العدد 2702 - الخميس 28 يناير 2010م الموافق 13 صفر 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

القبلة على وجه الطفل مفعولها كالسحر

كم هو رائع ذلك الإحساس الخفي الذي يدفعنا بشوق وشغف وشيء من المشاعر المختلطة التي يصعب وصفها إلى تقبيل أطفالنا... وكم هي مؤثرة وبناءة وخلاقة ومربية ومعلمة وساحرة تلك القبلة التي نطبعها على وجوه أطفالنا وأيديهم الصغيرة كأنها (فيتامين حب) مغذٍ... نظنها أمرا سهلا ينتهي في حينه بلا أثر، لكنها الشيء الوحيد الذي لن تتمكن ذاكرة الإنسان من محوه طوال حياته لما لها من اثر في تعزيز الثقة بالنفس والتحفيز على تقديم ما هو أفضل... فيكفي أن يشعر الطفل بأن هناك من يحبه ويهتم لأمره ويرغب بوجوده وتقبيله في كل حين.

أليس من الجميل أن يختبر الإنسان ذلك الإحساس طوال حياته؟ فمن منا لا يحتاج إلى محبة الآخرين وخصوصا المحيطين به والمقربين (والديه وإخوته)؟ فكما قال الإمام الصادق (ع): «هل الدين إلا الحب؟». نعم هو كذلك لما له من أهمية في رسم معالم الشخصية السوية القوية القادرة على مجابهة الصعاب. يقول علي القائمي في كتابه (الأسرة ومتطلبات الأطفال): إن المحبة هي من الاحتياجات الأساسية والاستثنائية المهمة للأطفال إذ يعدها بعض علماء النفس بأنها ضمن الاحتياجات الفطرية التي تتعلق بطبيعة الإنسان وتتجلى هذه المسألة بصورة الحاجة إلى المداعبة والحنان اللذين يمكن تحسسهما في الطفل منذ بداية حياته وحتى نهايتها وإن عدم تلبية ذلك يؤدي إلى ظهور الكثير من الاضطرابات النفسية والسلوكية والتي قد تجر أحيانا إلى ارتكاب الجريمة والانحراف.

إذن هي مجرد (قبلة) ليست بالأمر الصعب أو الشاق كي نتهاون عن القيام بها، مجرد قبلة لكن وجودها واستشعارها لدى الطفل قد يحدث فرقا فيما لو حرم منها، فهناك وبلا شك فرق وفرق كبير بين الوجود والعدم، بين طفل غارق في حب أسرته وقبلاتهم التي تشعره بمدى أهميته ووجوده ومدى الحب الذي يكنونه له، وطفل لم يذق منذ نعومة أظافره سوى الضرب والشتم ومقارنته طوال الوقت بالأطفال الآخرين فأيهما يكون سويا وصحيح النفس والجسد؟

تلك مفارقة يجب الوقوف عليها، فهي الأساس الذي تبنى عليه شخصيات أبنائنا الصغار حينما يكبرون، يقول الإمام زين العابدين (ع): «وأما حق الصغير فرحمته وتثقيفه وتعليمه والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له والستر على جرائر حداثته» وهذا ما لم يطبقه الأب فيما سأرويه الآن:

تقول إحدى الجدات بأنها فوجئت ذات مساء بوصول حفيدها البالغ من العمر 10 سنوات وهو في حالة غير طبيعية، في بادئ الأمر لم تكترث ظنا منها أن الأمر عادي فهو متقلب المزاج، لكنها شكت في الأمر حينما طال صمته فسألته لتصدم إذ عرفت أن الطفل جاء ماشيا على قدميه وحيدا من مسكنه في المنطقة المجاورة لمسكن الجدة إذ المسافة بينهم طويلة، تفاجأت الجدة وارتسمت علامات الدهشة على وجهها فسألته عن السبب ليجيبها بدموع بأن والده قد أبرحه ضربا فقط ليجبره على مذاكرة دروسه ما أدى به إلى الفرار من المنزل.

سؤالي هنا: هل يمكن أن نحقق النتيجة المطلوبة دراسيا بإجبار الطفل على الدراسة بهذه الطريقة؟ وإذا حققها هل سيتمكن من مواصلة هذا النجاح؟ بالطبع لا، فبالضرب سنخلق حاجزا كبيرا بين الطفل ودراسته وستكون علاقته بالدراسة علاقة (كره)يتجدد في كل يوم دراسي. وإذا ما حقق الطفل النجاح نتيجة الضغط والضرب والإجبار فإنه بالطبع لن يكون مهيأ للاستمرار في هذا النجاح في السنوات المقبلة. أتعلمون ما السبب؟

السبب يكمن في كونه منهارا من الداخل، لا يحمل ذرة من الثقة في نفسه، متخاذلا وذلك قد يعطينا نتيجة عكسية في المستقبل ليكون الطفل متمردا على ذاته وأهله ودراسته لتكون الأخيرة هي آخر اهتماماته، ولكن دعونا نغير تلك اللوحة المأسوية، ولنرسم لوحه أكثر إشراقا، ماذا لو تصرف الأب بشكل آخر؟ ماذا سيحصل لو احتضن الطفل في وقت عناده ورفضه للدراسة وقبله على جبينه وابتسم له ابتسامة خفيفة وحاول أن يحاوره في أسباب رفضه وعناده أو المشاكل التي يعانيها مع الدراسة؟ هل الحوار مع الأطفال صعب إلى هذه الدرجة؟

إنهم كالأزهار الرقيقة، بحاجة إلى الحب ولمسة من الحنان، بقبلة واحدة نستطيع أن نمتلك قلوبهم، بقبلة نستطيع أن نثنيهم عن العناد ونحثهم على الاستماع. ولكننا مع الأسف ندمر تلك الزهور الرقيقة بالصراخ والضرب والتوبيخ والتهميش، نكاد نقضي على عقولهم قبل قلوبهم، فالدراسات الحديثة تؤكد بأن 80 في المئة من ذكاء الطفل وقدراته العقلية تتشكل قبل سن الثامنة وأن 50 في المئة منه يتشكل قبل سن الرابعة، وتعتبر حاسة اللمس (التقبيل، المعانقة، الملاطفة) عاملا حيويا لنمو مخ الطفل إذ تتسبب اللمسات البشرية في إفراز هرمونات نمو بشرية ضرورية تعزز وتشجع الوظائف الموجهة من المخ مثل: زيادة الوزن والمهارات الحركية والنوم المريح الهادئ وتخفيض الضغط وزيادة النشاط.

إذن... أين نحن من كل ذلك؟ لماذا لا نستبدل أسلوب العنف والمشاحنات اليومية مع أطفالنا بأسلوب بسيط وراقٍ كـ (الحب والتقبيل)؟ فذلك أفضل وأجدى تأثيرا.

تقول إحدى الأمهات بأنها قد تجاهلت ملاطفة طفلتها البالغة من العمر 4 سنوات لأيام نظرا لانشغالها بالعمل طوال الوقت فما كان من الطفلة إلا أن جاءت وجلست بالقرب من والدتها التي تواصل عملها المكتبي بالمنزل وهي تراجع تلك الملفات، أمسكت بيد أمها لتوقفها عن العمل لحظة ثم ابتسمت ببطء وانحنت لتقبل يد والدتها وتمسح بها على وجهها الصغير.

تقول الأم: تأثرت كثيرا من ردة فعل هذه الصغيرة حتى أنني بكيت، نعم إنه موقف مؤثر، فالطفلة كانت تعبر عن مدى حاجتها إلى الحنان والعاطفة، كانت تحاول انتشال والدتها من حالة العمل المتواصل كي تلتفت ولو للحظة لطفلتها التي تشتاق إلى حضن أمها وتحتاج إلى قبلتها كي تشعر بالأمان مجددا.

أيها الأبوان...

ذلك طفلك الصغير، اسقياه حبا وأغرقاه قبلا يعطيكما مستقبلا زاهرا بالحب بالآمال على رغم كل الصعوبات ولكن اسقياه غضبا وأبرحاه ضربا يعطيكما مستقبلا متشحا بالسواد تحيطه المخاوف والأشواك (ففاقد الشيء لا يعطيه) قال الرسول (ص): «قبلوا أولادكم فإن لكم في كل قبلة درجة».

نوال الحوطة


أنقذوا مهنة التعليم وأخلاقياتها من معلم يطعنها في قلبها وخاصرتها!

 

قبل أيام أطلعت من خلال بعض أولياء الأمور على قضية تربوية أو فلنقل مخالفات صريحة لأبسط الأسس الأخلاقية لمهنة التعليم، مع الأسف الشديد تحدث فصول تلك المخالفات والتجاوزات غير السوية في مدرسة ابتدائية للبنين تقع بإحدى قرى المحافظة الوسطى، والطامة الكبرى والمصيبة العظمى بطلها معلم لمادة التربية الأسرية، الذي كان يرتجى منه أن يكون قدوة في الإخلاص والتفاني في أداء وظيفته التربوية والتعليمية، وأن يكون أسوة في الأخلاق والأدب والعلم والسلوك الحسن، لم أتصور في يوم من الأيام أن أسمع عن معلم ينتمي إلى مهنة التعليم أن يتجرأ على كل قيم المهنة التعليمية والتربوية والأخلاقية بهذا المستوى القاسي، ونحن في الألفية الثالثة، لن أبالغ إذا ما قلت أن هذه القضية قد لا تخطر على بال أحد من العقلاء من هولها وخطورتها التعليمية والتربوية، في البدء اعتقدت أن في عرض القضية مبالغة، ولكن بعد الاستماع إلى ضحايا سلوك ذلك المعلم الذي لا يمتّ بالتربية بأي صلة لا من بعيد ولا من قريب، والذي لا يصدر إلا من إنسان يبعد عن الإنسانية بمعانيها الفاضلة مسافات بعيدة جدا، من يطلع على بعض تصرفات وسلوكيات وممارسات وألفاظ وكلمات ذلك المعلم، لن يصدق أن أولياء الأمور والتلاميذ يتحدثون عن معلم من المفترض أن يكون المثل الأسمى في التربية والتعليم، في اعتقادنا لن تستطيع مهنة التعليم بمختلف أنواعها التجاوز أو السكوت أو التغافل أو التجاهل عن قسوة ذلك المعلم التي يمارسها بشدة مفرطة ضد التلاميذ ولا عن عدم قيامه بواجبه التعليمي بالصورة المطلوبة ولا عن كلماته النابية والوضيعة، لن أذكر كل ما سمعته عن سلوكيات وممارسات ذلك المعلم، ولكن سأسرد بعضها، الممارسة الأولى، يرفع التلميذ من رقبته عاليا ويلقيه على الأرض فجأة، والممارسة الثانية، يرفع التلميذ الصغير من أذنيه وهو يصرخ من شدة الألم والمعلم غير مكترث بمعاناته ويرميه على الأرض، الممارسة الثالثة، يطلب من التلميذ الوقوف على رجل واحدة ويأمره برفع يديه إلى الأعلى مدة طويلة، وعندما يتعب وينزل رجله ليستريح يكون نصيبه الضرب (بالهوز) والركلات بالرجل، وأعتقد ما ذكرناه يرسم لنا صورة واضحة عن ماهية ذلك المعلم النفسية والإنسانية والمهنية، الذي رفض أحد أولياء الأمور أن نطلق عليه معلما، لن أذكر كلماته البذيئة التي كان يقولها للتلاميذ، لأنها لا تليق أن نذكرها في الصحافة ولا في المحافل التربوية والاجتماعية ولا في أي مكان محترم، كل ما نستطيع قوله إن تلك الكلمات فيها خدش لمكانة الأبوين ولكيان التلميذ ولقدسية مهنة التعليم، واللبيب بالإشارة يفهم كما يقولون، وما أحببت الإشارة إليه، أن كل ما قلناه أوصلوه بعض أولياء الأمور إلى إدارة المدرسة بكل تفاصيله وحيثياته، ولم يروا أي تغيرات لا في أداء المعلم ولا في سلوكه ولا في ممارساته، على رغم أن إدارة المدرسة أخبرتهم أنها رفعت تقريرا مفصلا عن المعلم إلى وزارة التربية والتعليم قبل شهر تقريبا ،يظهر أن إدارة المدرسة تعاني من فراغ إداري، إذ يديرها مدير يستعد لاستقبال مرحلة التقاعد في الأيام المقبلة، وليس فيها مدير مساعد رسميا، ولهذا تفاقمت القضية حتى وصلت إلى الحد الذي جعل بعض أولياء الأمور يفكرون في نقلها إلى جهات كثيرة، كوزارة التربية والتعليم وللصحافة ولمركز الشرطة وهيئة ضمان الجودة، لحماية أولادهم فلذات أكبادهم من سباب وشتائم وركلات وإهانات ذلك المعلم، ما أردت قوله، إذا ما أرادت الجهات المعنية بوزارة التربية والتعليم التعرف بالتفصيل عن أداء ذلك المعلم وعن ممارساته الإرهابية بإمكانها الاستماع من تلاميذ الفصول الذين قدر لهم في هذا العام الدراسي أن يتحملوا سلبيات ذلك المعلم، وما أريد الإشارة إليه أن المعلم المذكور يدرس في مدرستين ، الأولى تقع في المحافظة الوسطى والثانية في المحافظة الشمالية ، أعتقد أن وزارة التربية والتعليم تفهم ما أقصده من وراء هذا المعنى .

سلمان سالم


آل البيت

 

ألف ولام بوصلهما ابتداءُ

وحاء وباء أوصت بهما السماءُ

حب الألى لي شعري

كذا الألى إن ذكروا أضاؤوا

من قبس النبي قاموا هداة

وبناة العلا للداء هم دواءُ

العاملون لدار فيها البقا

نعم الدار هي ونعم البناءُ

علموا بالدنا دار فناء

وأن لات فيها حين بقاءُ

هاموا بالسماء وهامت بهم

هيهات لعلا الأكعاب بيداءُ

إنما سكنوا الدنا لنشر عرفهم

كرم الإله أكرم بالآل آلاءُ

وقف على القلوب محبتهم

عصمت عن جنابهمُ البغضاءُ

ويح الذين بجهلهم جحدوا

حق الألى فحق كرب وبلاءُ

ضن الحزين بماء مقلته

ضن الدماء شح بها البكاءُ

جلدي بمصاب الحسين وآله

ذكر رب العباد «بل أحياءُ»

علي صالح محمد الضريبي


الوحش والبريئة

 

خفق قلبي كثيرا وأنا أسمع خفايا ضرب الأزواج لزوجاتهم مستمرة، خصوصا في شهر محرم المحرم الذي لم تنطفئ فيه نيران قلوبنا بعد بمقتل الصفوة الطاهرة والتمثيل بجثة ريحانة الرسول(ص) وسبي مخدراته، ولم تهدأ صرخات أطفاله واستغاثة نسائه، حتى تتكرر لنا مأساة أخرى بطلها وحش متخفٍ في لباس إنسان بثوب أبيض وشماغ أحمر، كالدم الذي سال في واقعة كربلاء! ولن أخفي عليكم سرا أنني لم أستطع أن أخفف من قبح عنواني، ولم أستطع تخفيف ما بين سطوره في مقالي هذا بسبب وحشية وهمجية أفعال الوحش التي تنذر لها الوجود، بسبب ما نسمعه يوميا من عنف الوحش وثعلبته على الزوجة المسكينة الحلقة الأضعف والتي غصّت قضاياها ملفات المحاكم، وحولت بسببها عيون القضاة، وصمتت عنها اللجان الحقوقية، وحفيت أقدامها أمام أبواب المحامين!

أيها الوحش ... وأنا أخاطبك وأنت تقرأ ما بين سطوري هذه فاسمع وانتصح خصوصا وأنت تعيش فاجعة كربلاء! فلا تكن شمرا الذي أدمى بسوطه جسم بطلة كربلاء وأجسام بنات المصطفى، أذاقه الله عذاب الآخرة، ولا عمر بن سعد الذي أحرق قلوب الهاشميات قبل خيامهم، ولا أبا الحتوف الذي رمى بحجرته فشق بها جبهة الرسول قبل ريحانته! ولا يزيدا الذي سبى بطلة كربلاء، بل كن كالسجاد في سكونه و فرائصه ترتعد! وفي هدوئه وأعضاء جسمه النحيل ترتعش، عطوفا حنونا على الضعفاء والمساكين، عندما يقف أمام أكبر الجبابرة يؤدي الصلاة أو كالعباس ساقي العطاشى!

وكالحر الذي حرر عقله وعاطفته قبل فوات الأوان، فصحح عقلك وعاطفتك قبل لحدك، وكحبيب حبيب لزوجته وعطوف على عياله، وبذلك تكون لزوجتك قدوة، فتنطبق عليك مقولة الرسول صلى الله عليه وآله سلم: «لو كنتُ آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» لكن هذا لا يعني أن تركع وتسجد لك بينما أنت تدوس كرامتها وتطرد عزتها من منزلها أو تطبع على خديها خطوط الإهانة وآثار الضرب، حيث لا يمرُّ يوما ما إلا ونسمع قضية إبادة وتصفية هنا وهناك مبررا بذلك حق الزوج، كما نسمع عن زوج في إحدى المدن البحرينية دائم الضرب والإهانة لزوجته ماعدا يوم استلامها راتبها، وآخر ختم حياته بآثار رفساته وكدماته على جسم حوّاء، قبل أن يرميها خارج منزلها ويسحب راتبها، صدقوني إننا نعيش واقعة كربلاء كل عام ولكننا ننسى أننا نمارس جرائمها يوميا مع زوجاتنا، كما قال شفيع الأمة (ص) «طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب المؤمنين».

أيها الوحش ألم تحاصرها فتمنع عنها الأكل والماء، كما تُحاصر غزة اليوم ويُمنع عن أطفالها الدواء والغذاء!

بينما في عالم الحيوان ستجد سلوكيات الحب والسلام والإخاء موجودة، سواء في الحياة البرية أو المائية كما هي في الحياة الإنسانية، إن عالم الحيوان عالم سحري جميل، فيه التعاون والحب والشراكة المجتمعية الحيوانية، والدفاع عن بعضهم البعض أحيانا ، ولن أقتبس قصصا من جيبي، بل من السيرة النبوية قصة النملة مع النبي سليمان (ع) ، حيث كان جالسا على شاطئ بحر ، فبصر بنملة تحمل حبة قمح تذهب بها نحو البحر، فجعل سليمان ينظر إليها حتى بلغت الماء فإذا بضفدعة قد أخرجت رأسها من الماء ففتحت فاها، فدخلت النملة وغاصت الضفدعة في البحر ساعة طويلة وسليمان يتفكر في ذلك متعجبا. ثم أنها خرجت من الماء وفتحت فاها فخرجت النملة ولم يكن معها الحبة.

فدعاها سليمان عليه السلام متعجبا. ثم أنها خرجت من الماء وسألها وشأنها وأين كانت؟ فقالت: يا نبي الله إن في قعر البحر الذي تراه صخرة مجوفة وفي جوفها دودة عمياء وقد خلقها الله تعالى هنالك، فلا تقدر أن تخرج منها لطلب معاشها، وقد وكلني الله برزقها فأنا أحمل رزقها وسخر الله تعالى هذه تخرج منها لطلب معاشها، وقد وكلني الله برزقها فأنا أحمل رزقها وسخرالله تعالى هذه الضفدعة لتحملني فلا يضرني الماء في فيها ، وتضع فاها على ثقب الصخرة وأدخلها ، ثم إذا أوصلت رزقها إليها وخرجت من ثقب الصخرة إلى فيها فتخرجني من البحر. فقال سليمان عليه السلام: وهل سمعْتِ لها من تسبيحة؟ قالت: نعم ، تقول : يا من لا ينساني في جوف هذه اللجة برزقك.

هل سمعت أيها الإنسان عن الشمبانزي فهو غيور جدا على شريكة حياته، وهذا ما كشفته دراسة أجريت على مدى تسع سنوات، أن الشمبانزى الذكر يصبح عدوانيا مثل الإنسان عندما يشتبه في أن شريكة حياته غير وفيّة.

وهل تريد المزيد أيها الوحش المتثعلب المتأسد على المرأة البريئة! إلى جانب الكثير من نقل لنا قصص التقبيل والمعانقة بين الحيوانات ، كما في البرازيل تعانق الزرافات، وفي الصين البعيدة عنا تبادل القبل بين الأسماك، وفي كينيا تفاهم الفيلة فيما بينها، فما أروعها وما أروعه من عالم ساحر جميل، فما المانع من أن يقبّل الزوج زوجته لا أن يحتقرها أوأن يضمها إليها كما شاركته في السرّاء والضرّاء، في بناء البيت كما تبني الطيور أعشاشها، إذ يتجلى فيه الحب والسلام والتعاون والإخاء في الأسرة! لكنه في عالم الوحوش الذي يسمي فيه نفسه بالإنسان الذي فضله الله في أكثر من محفل، فهو كالوحش الحيواني وليس الإنساني المتخفي إما وراء ثوب فضفاضة بيضاء، وشماخ من أفخر الشماغات السويسرية وعقال أسود كلون قلبه، لكنه دون قلب ولا عاطفة، وهو ينفث دخان سيجارته في وجهها احتقارا لها، ثم يختم دوره بضربها بعقاله الأسود المتين، كالشمر يضرب الهاشميات.

في حين أن بكاءه في ليلة العاشر من محرم يصل إلى مأتم النساء، ويريدها أن تكون عبدة له وأن تقول «ظِلّ رجل ولا ظِلّ حائط».

مهدي خليل


عندما يسير البشر على الشوك

 

لا يحس المرء بالمصائب إلا إذا عاشها و بالتالي الكثير من الأفراد تراهم يمارسون الإرهاب الفكري و الحروب النفسية و يعملون ليلا و نهارا من أجل تحطيم صورة شخصية ما يختلفون معه في رؤية أو هدف أو وسيلة وغيرها من الأمور ذات الصلة في العمل سواء الخاص أو العام أو العمل التطوعي، إذ تتشابك وتتداخل فيها المصالح الخاصة والعامة متغلغلة في نفوسنا وذلك حسب الانتماءات والرؤيا المختلفة وبالتالي أفرزت هذه الانتماءات الكثير من المصطلحات منها إن هذا الإنسان متنفذ أو مسيطر أو دكتاتوري أو يرى نفسه هو الرقم الصعب... إلخ هذه المفردات في حال اختلفنا مع بعضنا البعض ولا يتوقف الأمر عند ظاهرة الاختلاف ولكن يتعدى الأمر عند البعض بأن يشحن الحروب مستخدما هذه المفردات السابقة من أجل إسقاط هذا الفرد الذي اختلف معه في المجتمع لقضايا تافهة في غالبيتها حب السيطرة على مؤسسة مجتمعية دينية أو خيرية مع العلم بأن الجميع هدفهم العمل و لا يتوقف الأمر إلا بعد تحقيق المراد.

هنا لا تتوقف هذه اللعبة إذ إنه مع الأسف تتغير اللعبة ويصبح البريء جلاد والجلاد بريء، وبالتالي يسقون من نفس الكأس المر وهو كأس التشهير والتسقيط تراه يبحث هنا وهناك مع من يتضامن معه فلا يجد أحد وذلك لأنهم مع الأسف جعلوا من المجتمع أن يصدق النظرية بأن كل من يدخل مؤسسة مجتمعية يريد أن يسيطر عليها بالأفكار الذي يؤمن بها و يرمي وراء ظهره كل فكرة لا تأتي من بوابة نفسه!

و لهذا لم أجد إلا هذه العبارة الجميلة لتعبر عن مدى الآلام التي يعيشها كل فرد بيننا يتم التشهير بصورته لأجل قضايا أقولها تافهة...ونقول لهؤلاء البشر عندما تسيرون على الشوك فإن لغتكم ستتشابه معنا لأننا جميعا سنقول :آهٍ... آهٍ، وما أكثر ما نقولها هذه الأيام.

مجدي النشيط


لماذا لا نكون أصلا هكذا

 

يبالغ الناس أحيانا وفي أشياء كثيرة،فمثلاُ حين يزورنا ضيف نزين المنزل لأجله، لنستقبله أجمل استقبال،فلماذا لا نكون أصلا هكذا، بدلا من أن نعمل ما لا نعتاد ...لماذا لا يكون منزلنا مرتباَ دائما وباستعداد تام على أن نرحب بالضيف في أي وقت.

في مدرستنا لاحظت ملاحظة جديرة بالذكر حين زارنا ضيوف من الوزارة رأينا مالم نره من قبل، حقا ومن دون مبالغة، لدرجة أن غرف المعلمات أختلت منهن، رأينا سلال القمامة في كل مكان، ولكن «افتقدنا » الأوساخ التي نراها في كل يوم، هذه إيجابية أن لا نرى الأوساخ، ولكن ما الفائدة من أن تكون إيجابية ليوم واحد فقط، لماذا لا نكون أصلا هكذا، حتى سائل غسيل الأيدي «اثنتين بدل واحدة «ونحن لم نرَ هذا السائل سوى مرة وهي في بداية الفصل على رغم انتشار «انفلونزا الخنازير».

وفي اليوم التالي بحثنا عن المعلمات ولكننا لم نرَ سوى البعض منهن، لأنهن كن يعتقدن أهمية وجودهن فقط في ذلك اليوم الاحتفالي ،لأجل أن تظهر المدرسة بصورة جميلة أمام الوزارة لمدة يوم واحد ؟، المدرسة وجدت لتنشئ أجيالا صالحة وليس للتصنّع، إن كانت القدوة وهي المدرسة لا تقوم بدورها على أكمل وجه، فكيف يتعلم الطلبة دورهم وواجباتهم ؟!

منى علي

العدد 2702 - الخميس 28 يناير 2010م الموافق 13 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 4:48 م

      ههههههه

      هههههههههههههه
      ضحكني الأحول !
      الله يعين !عقاب جماعي !
      كل شيء في وزارة التربية غلط .. لأن الحكومة غلط !
      فالنتيجة الدراسة الغلط .. والمربين الغلط .. والمتربيين الغلط وو.... !!

      الله يعجل الفرج !

    • زائر 6 | 5:22 ص

      مدرس احول

      يا اخ سالم سلمان الظاهر ما لحقت على ايام قبل.. كان عندنا مدرس فلسطيني احول وعنيف جدا مع الطلاب يأمر الطلاب بأن يقوموا للاجابة بمجرد النظر اليهم ، وهو احول فكل مرة اثنين ثلاثة يقومون عشان يجاويون ويا ويل اللي يقوم وهو ما يقصده تروح عليه من الضرب مو مثل المدرس اللي كتبت عنه هذا تحته لاشىء....

    • زائر 5 | 1:28 ص

      يتبع ..هناك حالة شبيهة لها ووزار التربية على علم بها

      تابع ... وفي هذا العام زاد الطين بلة مستغلاً طيبت الطلاب واهاليهم وقام بالتهجم اكثر ودخل في مرحلة الاعراض واخذ يتلفظ على الطلاب وساخته التي اعتاد عليها بالتهجم بالفاظه السوقية على الطلاب وابائهم بكلمات التي يستحي الانسان ان يقولها كما قلت وكل هذا ادارة المدرسة ووارة التربية والتعليم علىعلم بذلك ولم تحرك ساكن غير ان الوزارة امرت مدير المدرسة بمراقبته فقط فاين التربية من التربية واين ضمان الجودة والتي يجب ان تنظر لتربية قبل التعليم الا يجب انهاء عقد هذا المدرس سيء الصيت ليكون عبرة لغيره

    • زائر 4 | 1:25 ص

      هناك حالة شبيهة لها والوزارة على علم بها

      يا اخ سلمان سالم ليست هذه الحالة الوحيدة في وزارة التربية والتعليم هناك مدرس لغة انجليزية اردني الجنسية بمدرسة اعدادية بالمحافظة الوسطة ايضاً اعتاد يعاقب الظلاب بالعقاب البدني المبرح والادهى من ذلك يتلفظ عليهم بالفاظ تخدش الحياء ولا يتقبلها اي عاقل كلمات تسنكر حتى لو تلفظ بها ابناء الشوارع فيف يتلظ بها من هو محسوب على التربيين معلمي الاجيال .. واقول ان هناك من طلبته من وصل الى الجامعة وهم الان يستحقرون انفسهم لماذ لم يردو على هذا المدرس السفيه كلماته التي كان يقذفها بهم ... يتبع

    • زائر 3 | 1:25 ص

      هناك حالة شبيهة لها والوزارة على علم بها

      يا اخ سلمان سالم ليست هذه الحالة الوحيدة في وزارة التربية والتعليم هناك مدرس لغة انجليزية اردني الجنسية بمدرسة اعدادية بالمحافظة الوسطة ايضاً اعتاد يعاقب الظلاب بالعقاب البدني المبرح والادهى من ذلك يتلفظ عليهم بالفاظ تخدش الحياء ولا يتقبلها اي عاقل كلمات تسنكر حتى لو تلفظ بها ابناء الشوارع فيف يتلظ بها من هو محسوب على التربيين معلمي الاجيال .. واقول ان هناك من طلبته من وصل الى الجامعة وهم الان يستحقرون انفسهم لماذ لم يردو على هذا المدرس السفيه كلماته التي كان يقذفها بهم ... يتبع

    • زائر 2 | 1:19 ص

      قارئة

      جميع المقالات المنشورة جديرة بالقراءة. وفقكم الله

    • زائر 1 | 11:58 م

      إلى الأخت العزيزة منى علي

      أختي العزيزة منى علي
      لا تستكثري هذا الشئ!
      "نعيش و نشوف أكثر"
      واقعنا الذي نعيشه و بـ كل أسف, هذا حالنا!!!
      ليت رسالتك تصل إلى هؤلاء.

اقرأ ايضاً