العدد 2668 - الجمعة 25 ديسمبر 2009م الموافق 08 محرم 1431هـ

عذر أقبح من ذنب

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يروى في المأثورات التاريخية أن هارون الرشيد طلب من الشاعر أبي نواس وهو يتسامر أن يعطيه مثلا لان يوضح كيف يمكن للمرء أن يعتذر عن ذنب ارتكبه على أن يكون عذره أقبح من ذنبه.

فطلب ابو نواس من الرشيد أن يمهله بضعة أيام، وفيما كان الرشيد واقفا عند النافذة يتأمل حديقة قصره، جاءه أبو نواس خلسة من خلفه وضربه على قفاه بخفه، فالتفت هارون ويده على مقبض السيف يستشيط غضبا، قائلا: «ويل أمك كيف تجرؤ على فعل هذا؟ فرد ابو نواس لا تغضب كنت أظنك الأميرة».

فرد أبو نواس جاء كرد وزارة الداخلية على ضرب النائب الوفاقي عبدعلي محمد حسن بالطلقات المطاطية الأسبوع الماضي، والذي كان بحق ردا أقبح من الذنب نفسه.

فالداخلية التي اعترفت ضمنا باستخدامها الطلقات المطاطية رغم نفيها من قبل كثيرا استخدام مثل هذه الأنواع من الأسلحة الخطيرة التي قد تودي بحياة المواطنين، بررت ما تعرض له النائب بما هو أقبح من الفعل بسؤالها لماذا كان النائب موجودا في تلك المنطقة التي تشهد اضطرابات أمنية.

وبالتالي فكل من يكون موجودا يصبح مستهدفا من قبل الأجهزة الأمنية حتى لو لم يكن له شأن بما يحدث، وعليه تحمل مسئوليته الكاملة، لا أن تتحمل الأجهزة الأمنية مسئوليتها في حماية المواطنين بل استهدافهم وضربهم فقط لأنهم تواجدوا في مكان يشهد أحداثا، وبهذا الكلام فهو اعتراف ثانٍ من قبل مسئولي وزارة الداخلية بانتهاجهم «العقاب الجماعي» رغم نفيهم السابق لذلك كثيرا، فهم لا يستهدفون مثيري الشغب فقط بل كل من يكون موجودا في المنطقة.

الأمر الأخطر من ذلك هو أن أفراد قوات مكافحة الشغب لا يمكنهم أبدا التفريق بين الشيبة والشاب، وبالتالي لم يستطيعوا التمييز بين من كان يلقي الحجارة عليهم وبين النائب الكبير في السن، إلا إذا كان هذا النائب مشاركا في إلقاء الحجارة عليهم أيضا.

وعدم القدرة على التفريق بين المشاركين في الأحداث والمواطنين العاديين الذين لا ذنب لهم أوقع وسيوقع الكثير من الضحايا سواء على الصعيد الجسدي أو المادي في الممتلكات الخاصة للمواطنين.

العذر الأقبح من ذنب يكون على من يعرف الخطأ ويرتكبه ويختلق لنفسه أعذارا واهية ليبرر بها خطأه، وتأتي هذه الأعذار تصديقا على ذنبه لا لتبرئته.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2668 - الجمعة 25 ديسمبر 2009م الموافق 08 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 10:08 ص

      قير !

      ومتى ما كان رد وزارة الداخلية قير شكل !

    • زائر 8 | 7:05 ص

      وزارة كلها باكستانيه شنو تبي ردها

      المشكله إن النائب كان يكلمهم بالعربي وهم مايعرفون عربي كلهم باكستانيه وهنود فكروا رايح لهم بفجر روحه طلقوا عليه مطاط .
      هذا يحمد ربه ماشالوه في الجيب

    • زائر 7 | 6:38 ص

      ضحكتني والله

      اللي يسمعك يصدق انت ما تدري شي ولا تعرف باللي قاعد يصير يعني شرايك الشرطة يشوفون المخربين ويروح يوزعولهم جوائز ومكافآت على تخريبهم البلد وترويع المواطنيين أكيد بيفرقونهم بالقوة أما عن نائبك المحترم فأنت تعلم أنه كان من ضمن المحرضين أو على الأقل راضي عن الوضع وما كلف روحه دام هو نائب يطلع ويتكلم مع المخربين ويفرقهم وليش يا ترى ما في احداث في المحرق مدينة عيسى الرفاع غيرها وغيرها تدري ليش .. ببساطه لأن الوطن غالي عليهم ويعز عليهم تخريبه أو العماله لأعداءه ... شكرا للوسط الشامخه

    • زائر 6 | 6:15 ص

      بنت الجيب

      قلتها من قبل يا اخ هاني يحبون يشحنون سجونا بعيالنا ولو كان المتهم منهم و فيهم جان اخذوا افادته و رجعوه البيت معزز مكرم و ما صاده شي و مزقوا اوراق الحادث ولا كأن صار شي و الضابط المناوب خبر خير ما يدري بشي و هذا عن تجربه ناس كثير عاشوا هالموقف و انا ما أقول ان النائب مذنب لا والله بس اقول هؤلاء المجنسين ما يعرفون الا يشحنون أجياب الشرطه بالمواطنين او رميهم بالرصاص المطاط وين ما تصيب سواء كان نائب او طفل !! ما العمل الله أعلم ( أحبك يا وطني )

    • زائر 5 | 4:58 ص

      في الصميم ...

      على قولة المثل ..يمبي كحلها عماااها...
      لا واضيف على كلااامك نقطه ...وزير الداخليه يقوول انه النائب تلفّظ بكلاام غير لاائق لرجال الأمن فما كان العقااب الا بالمطاط والطلقااات ..خووش حوار وتفاهم !!!! ... هذا على فرضية انه كلام الوزير صحيح يعني!! ... لانستغرب من هكذا اعذار واهيه ومحرجه لهم ... فتصريح الوزير ..ومقالااات كتّاب الداخليه في بعض الصحف لاتغير من الحقيقه وقبح الفعل شيئ ...

    • زائر 4 | 4:25 ص

      في زمن

      في زمن هارون الرشيد وأبي نواس كان من الصعب افتعال موقف يكون فيه العذر أقبح من الذنب وإلا ما كان الرشيد رصد جائزة لمن يأتيه بعذر أقبح من الذنب ولكنني أعتقد شخصيا في زماننا ما أكثر الأعذار التي تكون أقبح من الذنبوب وما أكثر ذنوب المسئولين والوزراء والدليل بقاؤهم في مناصب القرار والخطايا أو قل الأخطاء الإدارية منهجهم والفساد سياستهم
      زهير الشاخوري

    • زائر 2 | 1:48 ص

      الشعب لا يثق بهذه القوات

      هذه القوات للاسف لا تفرق عندما تدخل القرى بين المتظاهرين و عابري السبيل فهم و للاسف يتصرفون كتصرف القوات الاسرائيلية يطلقون النار على اي جسم يتحرك! فهم لا يحمون أحدا و مقولة انهم يحمون المواطنين قد سقطت فهم لا يحمون الا()و اما المواطن فهو تحت ارجلهم! الشعب لا يثق ابدا بهذه القوات لانها ناهيكم عن افعالها التي ترهب المواطنين بشكل يومي و تطلق النار على كل شيء متحرك بدون رحمة و ان لم تصدقوا فزوروا القرى و انظروا لتصرفات الجاهلية

    • زائر 1 | 9:13 م

      سؤاااااااال

      لماذا كانت وحدات الشغب متواجد أصلاً بالمنطقة ،هل يعقل للراحة والإستجمام لابد أن يكون هنالك سبب ، غير إلقاء الحجارة
      إذا نُصبُوا للقولِ قالوا فأحسنوا،،،ولكن حسنَ القول خالفة الفعلُ ،، شفايدة

اقرأ ايضاً