العدد 2703 - الجمعة 29 يناير 2010م الموافق 14 صفر 1431هـ

تقاوم قلة الإمكانيات وافتقار الخدمات بـ «الصبر الجميل»

أهاليها ينفّسون عما بهم من هموم منتظرين يد التطوير...

السهلتان، الجنوبية والشمالية، قريتان أشهر من نار على علم، لكنهما كلتاهما، تنتظران جهودا كبيرة لتحسين مستواهما من عدة نواحي خدماتية، وقبل أن نبدأ جولتنا في قرية السهلة الشمالية، بعد أن أخذنا القارئ الكريم في الأسبوع الماضي جولة بقرية السهلة الجنوبية، تجدر الإشارة الى أن بعض القراء الكرام تساءلوا عن التسمية، وفي هذا نشير الى أن ما هو متوفر من روايات يشير الى أن أصل التسمية، هو أن القريتين كانتا تمثلان، من الناحية الجغرافية، سهلا، أو أرضي سهلية شاسعة كثيرة النخيل والزرع.

ولنذهب مباشرة الى السهل الشمالي، أو قرية السهلة الشمالية، التي تعاني هي الأخرى، كما هو حال السهلة الجنوبية، مشكلة ضيق المداخل والمخارج، وحال الدخول الى عمق القرية، سيكون الزائر على موعد مع ضيافة بحرينية قروية أصيلة... هذه القرية تقع في جنوب جبلة حبشي وشرق بوقوة، غرب مسجد الشيخ عزيز الشهير على مستوى البحرين والخليج، على شارع الشيخ سلمان وشارع السهلة، وهي تتكون من مجمعين سكنيين هما 441، 439، يقطنها نحو 6 آلاف نسمة، ومساحتها نحو كيلومتر مربع واحد وأكثر بقليل.

بعد جولة في القرية، التقينا في مقر الصندوق الخيري المتواضع بكل من رئيس الصندوق ابراهيم علي المدهون، ورئيس اللجنة الثقافية بمأتم بن شبيب أحمد علي خميس، ورئيس المركز الثقافي والرياضي محمد عبدالحسين، وأحد أهالي القرية النشطين سلمان لحمدي وفيصل شبيب، للتحدث حول هموم القرية التي تنتظر أيدي التطوير بصبر جميل، وتعمل بنشاط في الوقت ذاته على رغم قلة الإمكانيات.


عمل خيري لخدمة القريتين

يبدأ رئيس الصندوق الخيري ابراهيم على المدهون متحدثا عن بدء النشاط الخيري الذي أشار الى أنه بدأ في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وتأسس الصندوق تحت مظلة المركز الثقافي والرياضي في الأساس وكان رئيسه محمد جعفر شبيب وكنت اترأس حينها اللجنة الثقافية، وبعد اشهار الصندوق بشكل رسمي ليخدم السهلتين، تم تكوين إدارة مشتركة تضم كلا من مجيد السيد علي، احمد علي خميس، سلمان أحمد سلمان، ومن السهلة الجنوبية السيد عباس فردان والسيد عبدالله مهدي والسيد حميد مهدي، وحسن العريبي، ابراهيم يوسف ومحمد جاسم سلمان، وتشكل مجلس الأمناء أول ما تشكل برئاسة مجيد السيد علي ثم رئيس من احدى القريتين كل دورة لمدة سنتين.

أما بالنسبة للأنشطة، فالصندوق يصمم وينفذ المشاريع المشتركة ومنها متابعة أوضاع الأسر المحتاجة في كلا القريتين، ويتم استلام وتوزيع المساعدات على الأسر المحتاجة، كما أنه من بين أنشطة الصندوق اصدار التقويم السنوي، وكذلك تنظيم الندوات المشتركة والمسابقة الثقافية الرمضانية ومختلف الأنشطة.

ويتناول رئيس اللجنة الثقافية بمأتم بن شبيب أحمد علي خميس الحديث ليقدم صورة حول النشاط الثقافي بالقرية، فيقول :»بدأنا في الثمانينيات، وصممنا مسابقة ثقافية في شهر رمضان المبارك، وكان العمل يعتمد في الدرجة الأولى على الشباب المتطوعين في تنظيم المسابقة، ثم جمعناهم للعمل لتستمر هذه المسابقة على مدى اربعة عشر عاما، ونحن ماضون في التطوير وفق ما يحتاجه الأهالي، أضف الى ذلك، فإن لدينا مشاريع موسمية، ومنها المرسم الحسيني للأطفال الذي نقيمه في ذكرى عاشوراء الحسين «ع»، وهو برنامج يرسخ مبادئ وأهداف نهضة الإمام الحسين عليه السلام بما يناسب عقلية الطفل، ويشمل برنامج السيرة الحسينية للأطفال والناشئين، ويشرف عليه أحد المتخصصين في التربية الفنية، ولدينا تصورات مستقبلية بعد اكتمال مشروع تجديد مأتم بن شبيب.


النشاط الثقافي والرياضي

ويشارك في الحديث رئيس مركز السهلة الثقافي والرياضي محمد عبدالحسين الذي يشير الى أن المركز تأسس في العام 1991، بدعم من محمد جعفر شبيب ومجموعة من الاخوة منهم سلمان لحمدي، محمد العالي، محمد جاسم، وتوالت الإدارات في العمل رغم شح الإمكانيات حيث نتسلم الدعم السنوي من المؤسسة العامة للشباب والرياضة البالغ ألفي دينار، يخصص منها 600 دينار كإيجار سنوي للمقر التابع لإدارة الأوقاف الجعفرية.

وهذه الميزانية، لا تغني ولا تسمن من جوع، لكن مع ذلك واصلنا العمل، ولدينا خطة للتواصل مع الشركات والمؤسسات والمصارف لدعم جميع الأنشطة، وفي العام الماضي حصلنا مبلغ 5 آلاف دينار عن طريق الرعاية، حيث نصمم نشاطا معينا ونطلب من الشركات أو المصارف دعمه، وقد ركزنا على الأنشطة الثقافية المتخصصة كتنظيم دورات البرمجة العصبية ونظمنا دورتان أو ثلاث، ونقيمها في صالة نادي طيران الخليج وبمشاركة من أبناء البحرين من الطائفتين الكريمتين ومن الجنسين، وهذه النقطة تحديدا حققت لنا الكثير من التجاوب، واستلمنا رسائل كثيرة لتميز هذه الدورات، ثم كان لنا السبق في تشكيل لجنة نسائية، وهي فكرة نالت استحسان المسئولين بالمؤسسة لكونها جديدة على عمل المراكز الثقافية والرياضية التي يندر فيها مثل هذا النشاط، وبدأت عملها لخدمة القطاع الإجتماعي والنسوي بتنظيم سوق خيري ومهرجان طبق الخيري، واطلقنا عليها اسم (لجنة المرأة والطفل)، ونحن كمركز نتواصل مع اللجنة وندعم أنشطتها.


موازنة ضئيلة واحتياجات كبيرة

أما بالنسبة للأنشطة الرياضية فلها نصيب الأسد، فشباب القرية مولودون بالفطرة على حب الرياضة، ولذلك نحن ننظم دورة كبيرة هي دورة المملكة للناشئين وهي على كأس رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، والحمد لله، هذه الدورة تقام على مدى 18 عاما ونحن نشكر الأخ سلمان لحمدي لكونه رئيس اللجنة المنظمة، ويبذل جهدا طيبا لإنجاحها.

ويستدرك ليقول :«ومع ذلك، لابد من القول إننا نواجه معوقات كثيرة، فالموازنة ضئيلة وأنشطتنا كثيرة.. نحن لا نمتلك مقرا للمركز والبيت الذي نستأجره حاليا قديم وعملنا له صيانة داخلية كلفتنا الكثير، أما من ناحية الملعب، فهو عبارة عن أرض خاصة لأحد المقيمين في القرية جزاه الله خيرا وهو ما زال متبرعا بها حتى اشعار آخر، ولابد أن نشكر عائلة التاجر على هذا الدعم، لكننا في حاجة الى إنارة الملعب وتسويره واستطعنا بجهود ذاتية من توفير الكابل الكهربي، وطلبنا قبل أيام مضت، في لقائنا مع مدير إدارة المراكز الشبابية بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة محمد القوتي النظر في احتياجاتنا، وللأمانة تلقينا منه الدعم المعنوي والإصرار على العمل لتوفير الاحتياجات، خصوصا إذا ما علمنا أن تطوير الملعب سيتكلف قرابة 10 آلاف دينار بحريني».


المعاناة في موسم الأمطار

ويشارك في الحديث كل من سلمان لحمدي وفيصل شبيب في طرح احتياجات القرية، وعلى رأسها النظر في مشكلة تصريف مياه الأمطار، فشبكة المجاري موجودة لكن القرية تعاني في فترة الشتاء من تكون المستنقعات، ثم هناك حاجة الى تبليط الطرقات ونحن موعودون من وزارة الأشغال منذ العام 2007، ومن المفترض أن الموازنة رصدت للقرية لكنها تأخرت الى الآن ولم نصل الى نتيجة، وقد زارنا وفد من حملة ارتقاء لتشجير القرية وتجميلها ووضع مظلات للطلاب خصوصا في الشتاء ونحن ننتظر بدء العمل في المشروع، أما بالنسبة للخدمات الإسكانية، فهي حاجة رئيسية لأهالي القرية، فهناك أراض كبيرة يمكن استملاك قطعة كبيرة منها، فكما تم استملاك أراضٍ للمدارس، فيمكن النظر في استملاك أرض لمشروع اسكاني يستفيد منه أهالي القرية الذين يتكدس بعضهم من الأسر الكبيرة في بيوت صغيرة متواضعة.

ويعيد لحمدي القول :«ليس لدينا ملعب متكامل، وعلى رغم صغر قريتنا، لكنها تحفل بالكثير من الأنشطة الثقافية والرياضية، وقد نافسنا في البطولات الرياضية واخذنا بطولة بتلكو ولكن ليس لدينا ملعب، ولاعبونا يتجهون للأندية الأخرى التي تستقطبهم، ونحن نريد استملاك أرض للصندوق والمركز والملعب، ولعلنا نفخر بالقول إن جلالة العاهل كان قد لعب في القرية على أيام فريق النجمة الخليفية، كما أن بعض أفراد العائلة المالكة الكريمة يزورون مضاعن القرية قديما منذ أيام المغفور له الشيخ سلمان بن حمد، وهناك حاجة لمقر المركز ليتيح له التوسع في انشطته، أضف الى ذلك حاجتنا الى ساحات شعبية للأطفال أو اقامة حديقة أو متنزه صغير، ونتمنى أن تلتفت لنا الجهات المعنية في الدولة».

ويجمع الأهالي على أن القرية تعاني من مشكلة المنافذ (المداخل والمخارج) وخصوصا في أوقات الذروة في الصباح الباكر ووقت الظهيرة، وتشترك السهلة الشمالية مع قريتي بوقوة وجبلة حبشي في المنفذين فأصبحت المنافذ كعنق الزجاجة، والمطلوب هو أن يتم فتح مخرج من جهة معرض العوضي، وعلى رغم المناشدات، لكن حتى الآن لم يتحرك ساكن.


مشاكل الطلاب والطالبات

ويطرح الأهالي مشكلة مدرسة البنين التي تضم طلبة المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وقد ناقشنا المشكلة مع إدارة المدرسة لإيجاد حلول لمشاكل أخرى ربما تنتج عن مشاكل سلوكية تتطلب عزل طلبة المرحلتين، فطلبة المرحلة الإعدادية كما هو معروف هم في مرحلة مراهقة، ووفق ذلك قد يتعرض طلبة المرحلة الابتدائية الصغار للكثير من المشاكل السلوكية، ونتمنى ألا تغفل إدارة المدرسة هذه المشكلة وتوجد لها حلا، أما بالنسبة لطالبات المرحلة الثانوية، فهن يخرجن من الفجر في منطقة مظلمة لانتظار الحافلات، وهذا وضع مقلق بالنسبة للأهالي الذين هم بصدد تقديم عريضة الى وزارة التربية والتعليم لتنظيم العملية وتوفير حافلات تخدم الخطوط التي تتجه الى مدارس البنات الثانوية.


تطوير مسجد الشيخ عزيز

ولم ينس الأهالي الإشارة الى المطالبة بمشروع تطوير مسجد الشيخ عزيز، وهو معلم إسلامي تاريخي كبير يرتاده أهل البحرين والخليج والكثير من زوار البحرين، وعلى رغم أن فكرة تطوير المشروع مطروحة منذ 10 سنوات، لكن حتى الآن لم نشهد تحركا حقيقيا في ظل المطالبة بالتوسعة وتوفير الخدمات وانشاء جسر مشاة أو نفق لزوار المسجد لحمايتهم من أخطار الحوادث المرورية التي تقع بصفة مستمرة، وفي العام 2005 تم تصميم المشروع للمسجد، وكانت هناك فكرة لاستملاك قطعة أرض قريبة من المسجد بالقرب من الجامعة.


المقبرة ومأتم بن شبيب

وختاما، ينتظر الأهالي تحركا فاعلا لتطوير وتوسعة المقبرة التي تخدم القريتين، والخيارات لاستملاك أراض قريبة أمر متاح، ثم يلفت الأهالي النظر الى مشروع تجديد مأتم بن شبيب الذي توقف العمل فيه بسبب الحاجة الى استقدام حرفيين للزخرفة والرسم على البلاط، لكن حتى الآن لم يتم السماح بإصدار تأشيرة لاستقدام أولئك الفنيين ما يعطل العمل في مشروع تجديد المأتم فالعمل متوقف في هذه الفترة، ونتمنى من المسئولين بوزارة العدل والشئون الإسلامية التحرك لحل المشكلة.

العدد 2703 - الجمعة 29 يناير 2010م الموافق 14 صفر 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:10 ص

      السامرائي

      اول تعديل في السهلة هو هدم المسجد الذي في الشارع لأنه يسبب ارباك وازدحام والصلاة فية نادرة ولا توجد فيه صلاة الجماعة لكي يتم الحفاظ عليه ترك الارهاب الذي راح ضحيتة مفروشات عبدالجبار الكوهجي في التسيعنات واذا تم فعل الشيئين اتى الخير على المنطقة كلها.

    • زائر 1 | 12:40 ص

      مساكين القرى وأهلها..!

      ترى الفرق واضحاً بين عراد وقرى المحرق وغيرها من الواجهات الأمامية وبين القرى في الوسطى والشمالية والتي تناسوها تماما ولعل هناك أسباب لايريد أي منا التطرق اليها أرجو من المسئولين أن يكونوا مسئولين ولو لبضعة أيام.

اقرأ ايضاً