتمع، يعني أطراف سنية و أطراف شيعية. نحتاج لتسوية أي كل الأطراف تخفض سقف طموحاتها و سلطتها. انشر يا ناشر الله يرضى عليك.

    • زائر 10 | 6:38 ص

      بنت الجيب

      سيدي الفاضل لماذا لا نعلم اطفالنا من الصغر بان يتحاشوا الطائفيه و ان لافرق بين الطوائف لان الذي يحكمنا هو القرآن و السنه النبويه بمعنى فلنبداء من منازلنا و صغارنا فعندما يكبر هذا الطفل سيكبر على انه بحريني فقط وليس سني او شيعي فلنبدأ من هذا المنطلق انا والكثير من حولي يؤيد فكزة لا للطائفيه التي يغذيها البعض لمصالحه الخاصه وشكرا لك ( لاس لا ش بس بحريني ) ( أحبك يا وطني )

    • زائر 9 | 3:36 ص

      سياسة فرق تسد !!

      كل تحركاتهم تقوم على استعداء فئة على أخرى ، تارة يستعدون السنة على الشيعة و تارة يستعدون الشيعة على السنة !! و تارة يستعدون المجنسين على الشعب الأصلي ، و تارى يستعدون من يذوب في النظام على الطوائف الأخرى ، و تارة يستعدون الأجانب على البلاد و هكذا ، كل يوم يعملون على اثارة الفتنة ، انها سياسة فرق تسد !!!

    • زائر 8 | 3:04 ص

      ملتقاوي

      لو تتبع القارئ اسلوب نشر بعض الاخبار والحوادث لادرك انها عنصرية بحته وللعلم ان شعب البحرين يقرأ ويطلع ويحلل ويستنتج أكده التقرير الاستراتيجي المنشور للعام الجاري

    • زائر 7 | 1:44 ص

      سنة وشيعة ضد كل شاذ وجاهل !!!

      لعلك اصبت عين الحقيقة فيما ذهبت اليه ولكن دعني انبهك الى امرا ما وهو ماجرى ويجري الآن هو شذوذ طائفي صادر من اشخاص سذج بحشرون انفسهم في كل صفيرة وكبيرة وهم مدسوسون من بين هذه الأمة والتي لم ولن تعرف التفرقة بهذا المستوى والهدف من كل ذلك معروف طبعا وهو اشغال الشعب بقضايا ومحن خارجة عن الإطار الحقوقي والوافعي لكن صدقني ان هؤلاء الشاذون ماهم الاّ ورقة تستخدم متى ماشاء لها ان تستخدم امّا ماذكرته عن التوجس الحاصل فأريد أن اطمئنك من اننا ستّة وشيعة لانرضى على بعضنا البعض بالأذى والقطيعة شاء من شاء

    • زائر 6 | 12:39 ص

      دكتورنا العزيز

      الطائفية في أحد أبعادها أداة (رسمية) سياسية ، ولا يمكن معالجتها إلا عبر معالجة مرتكزات الاستبداد في البلد التي لن تتورع عن تحشيد واستخدام أي نوع من الاوراق الخبيثة من أجل بقاء سلطتها ونفوذها وامتيازاتها.

    • زائر 5 | 11:23 م

      هالجمل واضحة وصحيحة 100 % مايحتاي اعلق اكثر

      أعتقد بأن تأجيج الفتنة الطائفية يعكس العجز الديمقراطي الكامن داخل العملية السياسية... ففي حال توافرت العملية السياسية على ديمقراطية عقلانية فإنه لا وجود لأكثرية أو أقلية على أساس طائفي، وإنما ستكون هناك أقلية أو أكثرية على أساس برنامج سياسي وطني عام يشترك فيه جميع المواطنين من دون تلوين مذهبي

    • زائر 4 | 10:17 م

      العدل أساس الملك

      بخصوص القضاء على الطائفية والوانها فأعتقد أن مجلس الوزراء هو المعتي أولا وأخيرا بوقف الصبغة لها، بمعنى آخر أو ليس رجال المطافئ هم المعنيين بإخماد الحريق حال اندلاعها وإنقاذ المحاصرين بينها، فرئيس الوزراء هو الرجل الأول المعني بالقضاء على الطائفية فهو رجل الدولة وهي تمارس في مؤسساته بكل وقاحة دون حسيب أو رقيب وأصلا نشأت الطائفية من تحت قبة المجلس ماذا يعني وزير واحد شيعي يحمل حقيبة وزارة في حين 4 من السنة يحملون حقيبة وزارة والدستور ينص على النصف أين العدل؟ نبيل حبيب العابد

    • زائر 3 | 9:52 م

      لبس هناك ما لا يمكن معالجته اذا صدقت النوايا؟؟؟؟؟

      معالجة هذه المشكلة بيد الدولة متى ما
      ارادت امكن ذلك لانها مشكلة خلقتها الدولة
      وهي المعنية بحلها والا فنارها ستطال
      الجميع وفيها خراب الاوطان ياعقلاء ياحكماء
      يامخلصين وماأكثركم في هذا الوطن

    • زائر 2 | 9:34 م

      مصدر الطائفيه معروف

      فالانظمه الجائره تتخد من الطائفيه سيلان لتغديه بقائها فابقاء طرفين او اكثر يتنازعان يشغلهما عن المطالبه بحقوقهما و يساعده علي دلك في الغالب مشايخ لا ضمير لهم فيصدرون الفتاوى علي حسب هوى الحاكم الظالم

    • زائر 1 | 9:34 م

      الله كريم

      الاستاذ / منصور ... مع احترامنه لك الا انك تبالغ
      فى مقالك . الطائفية تدعمها الحكومات وتصرف عليها الملايين . وهنى تمكن صعوبه معالجتها

اقرأ ايضاً