تبدو مغامرة ديفيد بيكهام في نادي لوس انجليس جالاكسي الذي يلعب في الدوري الاميركي الاول لكرة القدم، والتي حظيت بصخب شديد وكان من المفترض ان تمتد لخمس سنوات وبدأت بتوقعات كبيرة في يونيو/ حزيران 2007، انها مقدر لها ان تنتهي بطريقة حزينة بعد موسمين فقط.

وانضم لاعب وسط منتخب انجلترا الى لوس انجليس جالاكسي من ريال مدريد الاسباني في صفقة بلغت قيمتها نحو 250 مليون دولار ضمن خطة لرفع مستوى كرة القدم في الولايات المتحدة الى مستوى جديد.

وبيكهام واحد من أكثر الوجوه الرياضية رواجا وتجسدت الحماسة التي تصاحبه عندما قدم لمشجعي النادي وضيوف الرعاة بمقر لوس انجليس جالاكسي في هوم ديبوت سنتر.

وقال بيكهام عند تقديمه لمشجعي لوس انجليس جالاكسي: «الانتقال لدولة أخرى في الجانب الآخر من العالم شيء أتطلع اليه».

وأضاف «أعتقد ان كرة القدم في الولايات المتحدة بامكانها ان تصبح كبيرة مثل اي مكان في العالم، وانا أشعر بالفخر كوني جزءا من ذلك في المواسم الخمسة المقبلة».

وبعد موسمين متواضعين من ذلك التاريخ يضع بيكهام نصب عينيه الانتقال بشكل نهائي الى ايطاليا، إذ انضم الى نادي ميلان لمدة شهرين على سبيل الاعارة ليعزز حظوظه في المشاركة مع منتخب انجلترا في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا.

وبعد ان احرز 5 اهداف فقط في 30 مباراة مع لوس انجليس جالاكسي منذ انتقاله للدوري الاميركي لكرة القدم تذكر بيكهام ماذا يعني لعب كرة القدم على أعلى المستويات.

وانغمس بيكهام قائد منتخب انجلترا السابق وصاحب الموهبة ذائعة الصيت في تنفيذ الركلات الثابتة في كرة القدم بالولايات المتحدة البعيدة نسبيا عن المستويات العالية ويحاط بلاعبين عاديين بين صفوف فريق متعثر.

والنقيض تماما موجود في دوري الدرجة الأولى الايطالي.

ومنذ انضمامه الى ميلان على سبيل الاعارة خلال فترة توقف الدوري الاميركي قبل انطلاق الموسم الجديد أحرز بيكهام هدفين في أول 5 مباريات وبدا متوهجا برفقة لاعبين من الصف الأول عالميا.

وقال بيكهام لصحيفة كورييري ديلا سيرا الأسبوع الماضي: «كنت أعلم اني سأستمتع بوقتي هنا لكن ليس الى هذا الحد. امكان اللعب بين صفوف ميلان شيء استثنائي».

وأضاف «الكل بذل ما في وسعه كي لا أشعر بأية صعوبات. لقد تم الترحيب بي جيدا جدا».

وأشار بيكهام ايضا الى خيبة الأمل المتزايدة التي واجهها من خلال لعبه بين صفوف جالاكسي.

وقال اللاعب الانجليزي: «بطولة الدوري الاميركي ما زالت شابة. اعتقد ان امامها 10 سنوات اخرى كي تقارع البطولات الكبرى. يجب ان اعترف بذلك فبالنظر الى لعبي في اوروبا من قبل ففي بعض الأحيان يكون من المحبط المشاركة في مباريات معينة».

وأظهر بيكهام بشكل واضح رغبته في الانتقال الى ميلان خلال الأسابيع القليلة الماضية لكنه تحدث بشكل علني حول ذلك يوم الأربعاء الماضي فقط.

وقال بيكهام بعد مباراة ودية بين ميلان ورينجرز الاسكتلندي باستاد ايبروكس: «ابديت رغبتي الان في البقاء بين صفوف ميلان وأتمنى ان ينجح الناديان في الوصول لاتفاق».

وأضاف «هدفي الاساسي هو البقاء في هذا النادي واستمتع باللعب هنا في أعلى المستويات وذلك سيمنحني فرصة أكبر (في المشاركة بنهائيات كأس العالم 2010».

وعلى رغم ان ميلان لم يقدم حتى الان عرضا لضم بيكهام بصفة نهائية فإن محاميي الناديين يبحثون الان افضل السبل لتحقيق رغبة اللاعب.

وقال مدرب لوس انجليس جالاكسي بروس ارينا يوم الخميس ان رغبة بيكهام في الانتقال الى ميلان بصفة نهائية سيتم التعامل معها وفقا لمصلحة النادي من أجل تفادي اي تشتيت لتركيزه قبل انطلاق الموسم الجديد.

ويخاطر بيكهام بشدة بسمعته الجيدة عن طريق قيامه بوضع مصلحته الشخصية ومسيرته الدولية المقبلة فوق الوعود التي قدمها الى جالاكسي وكرة القدم في الولايات المتحدة قبل 18 شهرا.

وربما يندم اللاعب الانجليزي الدولي على ترك كرة القدم الاوروبية مبكرا للانتقال الى الولايات المتحدة لكن رحيله السابق لأوانه عن صفوف جالاكسي من الممكن ان يضع تجربته الاميركية في خانة الفشل