ذكرت صحيفة «المدينة» السعودية أمس (الأحد) أن رجلا تجاوز «السبعين» من عمره من المدينة المنورة يعيش حياته متنقلا على عصاه منذ 18 عاما بين المقاهي، وأن لا أحد يعرف عنه شيئا سوى أن اسمه سليم وهو سعودي الجنسية.

وقالت الصحيفة، إن سليم يقضي حياته ينام ويأكل ويشرب في هذه المقاهي، إذ يقوم عمال المقاهي باستضافته ويقدّمون له المأكل والمشرب شفقة عليه وتقديرا لعجزه. وأضافت «المدينة» أنها قامت بزيارة «سليم» فوجدته نائما في أحد أركان المقهى مغطيا جسده النحيل بفروته، وبجانبه عصاة طويلة تعينه على التنقل، وروّاد المقهى حوله، فالكل مشغول بشيشته وبراد الشاي. وعندما طلبت من العامل إيقاظه ورفع الفروة عن رأسه قام مفزوعا، وسألته عن حالته، فلم يرد سوى بنظرات محدقا عينه فيما حوله، وكان يرتدي ملابس رثة من الواضح أنها ظلت على جسده كثيرا ولم تتغير، ويكسو وجهه الشعر الأبيض، ووضعه لا يدل أنه يعاني أمراضا مزمنة، ولكن الأقرب أنه مريض نفسي.

وقال مسئول المقهى، محمد بشير: «لا نعرف عنه شيئا ولا نعرف اسمه الحقيقي ولكن نناديه سليم حيث يمكث في القهوة التي نعمل بها»، وأضاف أن هذا الرجل «يتنقل بين المقاهي المجاورة لنا ويجلس وينام ونعطيه الأكل والشرب بدون مقابل»، مشيرا أنه لا يبدر منه أي أذى للآخرين، «فهو مسالم يأتي وينام ونحن نكرمه، والكثير من الزبائن يتصدقون عليه بالملابس والنقود».

وبيّن بشير أنه يعرف هذا الرجل قرابة 18 سنة وهو على هذه الحال، وقال: «كان في السابق قويا يمشي ويتحرك، ولكنه الآن أصبح كبيرا بالسن ولا يقوى على الحركة إلا قليلا»، وختم بشير حديثه بقوله: «هو (سليم) ولكن أعتقد أنه يعاني من حالة نفسية».