العدد 2703 - الجمعة 29 يناير 2010م الموافق 14 صفر 1431هـ

الشاشات في كل مكان اليوم... لا تنتظر مجيئك وتصل إليك أينما ذهبت

ليس من الغريب اليوم أن تجد في البيت الواحد أكثر من جهاز تلفاز، وليس من البعيد أبدا أن تجد ثلاثة أو أربعة وسائط يمكن عرض مقاطع الفيديو على أشكالها من خلالها، أو مشاهدة ما يمكن أن يقدم على التلفاز بشكل عام فيها، وبالتأكيد لا يخفى على أحد أيضا أنه ليس من الضروري أن تعود في وقت محدد إلى البيت لتتابع مسلسلك المفضل، فالشاشات في كل مكان، ترتبط بمختلف الخدمات.

فمع بداية دخول جهاز التلفزيون للوطن العربي، كان هذا الجهاز قادرا على أن يجمع نصف سكان الحي لمتابعة مسلسل أو مسرحية بسيطة القدرات على الشاشة البيضاء والسوداء، وهذا التلفاز لن يقدم لمشاهديه أكثر من محطة أو اثنتين لا أكثر ولا أقل، وأوقات بثها لا تزيد على بضع ساعات، التي لا يطول العرض فيها قبل أن تعلن نهاية الإرسال وانتهاء البرامج مع حلول أول ساعات الليل.

التطور والتكنولوجيا قاما بدورهما منذ تلك الأيام وغيرا الكثير في هذا الموضوع، ووفرا الخيارات والنماذج للجميع، لدرجة يرى فيها البعض أن برامج التلفزيون التي كانت تشكل جزءا بسيطا من حياتنا، باتت اليوم تستطيع أن تصل إلينا في كل مكان من دون أن نضطر إلى أن نفرغ لها مكانا أو ساعات من حياتنا، وتحولت من وسيلة للترفيه، إلى ضرورة لا يستغنى عنها، فالشاشات اليوم تتوافر في كل مكان، في البيت طبعا، الذي قد يحتوي على أكثر من جهاز في عدة غرف، في المقاهي والمطاعم، والأماكن العامة، في السيارات، على بعض أنواع أجهزة الهواتف المحمولة الموفرة لخدمة استقبال الإرسال التلفزيوني، التي بات من اليسير امتلاك أحدها، وفي مواقع الإنترنت، ومن خلال خدمة MMS، وكل هذه الوسائط وغيرها الكثير توفر للمتابع المشاهدة في أي مكان وأي وقت وبالطريقة التي يفضلها.

وعلى رغم أن توافر هذا العدد الكبير من الخيارات أتى بالكثير من الميزات للمتابعين في كل مكان، وخصوصا مع كثرة ضغوط الحياة وعدم توافر وقت حقيقي للترفيه للكثير من العاملين، فإن هذا التطور حمل انتقاداته بجوار حسناته، وخصوصا مع وصوله إلى حدود فيها الكثير من المبالغة والتطرف.

فهناك من ينتقد تواصل المتابعة، وخصوصا ما بين الفئات العمرية الصغيرة التي باتت لا تستطيع أن تحيا من دون أجهزة تلفزة، فالكثير من الأهالي يلجئون إلأى تهدئة أطفالهم في السيارات بعرض أفلام كرتون على شاشات العرض في السيارة، من ثم إن جلسوا في مكان عام فيمكن بكل يسر الاستمرار بالمتابعة، ومن ثم في المنزل... وكل هذا برأي هذه الفئة يخلق جيلا مهووسا بالتلفاز.

ولم تعد بحاجة إلى أن تسعى للتلفاز لكي تعرف معلومات عما يعرض عليه، فهو يتبعك من خلال خدمات إرسال المقاطع المسجلة للمسلسلات والأفلام، التي تنتشر حديثابشكل كبير ما بين المحطات الفضائية العربية، فيكفي أن تسجل رقمك في هذه الخدمة مقابل رسم تحدده المحطة لكي تصلك مقاطع لهذه الأفلام والبرامج، مما يعني أن الناس حتى في أوقات تفاعلهم مع نشاطات أخرى، يستمرون في الحضور مع برامج التلفزيون والانجذاب إليها.

وسواء أكان توافر الخدمات الإعلامية على أشكالها التلفزيونية الترفيهية بشكل خاص، من الأمور التي يطلبها الكثيرون ويرضونها لأنفسهم وحياتهم، فإن البعض يشتاقون بين الحين والآخر لأن يجلسوا جلسة هادئة بعيدة عن صخب هذه الوسيلة، ودخولها في مختلف ساعات حياتنا وتفاصيلها.

العدد 2703 - الجمعة 29 يناير 2010م الموافق 14 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً