العدد 2696 - الجمعة 22 يناير 2010م الموافق 07 صفر 1431هـ

سوزان بويل... قبل وبعد

من «ملاك أشعر» إلى «ملكة الأنوثة»

يوم السادس عشر من أبريل/ نيسان الماضي شهد ولادة نجمة حقيقية سحرت العالم بصوتها الملائكي، عندما غنت على خشبة المسرح للمرة الأولى في حياتها خلال برنامج اكتشاف المواهب البريطانية، وتحولت تلك المرأة واسمها سوزان بويل من شخصية قروية مجهولة إلى واحدة من أكثر الوجوه والأصوات شهرة على وجه المعمورة، بعد أن كسرت الرقم القياسي على موقع «يوتيوب» الذي زاره أكثر من مليوني شخص سمعوا عن صوتها واهتموا بقصة تلك المرأة الغريبة، التي وصفتها الصحافة البريطانية بـ «الملاك الأشعر»، ففي أول ظهور لها على شاشة التلفزيون قلبت معايير النجومية، فكانت مثالا للمرأة الخالية من الأنوثة، حاجبان كثيفان، شعر أشعث يكسوه الشيب، فستان رث قديم، كل معالمها تصرخ بذلك الصوت الرنان العالي «أنقذوني»... وهكذا حصل وتحقق أخيرا حلم سوزان بويل التي انقسمت الآراء حولها، وحقق حلمها فريق كامل من اختصاصيي التجميل في أميركا وبريطانيا الذين خصصوا وقتهم لتحويل ذلك «الملاك الأشعر» إلى ملكة للأنوثة والجاذبية.

وأثبتت صور سوزان بويل الجديدة التي ظهرت في مجلة «هاربيرز بازار» الأميركية في عددها الأخير، صحة القول «لولا علبة مكي لكانت الخلقة تبكي»، وبدت وكأنها إنسان آخر، لا يمكن مقارنتها بسوزان بويل التي عرفناها في أول ظهور لها في البرنامج الذي صنع منها نجمة في ليلة وضحاها.

ويبدو أن بويل شقت طريق النجومية من أرض النجوم، وتحديدا من هوليوود، وتشير جميع التوقعات إلى أن انطلاقة بويل الفنية ستكون من الولايات المتحدة الأميركية التي وجدت فيها عددا كبيرا من المعجبين الذين ساندوها منذ إطلالتها الأولى، كما أن عناوين الصحف الأميركية وقفت بجانب بويل منذ البداية على عكس الصحافة البريطانية التي نعتتها بكلمات جارحة دفعت بها إلى الذهاب إلى مستشفى «ذو براير» للخضوع لعلاج مكثف بعد أن عانت نوعا من الانهيار العصبي، وخاصة أنها لم تعتد الشهرة من قبل، وكان ثمن شهرتها السريعة الأشبه بإقلاع صاروخ من قاعدة «ناسا» الأميركية، باهظا جدا، فوصفت بالجنون والسذاجة، إنما اليوم ترى سوزان بويل نفسها، كأميرة أشبه ببطلة إحدى القصص الخرافية وتعيش الحلم الأميركي بشتى أشكاله وألوانه.

من شقة قديمة في أحد أحياء مدينة بلاكبورن بديكور قبيح، إلى شقة في أحد أرقى شوارع لندن في منطقة «كينزينغتون». ومن حياة وحيدة برفقة قط عجوز إلى حياة مفعمة بالحيوية برفقة نجوم حقيقيين أمثال عملاق الفن سايمون كاول الذي يدير أعمالها حاليا، إلى جانب شركة التسجيل التي تقوم بالإشراف على مسيرة بويل الفنية وإنتاج أول البوم لها. وأصبح لسوزان بويل مساعدة شخصية ومدبرة منزل تتولى مهمة الإشراف على شقتها الجديدة.

وأصبح لبويل أيضا سائق خاص يجول بها في شوارع لندن، وانضمت بويل أيضا إلى واحد من أهم نوادي لندن الرياضية، ويعمل على رشاقتها التي بدت واضحة في الصور فريق من الاختصاصيين الغذائيين والمدربين الرياضيين همهم إسعاد القروية الاسكتلندية. عملية التحول بدأت من مقعد طبيب الأسنان الذي قام بتبييض أسنانها فأصبحت ضحكتها أشبه بتساقط الثلج ناصع البياض، وقامت اختصاصية تجميل تعمل مع سايمون كاول بإعادة رسم حاجبيها اللذين لاقيا شهرة بويل نفسها، في حين تولى فريق كامل مهمة شراء خزانة جديدة من الملابس التي صممها أشهر المصممين العالميين. وبحسب صحيفة «الدايلي مايل» يقوم سايمون كاول بالتكلم مع بويل على الهاتف مرتين في الأسبوع ليطمئن على وضعها، فهو قد ربطته بها علاقة صداقة ومودة خاصة بعد أن اعتذر لها أمام الملأ لأنه تذمر من حضورها وسخر منها وحكم عليها من خلال شكلها قبل سماع صوتها.

وفي المقابلة التي أجرتها معها مجلة «هاربرز بازار» تقول بويل إنها امرأة محظوظة جدا وهي تعيش الحلم الذي لطالما راودها. وردا على الاتهامات التي طالتها بأنها أدارت ظهرها لمسقط رأسها في «ويست لوثان» قالت بويل: «أنا لم ولن أنسى مدينتي ولا بلدي، إلا أنه يجب على المرء أن يتقدم ويكمل مسيرته التي اختير من أجلها في الحياة».

ويظن البعض أن شكل بويل الجديد من شأنه أن يغير تلك المرأة القروية التي أحبها الملايين كما هي على سجيتها وببساطتها، إلا أن بويل وأثناء ظهورها في إحدى المقابلات على التلفزيون الأميركي قالت: «أنا سعيدة بشكلي حاليا ولم أكن أعرف بأنني كنت أهمل نفسي إلا بعد أن شاهدت المقطع الذي ظهرت فيه في برنامج المواهب للمرة الأولى». وأضافت: «دعوني أعيش الحلم بشكلي الجديد... أنا سعيدة هكذا».

ومن المتوقع أن تحصل بويل على مبلغ 10 ملايين جنيه استرليني أو أكثر بنهاية العام الجاري، وتنوي شراء منزل في لندن وآخر في اسكتلندا.


عملية تحول سوزان بويل

- الشعر: تولى مهمة قص وتلوين وتصفيف شعر بويل، مزين المشاهير ريتشارد وورد، الذي حرص على قص الشعر بطريقة تظهره أقل كثافة، واختار اللون البني الفاتح للتخفيف من حدة ملامحها.

- الحاجبان: تولت مهمة تغيير شكل الحاجبين الاختصاصية فيشالي باتيل التي تهتم بحواجب النجوم، فعملت فيشالي على تخفيف الشعر وجعل الحاجبين بعيدين قليلا عن بعضهما بعضا حتى تظهر عيناها بعيدتين عن بعضهما بعضا أيضا.

- الأسنان: قام طبيب الأسنان ويمان تشان بتبييض أسنان بويل بواسطة الليزر، فهي تنعم بأسنان جيدة إلا أن لونها كان مائلا إلى الأصفر، أما اليوم فهي تتمتع بأسنان بيضاء تماما مثل أسنان النجوم.

- المكياج: تولت اختصاصية التجميل روبي هامير مهمة وضع لمسات المكياج على سحنة بويل، فبدت بشرتها أكثر إشراقا وأكثر حيوية، واختارت لها ألوانا ناعمة تتناسب مع لون شعرها الجديد وتقاطيع وجهها الصغيرة.

- القوام والرشاقة: تولت طبيبة التجميل إليزابيث دانسي مهمة اختيار الطعام الذي يتلاءم مع بنية بويل، ففقدت سوزان وزنا زائدا من دون الخضوع لأية عملية جراحية... وهذا واضح من خلال تغيير شكل المنطقة المحيطة بخصرها وبطنها وذقنها.

- الملابس: قامت ناتالي ثيو - واحدة من أشهر محرري صفحات الموضة في الصحافة البريطانية - بوضع لمساتها، واختارت لها ملابس من تصميم دونا كارن خلال جلسة التصوير لصالح مجلة «هاربرز» الأخيرة، وكانت النتيجة أناقة كاملة تليق بامرأة في سنها.

- الأظافر: تعتبر أندريا فولرتون من أشهر اختصاصيي تجميل وتقليم أظافر النجوم، ولم تبخل على بويل بخبرتها الواسعة، فقامت بتقليم أظافرها على شكل مربع واستعملت لها طلاء فاتحا ليناسب شكل أصابعها ويديها.

العدد 2696 - الجمعة 22 يناير 2010م الموافق 07 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً