العدد 517 - الأربعاء 04 فبراير 2004م الموافق 12 ذي الحجة 1424هـ

منتخب «الفراعنة» يكمل مسلسل التراجع في كأس إفريقيا

تواصلا لإخفاقات الكرة المصرية على جميع المستويات

تواصلت نكبات الكرة المصرية في الآونة الأخيرة بعد فشل المنتخب الأول في تخطي الدور الأول لنهائيات كأس أمم إفريقيا الرابعة والعشرين لكرة القدم المقامة حاليا في تونس وذلك للمرة الأولى منذ 12 عاما.

وكانت الكرة المصرية أصيبت بخيبتي أمل نهاية العام الماضي، تمثلت الأولى في فشل منتخب الشباب في المنافسة على لقب بطولة العالم التي أقيمت في الإمارات نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني ومطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضيين، والثانية في فقدان المنتخب الأولمبي كل الآمال في المنافسة على بطاقة مجموعته المؤهلة إلى مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الاولمبية المقررة في أثينا الصيف المقبل.

وعقد الاتحاد المحلي ومعه الشعب المصري أمالا كبيرة على المنتخب الأول للمنافسة على لقب بطل القارة السمراء الذي يتقاسم رقمه القياسي مع الكاميرون وغانا، بيد أن الأمور لم تجر بما تشتهي «الفراعنة» وخرجوا خاليي الوفاض من الدور الأول.

وغالبا ما يرتبط الاخفاق بعوامل سلبية عدة أو بعدم توافر الإمكانات سواء البشرية أو المادية، لكن حالة الكرة المصرية تختلف كل الاختلاف عن ذلك لأنها تملك كل السبل لبلوغ أعلى منصات التتويج وهو ما اتضح جليا في بطولة العالم للشباب عندما خرج المنتخب المصري من الدور ربع النهائي بخسارته أمام الأرجنتين بالهدف الذهبي، علما بأنه قدم عروضا جيدة بلاعبين موهوبين أبانوا عن علو كعبهم في مقدمتهم الحارس شريف اكرامي ولاعبي الوسط حسني عبدربه وأحمد فتحي.

كما أن الهزة التي أصابت المنتخب الأولمبي لم تكن متوقعة لأن صفوفه ضمت خيرة اللاعبين الذين ساهموا بإنجاز مصر في مونديال الشباب العام 2001 في الأرجنتين بحلولهم في المركز الثالث، ثم في إحراز فضية دورة الألعاب الفرانكوفونية في مدينة اوتاوا الكندية ثم نيلهم لقب دورة الصداقة للمنتخبات الأولمبية.

وكان بيت القصيد هو المنتخب الأول الذي علقت عليه آمال كبيرة لمحو الصورة المخيبة لمنتخبي الشباب والأولمبي واستعادة مجد الكرة المصرية وخصوصا انها مرشحة لنيل استضافة مونديال 2010 في منافسة مع جنوب إفريقيا والمغرب وتونس وليبيا، بيد أن الأمور جرت بما لا يشتهي أشد المتشائمين، لأن «الفراعنة» قدموا عروضا جيدة منذ البداية لكن الحظ لم يحالفهم في تخطي الدور الأول فكان الاخفاق للمرة الأولى منذ 12 عاما وتحديدا العام 1992 في ساحل العاج.

ودفع المنتخب المصري ثمن خسارته المفاجئة أمام الجزائر 1/2 غاليا لأنها كانت السبب الرئيسي في فشله في التأهل إلى الدور ربع النهائي لأنه كان الأفضل في المباراة

وحتى في مباراته الأخيرة ضد الكاميرون حاملة اللقب في النسختين الأخيرتين كان «الفراعنة» الأفضل والأقرب إلى الفوز بيد ان الفعالية أمام مرمى المنتخب الخصم كانت غائبة تماما وبالتالي ضاع الفوز الذي كانوا في أمس الحاجة إليه لمواصلة المشوار.

وفي كل مرة يكون الضحية المدير الفني والجهاز المعاون له، فأقيل شوقي غريب (المنتخب الأولمبي) من منصبه مباشرة بعد الخسارة أمام تونس، ثم أعلن المدير الفني للمنتخب الأول محسن صالح انه سيقدم استقالته مباشرة بعد عودته إلى القاهرة.

وعزا صالح قراره إلى فشله في الهدف المحدد في عقده المبرم مع الاتحاد المصري ومسئوليته عن ذلك وخصوصا الخسارة أمام الجزائر.

ومن بين العوامل التي ساهمت في الفشل الذريع للمصريين عدم ظهور نجمه مهاجم مرسيليا أحمد حسام «ميدو» بمستواه الحقيقي وبالتالي كان خط الهجوم المصري عاجزا تماما عن التهديف والدليل اكتفاؤه بتسجيل ثلاثة أهداف في 3 مباريات، واحد عبر لاعب الوسط تامر عبدالحميد والثاني عبر البديل محمد بركات والثالث عبر أحمد بلال.

وواجه صالح انتقادات كثيرة لاعتماده على ميدو وعدم تبديله في أكثر من مباراة وخصوصا ان أسلوبه كان يتركز عليه وبالتالي فإن المنتخبات التي واجهها وعت لذلك جيدا وفرضت رقابة لصيقة بالمهاجم «المدلل» عند صالح، ففشلت حركة خط الهجوم.

وبات المنتخب المصري مطالبا بمراجعة أوراقه وخصوصا انه سيخوض مشوار التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2006 في ألمانيا، وبالتالي عليه أن يتفادى ما حصل له في تصفيات أمم إفريقيا الحالية وحجز بطاقته بشق النفس على رغم ضم مجموعته لمنتخبين مغمورين هما مدغشقر وموريشيوس

العدد 517 - الأربعاء 04 فبراير 2004م الموافق 12 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً