العدد 2688 - الخميس 14 يناير 2010م الموافق 28 محرم 1431هـ

تأملات بلال الحسن... لعلّ وعسى!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في طريق العودة من المدينة المنورة منتصف الأسبوع الماضي، كانت رفيقتي بالحافلة نسخةٌ من جريدةٍ حصلت عليها بصعوبة بعد ثلاثة أيام أخفقت خلالها في الحصول على أية جريدة لمتابعة الأخبار. لا أدري سر هذا العداء للجرائد في المدن المقدّسة!
في الحافلة ولطول الطريق، تضطر إلى تقطيعه بين القراءة والأحاديث مع رفاق الرحلة، وبين فترات من النوم المتقطع عندما يحل الظلام. وكان مما وقع بين يدي في ذلك اليوم، مقالٌ للكاتب الفلسطيني بلال الحسن، يسوق فيها تأملاته حول الأمن القومي الذي يجري تسويقه بطرقٍ ملتويةٍ فيها الكثير من المغالطات.

بلال الحسن مفكرٌ فلسطيني مستقلٌ، ولا يمكن اتهامه بالتهم الرخيصة التي يرشق بها كلّ من ينتقد المواقف المتخاذلة للأنظمة العربية في هذه الحقبة التعيسة من الزمن، حيث بتنا شركاء في تشديد الحصار وتجويع الشعب المقاوم في فلسطين المحتلة، وإقامة الجدر الاسمنتية والفولاذية لضمان المنع التام لوصول الحليب للجياع.

زمنٌ أصبح فيه الأجانب أكثر غيرة منا على أبناء قومنا، إذ يجمعون الأموال ويركبون البحار ويعرضون حياتهم للأخطار من أجل إيصال قوافل الإغاثة، ليستمر «شريان الحياة».

تأملات الحسن لم يكن فيها نقدٌ جارح على الإطلاق، صيغت بلغةٍ هادئةٍ يسوقها بكل تودّدٍ ورفق... لعل وعسى! يبدأها بالتأكيد على دور مصر التاريخي الضارب في جذور الحضارة، الذي جعل موقعها مطمحا تتطلع إليه الإمبراطوريات والغزاة، فمن أراد أن يسيطر عليها فعليه أن يسيطر على الشام. فعل ذلك الإستراتيجيون الكبار، من الإسكندر والصليبيين ونابليون حتى الاحتلال البريطاني. بل إن حملة ابراهيم باشا على الشام باتجاه جبال طوروس كانت من أجل تأمين أمن مصر، وتلك الحقيقة من أوائل الدروس التي يتلقاها ضباطها في كلياتهم العسكرية.

الحسن يذكر كيف تحجم ذلك الدور بعد قيام «إسرائيل» لأنها عزلت مصر عن الشام، فأصبح أمن مصر يبدأ من حدود قطاع غزة الذي كان تابعا لها. ولم يكن هناك من عدوٍ يومها غير «إسرائيل»، التي بدأت بعد فترةٍ وجيزةٍ باعتداءات دموية على القطاع، وعلى القرى المصرية المجاورة. وكان ذلك من بين الدوافع الأساسية إلى كسر حصار السلاح الغربي والاتجاه شرقا، وإبرام صفقة الأسلحة «التشيكية».

الحسن يشير أيضا أن مصر اضطرت إلى تنظيم حرب عصابات ضد «إسرائيل» بعد تكرار اعتداءاتها على غزة، يقودها ضباط مصريون وينفذها فدائيون فلسطينيون دفاعا عن أمن مصر القومي، بمفهومه الاستراتيجي العام، قبل أن تبرز ظواهر جديدة في الأشهر الأخيرة تختلف عن كلّ ما عرفناه وتعلمناه حسب قوله.

في نهاية التأملات، يطرح الحسن عدة تساؤلات يتمنى أن يحصل على إجابات تقنع الجميع، لأن ما يجري تقديمه الآن ليس مقنعا لأحد من أبناء الأمة. ويحلم لو تعلن أنها قررت إغلاق الأنفاق بشكل نهائي، وتتعهد بالمقابل أن توصل كل ما يحتاجه القطاع من مؤن غذاء ودواء، لتعزّز مكانتها في نفوس الجائعين والمحاصرين في القطاع.

تأملاتٌ تاريخية... أم أحلامُ يقظة؟ أم هي الشفقة والرحمة فاض بها قلبٌ يتوجع وهو يرى قومه يطحنهم ويهرسهم الحصار؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2688 - الخميس 14 يناير 2010م الموافق 28 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 6:55 ص

      عندما تتوقف شرايين الحياة ونفقد الأمل بالنصر _ ام محمود

      زمنٌ أصبح فيه الأجانب أكثر غيرة منا على أبناء قومنا، إذ يجمعون الأموال ويركبون البحار ويعرضون حياتهم للأخطار من أجل إيصال قوافل الإغاثة، ليستمر «شريان الحياة». استوقفتني هذه العبارة لماذا الأحانب هم من يقودون قوافل الاغاثة؟ ولماذا أصبح جورج جالاوي شخص غير مرغوب فيه في مصر ؟ ولماذا حدثت المصادمات اذا كان الهدف من قافلة شريان الحياة-3 المكونة من 198سيارة ايصال المعونات لقطاع غزة المحاصر ؟ ولماذا سقط هذا العدد الكبير من الجرحى؟تأملات في أوضاعنا المتعسرة وليس في بلال .. شكراًً للكاتب المرهف.

    • زائر 20 | 6:25 ص

      طنش

      تسلم الاستاذ قاسم على روعة المقال..اخوك الغيداق 

    • زائر 19 | 6:11 ص

      شويه على شفايفك يا رقم ون

      يسك يارقم واحد عضيت شفايفك من كثر ما قلبت الحقائق وما ادري ويش بسوي اذا حصحص الحق وانكشف الباطل في ايران حينها لن تعض الشفايف بل ستغوص ضروسك الى مصارينك لتتقطع ، ام كيف ذلك فكما اردت ان تتعامى عن الحق في نصرة الاخوة الفلسطينين من قبل نظام مصر وليس من قبل شعب مصر الابي فكذلك سيكون دلك

    • زائر 18 | 5:34 ص

      درس الشهامة الترکي// وتأملات بلال الحسن

      أخي العزيز السيد قاسم حسين المحترم،،
      السلام عليكم ورحمة الله.. لقد أصبت كبد الحقيقة في المقالين المذكورين أعلاه، فسر على بركة الله؛؛ وفقك الله وثبّتك على طريق الحــق.
      أخــوك : السيد محمد علي الموسوي

    • زائر 17 | 3:09 ص

      عجبي

      عجبي من انظمه عربيه عميله نظام يشتري ويكدس الاسلحه الى ان قام بمحاربة المسلمين في اليمن ونظام يبني جدار فولاذي لمحاصرت الفلسطينيين في غزه اذا كانت انظمه بهذه الشاكله فعلى العرب السلام ولكن الله عوضنا عن هذه الانظمه العميله بدولتان اسلاميتان قويتان تدافعان عن الامه الاسلاميه وهما الامه الايرانيه والامه التركيه وانشاء الله النصر قريب وليخسئ الخاسئون

    • زائر 16 | 2:37 ص

      شيئ طبيعي

      شيئ طبيعي يا كتابنا الموقر هناك من يخالفك ويكون ضدك لن قلملك عذبهم و أزعج مضاجعهم، ولا تسغرب في يوم لو كتبت ضد اسرائيل ان يكون مع اسرائيل ضدك فهؤلاء عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا محّصوا بالبلاء، قلّ الديّانون، و لقد جئتهم بالحق ولكن أكثرهم للحق كارهون فدعهم يقولون ما يقولون وواصل كنابتك يا كاتبنا الموقر فلا يصح غير الصحيح فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض

    • زائر 15 | 2:29 ص

      إلى زائر (2)

      اشدخل الفلسطينيين المضطهدين بقضية التجنيس ؟! حتى اللبنانيين (14 و 8 ) آذار حين يقفون مع الفلسطينيين ويدعمونهم فإنهم يرفضون توطينهم ، نعم توطين وتجنيس الفلسطينيين يغير هوية فلسطين من عربية إلى اسرائلية بحتة وهذا هدف صهيوني بامتياز ، حين نكره التجنيس لا كرها بإخواننا العرب و إنما كرها أن يزج بهم في صراع الطوائف في البحرين ، اقتباس ( مو من حق مصر تعزل روحها عن غزة و الفلسطينيين اللي تشوفهم يهددون أمنها؟ ) يا سلام لي ما تقول عن مصر أيضا ( كارهة للمجنسين) و إلا ناس وناس

    • زائر 14 | 2:24 ص

      إلى زائر (1)

      زائر (1) ...شفيك حبيبي على إيران ؟ إيران مو مقصرة داعمة المقاومة بالمال والسلاح بشهادة خالد مشعل والسيد حسن نصرالله ، استقبلت جرحى غزة ولبنان في مستشفياتها ، واستقبلت سوريا اللاجئين في مزارعها ولم تقل ما قاله وزير الشهامة والعروبة أحمد أبو الغيط : سكنسر أرجل من يجتاز معبر رفح !!! وإذا تبون إيران تحارب تهانينا ، تجرؤوا وبطلوا الحدود علشان تحارب وكفوا عن مهاجمتها إعلاميا ، شلون تحارب علشان العرب وأنتو تخدعون العرب ( إيران مجوسية فارسي ) .

    • زائر 13 | 2:13 ص

      سقطت ورقة التوت

      ابلغ ما يمكن التعبير عنه .. قول نزار قباني .. في ختام قصيدته راشيل وأخواتها ..
      ماذا تريد اسرائيل من بعض العرب ؟؟
      بعدما ..
      صاروا يهودا ..

    • زائر 12 | 2:06 ص

      ابو ملاك

      شكرا للكاتب، وللاسف الشديد ان بعضهم من تؤثر بالبيئة الصحراوية وعاش في التخلف سنين او من بقى من دون برامج ثقافية اللهم التكفيرية، وارتشف شراب العبودية لمن يملك السلطة لا يستطيع فهم ما تقول ولا يتعب عقله في التفكير عن ما يجري في الواقع.

    • زائر 11 | 2:03 ص

      مصر موقع ادانه كل الشرفاء

      تسلم يا سيد على المقال
      ومصر تضع نفسها موقع ادانه كل العرب والمسلمين فى كل العالم

    • زائر 10 | 2:01 ص

      وش دخل ايران يالعبقري رقم 1؟

      الرجّال ما قال شيء من عنده، انما ينقل كلام كاتب فلسطيني معروف ومحترم، ومن خط فتح أصلاً وليس كاتب حمساوي....... وش دخل إيران بالموضوع؟ لو عقدتكم الكبرى الآن بدل اسرائيل اللي لاعنه سنسفيل العرب وذالتنا ذل. بس اللي اختشوا ماتوا في هالزمن.انه زمن الاغبياء والحمير فعلاً.

    • زائر 9 | 1:53 ص

      دموع المجنسين

      يبدو ان دموع المجنسين ساحت مبكرا اليوم!!!!
      وش دخل غزة بجريمة توطين جنسيات عربية واسيوية على حساب شعب البحرين. بس الظاهر محترقين كلما شافوا الشعب رافضنهم احتحرقوا زيادة!!!!

    • زائر 8 | 1:25 ص

      الزمن الرذيء لقوميات زائرين يحملان رقمي 1+2 لكن لايساى 3 بل 10

      غريبة نفوس امة تدعى العروبة وهى شوفونية فى مطابخ العقول همها تشحيم الكروش قبل الجيوب وحشو العقول بالتبن لايهمها امنها القومى بل همها صفالة الاتهامات رحم الله عبدالناصر الذى رحل وخلف لنا بعضا من بعض امته تتعرج على فتات خبزنا وتعذبنا بسياطها الصهيونية فى قعر دارينا سابقا كان المعلم مصريا واليوم جلادنا فرعونيا -ولاقول البلاغة للبليغ علي(ع)" لوسكت الجهل لزال الاختلاف" وقاصدا بالاختلاف (التخلف العقلي) واللبيب بها يفهم

    • زائر 7 | 1:13 ص

      غريبة

      صباح الخير. المقال ينقل رأي كاتب فلسطيني معروف ومحترم ولا ينقل مجرد رأيه، مع ان اغلب الشعوب العربية تنتقد موقف مصر التخاذلي وتصنفه في خانة الخيانة. غريب بعض التعليقات التي تدل على سطحية، فكيق نقارن بين توطين عدة شعوب من جنسيات مختلفة عربية واسيوية على حساب شعب يعاني من وضع اقتصادي صعب، وبين حصار شعب غزة الفقير المقاوم الصابر. بس يبدو ان حزب المتجنسين طلع له رأس. خلوا بالكم يالبحرينيين.

    • زائر 6 | 1:13 ص

      لم الهجوم على السيد قاسم ؟؟؟

      أستغرب الهجوم على الكاتب ؟ هل كتب ما يخالف الواقع ؟ و ليش دموع التماسيح أحد مطرشنكم تكتبون مداخلات للانتقام ؟ سيد قاسم نجم الصحافة اللامع و صوت المظلومين و المستضعفين لا تؤثر فيه مداخلات المؤجورين و المندسين أمثالكم و لا تفشلون روحكم و تضحكون القراء عليكم.

    • زائر 5 | 1:06 ص

      و نعم الكاتب يا سيد

      تسلم يا سيد على المقال فجرح فلسطين في قلوبنا و التخاذل العربي أطاح بما بقي من كرامة للكيان الناشط جالاري يجوب البحار هو و من معه لبث الحياة للشعب المحاصر و أكبر دولة عربية تحاصر هذا الشعب و تجوعه لترضي غرور إسرائيل و ربتها أمريكا واخجلتاه !!!

    • زائر 4 | 1:06 ص

      قوم لا يفقهون.

      الله يساعد الكاتب على هالاشكال اللي ما تفهم. وش لك تكتب يا سيد لجماعة ما تفهم ولا تريد تفهم. كل شيء ييدخلون فيه ايران!!!!! سم ضروسهم!!!! ايران هي اللي اقامت الجدار الفولادي لمنع تهريب الغداء لاطفال غزة؟ بس اللي في بطنه حرة مشكلة!!!! اكتب يا سيد فالفلسطينيون اخواننا في الدين واللغة والتاريخ والدم، ومن واجبك اصلا ان تدافع عن مظلوميتهم فالقلم مسؤولية. ولا تهتم للذين لا يفقهون.

    • زائر 3 | 1:02 ص

      كلام لا يقبله العبيد

      تسلم يا سيد، لكن فيه ناس ما يقبلون الكلام على الانظمة الفاسدة التي تجوع الفلسطينيين، على الأقل ايران ما حاصرتهم ومنعت عنهم الغداء والدواء. ايران هي الوحيدة مع فنزويلا التي تدفع لهم اموال ومساعدات بيما تخلى عنهم العرب. بعدين يجي هالمتفرغ لينتقدك. روح بابا شوف لك مكان ثاني تلعب فيه

    • زائر 2 | 9:03 م

      دموع التماسيح

      و الله حالة، عامل لي فيها قومي بعد! بطل هالحركات با بو هاشم، مرة صعبان عليك الأمن القومي العربي، و انت اللي ثلاث أرباع كتاباتك عن "العرب" "المجنسين" (سياسيا طبعا)، و عن شلون هم ينافسونك في الاسكان و المرافق العامة و عن شلون عادتهم المتخلفة و الهمجية ما تتناسب مع مجتمع البحرين! يعني من حقك تبني حولك سور و تمنع "اخوانك" العرب من الاتحام ببلدهم الثاني البحرين و مو من حق مصر تعزل روحها عن غزة و الفلسطينيين اللي تشوفهم يهددون أمنها؟ ....

    • زائر 1 | 8:46 م

      درت على مصر؟

      يبه اترك مصر و ركز على إيران! مسوي روحك ميت على العرب، ...

اقرأ ايضاً