العدد 2702 - الخميس 28 يناير 2010م الموافق 13 صفر 1431هـ

الأبقار خطيرة كالسلاح النووي والحروب والتغير المناخي

ماريو أوسافا- وكالة إنتر بريس سيرفس 

28 يناير 2010

لابد من إعطاء الأبقار درجة الأولوية نفسها المعلقة على الأسلحة النووية والحروب والتغير المناخي؛ إذ تمثل تربية الماشية في البرازيل أكبر مصدر لغازات الاحتباس الحراري، وأكبر سبب لزوال أربعة أخماس الغابات الأمازونية وحرق ثلاثة أرباع الغابات والنباتات، ناهيك عن انبعاثات غاز الميثانو أثناء عملية الهضم.

فقد حذرت دارسة عنوانها «تقديرات انبعاثات غازات الاحتباس من أنشطة تربية الماشية» عرضت على قمة كوبنهاغن الأخيرة، من أن السلطات وبعض الخبراء قد أساؤوا تقييم الأسباب الكامنة وراء التلوث البيئي.

فتقتصر الدراسات والوثائق الرسمية على ثلاثة مصادر رئيسية وهي، زوال الغابات، حرق الغابات والمراعي، والتخمر المعوي للأبقار، مع السهو عن عوامل أخرى مثل تدهور المراعي وغذاء الحيوانات والنقل والتصنيع.

وأفاد الناشط البرازيلي، مؤلف كتابين عن غزو الغابات الأمازونية، ورئيس معهد بيابيرو، والناشط في تطبيق سياسة التنمية المستدامة والإجتماعية، جواو ميريليس فيليو، اقتصر عدد الأبقار على مليون العام 1970، فيما تأوي غابات البرازيل الآن 80 مليون بقرة، وهذا دليل على علاقاتها بواقع زوال الغابات في العقود الأخيرة.

كذلك يبلغ عدد الأبقار في مختلف أنحاء البلاد نحو 200 مليون بقرة، أي بمعدل بقرة مقابل كل مواطن برازيلي، تشغلن ربع مساحة الدولة وثلاثة أضعاف الأراضي المزروعة.

كما تستهلك أبقار العالم، التي يتجاوز عددها 1,200 مليون بقرة، كمية من الغذاء تفوق استهلاك 6,800 مليارات نسمة، علما بأن نصفهم لا يتناولون اللحوم، منهم مليون نسمة لأسباب دينية والبقية جراء عدم كفاية الدخل لشرائها، وفقا للخبير البرازيلي.

وأكد ميريليس عدم قابلية التوجه المتصاعد في العالم نحو زيادة استهلاك لحوم الأبقار للاستدامة، وخاصة في الصين؛ إذ لايزال يقتصر استهلاك الفرد منها على 6 كيلوغرامات في السنة مقابل 36 كيلوغراما في البرازيل وأكثر من 60 كيلوغراما في الأرجنتين.

وأشار إلى أن الأبقار هي من فصيلة الحيوانات الناهبة بيئيا واجتماعيا، فضلا عن كونها مصدرا غير فعال للبروتين، فتستهلك ثمانية كيلوغرامات من العلف مقابل إنتاج كيلوغرام من اللحم.

وبيئيا، يقدِّر قطاع الزراعة وتربية الماشية في البرازيل أن مساحة المراعي المتدهورة قد بلغت 70 مليون هكتار، بالإضافة إلى أضرار أخرى كالتأثير على أحوال التربة والترسيب في الأنهار والزحف على الغابات، بحسب ميريليس، الذي شرح أيضا التداعيات الاجتماعية مثل النزاعات على الأرض وأحوال العمالة الاستعبادية والإفراط في ملكية الأراضي بسبب الرعي.

العدد 2702 - الخميس 28 يناير 2010م الموافق 13 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً