العدد 2341 - الأحد 01 فبراير 2009م الموافق 05 صفر 1430هـ

«سارة» ومتهمي «الحجيرة»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

البحرين أطلقت رؤية للعام 2030 كاستراتيجية وطنية لتحقيق الكثير من الطموحات والرؤى التي تسعى لخلق بحرين جديدة تختلف عن التي نعيشها اليوم. وفي العام 2030 سيبلغ عمر «سارة أحمد السميع» إحدى وعشرين عاما... هذه الفتاة التي ولدت قبل ثلاثة أيام وهي ستكون واحدة من شباب الوطن الذي سيشهد عصر تنفيذ رؤى بحرين 2030.

لعل من يقرأ هذه السطور يتساءل من هي «سارة»... إنها ولدت وهي بحمدالله بكامل صحتها لا تعرف أن القدر قد رسم لها حياة يكون والدها أحد «متهمي الحجيرة» الذي سمحت له وزارة الداخلية أمس بزيارة زوجته وابنته في مستشفى جدحفص للولادة وذلك لمدة ساعة بضمان أحد إخوته. الموقف – بحسب تعبير محرر «الوسط» - امتزجت فيه دموع الفرح بدموع الحزن، إذ قام أحد إخوة السميع بالذهاب لاستلامه من سجن الحوض الجاف الكائن بالحد وإرجاعه بعد أن انتهى وقت الزيارة.

حدث هذا الموقف في ظل مرور الكثير من الحوادث التي لا نرتضيها لبلدنا الحبيب البحرين يعبر عن أمور مختلفة، إذ إن محبة العائلة والأصدقاء أفضل بلسم للجراح التي تخلفها الأخبار السيئة، فمن بين كل المواليد جاءت مولودة يحيطها الحب والحنان وابتسامات الأمل، ولكن المولودة « سارة» لا تعلم في أية بيئة ولدت، وفي أي ظرف، ومن هو والدها وأين كان وكيف زارها، وما هو السبب في كل ما حدث... فهذه تفاصيل عليها أن تنتظر إلى حين تكبر لتسمع وتقرأ عنها.

ولكن ماذا لو كانت الابتسامات هي عنوان مستقبل تملؤه معاني جميلة، بحيت تكبر الطفلة في عالم كما وصفته رؤية 2030 بحيث لا تحتاج سارة إلى أن تنجب طفلها (مستقبلا) أو تشاهد قصة مشابهة لقصتها، عندما يكون الأب في السجن لأسباب معقدة.

الكثير منا يكتب عن الحاضر وهو ينظر إلى سنوات جميلة مرّت علينا، ويأسف أن نمر بفترة لم نكن نتوقع عودتها بهذه السرعة، وكثير منا يلحظ أن واقعا جديدا فرض على الجميع وأنه علينا أن نفهم هذا الواقع لكي نستعيد ايماننا ان بامكاننا تحسينه وأن نجعله أكثر سعادة في يوم آخر.

يكفي أن نقول نحن كنساء نشعر بما تشعر به «أم سارة» الآن... فأكثر ما يزعج المرأة والعائلة هو بعد الشخص المعيل في وقت الحاجة، ورغم أن ترابط العوائل البحرينية يعوض جوانب مهمة، لكنه لا يمكن أن يكون بديلا. ربما ان فقدان البوصلة في الفترة الأخيرة قد أبعد الأجواء عن التفكير السليم، وأملنا في أن تكون دموع فرح «أم سارة» هي الدائمة

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2341 - الأحد 01 فبراير 2009م الموافق 05 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً