العدد 2682 - الجمعة 08 يناير 2010م الموافق 22 محرم 1431هـ

الإبهار البصري لـ «أفاتار» يحصد الملايين في وقت قياسي

الموازنة الخيالية، والمردود الخيالي، والقصة خيالية، جميعها عبارات تقال اليوم عند الحديث عن الفيلم الذي يتصدر قائمة أفلام شباك التذاكر الأميركية، الذي تحول إلى حديث للكثيرين بتقديمه أنموذجا متقنا ومبهرا في مجال إنتاج الصورة للأفلام الخيالية... الحديث هنا عن فيلم «أفاتار» الذي استطاع أن يحقق في فتره قصيرة ما يزيد على مليار دولار من العائدات، بعد أن تم عرضه في غالبية دور العرض حول العالم، ولفت الأنظار مع نهاية العام 2009 وبداية 2010، بقصة بقدر خياليتها، فإن البعض وجدها لا تبتعد عن أنموذج القصة البطولية الخيالية الهوليوودية التقليدية التي رأيناها مئات المرات ما لم يكن أكثر.

و»أفاتار» المنتج بموازنة اعتبرت الأضخم في تاريخ السينما، التي قدرت بما يقارب 300 مليون دولار، وهو من إخراج المخرج الأميركي الكندي جيمس كاميرون الذي أبهر الناس قبل سنوات بفيلم استقطب الأضواء عالميا، ودخل تاريخ السينما الحديثة لما حققه من جوائز «أوسكار» ومدخول يعتبر هو الأعلى، وهو فيلم «التيتانيك»، الذي لاقى إعجاب الجمهور بمختلف فئاته وأشكاله، ابتداء من القصة الرومانسية التي قدمها، وصولا إلى غرق السفينة المنفذ بتقنيات متطورة تقارب الواقع بدرجة كبيرة.

وعلى رغم أن الأنموذج السينمائي الذي يعرضه فيلم «أفاتار» يختلف بشكل كبيرعن أنموذج السفينة الرومانسية الغارقة، فإن عنصر صناعة الصورة من خلال تقنيات الحاسب الآلي والخدع البصرية والتقنيات الثلاثية الأبعاد، أوجدت في الفيلمين قيمة إضافية، تضعهما في مكان متفوق عن كم هائل من الأعمال التي تعرض يوميا في كل مكان.

ويقدم الفيلم قصة من المستقبل لمحاولات البشر إيجاد أرض بديلة لكوكبنا، وسيتم هذا من خلال إرسال جندي سابق في البحرية الأميركية مقعد، إلى الأرض الجديدة التي يتسم أهلها بالأشكال والملامح الغريبة والأحجام الضخمة الطويلة، فينتقل «جايك سولي» الذي يؤدي دوره الممثل سام ورثنجون، ذهنيا إلى الأرض الجديدة ليتمثل بجسد يشابه أشكال السكان الأصليين لهذه الأرض المحتملة، ويعيش البطل طوال أحداث الفيلم صراعا ما بين محاولته تنفيذ مهمته التي أرسل بصددها إلى هذا الكوكب الجديد، وما بين اندماجه ورغبته في البقاء ضمن هذه المجموعة من الكائنات غير البشرية. ويسرد الفيلم أحداثه من خلال المزج ما بين مشاهد عادية ومشاهد مجسمة ثلاثية الأبعاد.

ولا يخفى على أي شخص يشاهد الفيلم، أن القصة تقدم الفكرة النمطية التقليدية للأميركي البطل المحرر، التي كثيرا ما رأيناها في نتاج هوليوودي.

ومع أن طريقة عرض الفيلم، واستعمال التقنيات الحديثة لتكوين الصورة والشخصيات، ليست بالجديدة ولا بالمبتكرة، فلقد رأيناها كثيرا خلال السنوات الماضية، فإنها مازالت قادرة على جذب الأنظار وإبهار عيون المشاهدين. ولعل من أشهر الأفلام التي استخدمت فيها تقنيات مشابهة ،فيلم «ملك الخواتم» الذي استطاع أيضا أن يحقق أرقاما خيالية على شباك التذاكر، وأن يترك له مكانه مميزة ما بين أفلام القرن الواحد والعشرين، على رغم أن البعض يرون أن قصته وحبكته الدرامية لم تقدما الجديد.

وسجلت لصالح «أفاتار» نقطة أنه استطاع أن يدمج ما بين الواقع والخيال بطريقة سلسة ومتناغمة، وأن التقنيات الرقمية خدمت الفيلم ولم تثقل فكرته وصورته.

وإن كانت السينما الافتراضية اليوم أو الثلاثية الأبعاد تحقق نجاحات وأرقاما استثنائية عالميا، وأعدادا كبيرة من المعجبين والمتابعين، فإن هذا لا ينفي أن هذا النوع من السينما على رغم تهميشه للحضور الواقعي للممثل، فإنه لن يستغني عنه في يوم من الأيام، لأسباب كثيرة، أهمها أن التعابير والملامح البشرية شيء لا يمكن تقليده أو محاكاته مهما تطورت التقنيات حول العالم.

العدد 2682 - الجمعة 08 يناير 2010م الموافق 22 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً