العدد 500 - الأحد 18 يناير 2004م الموافق 25 ذي القعدة 1424هـ

ردا على مقال العباسي: معا لتكون البيئة هي الرابح الأول

خولة المهندي comments [at] alwasatnews.com

رئيسة جمعية اصدقاء البيئة

إننا لا نود تسييس الجمعية أو تحويلها إلى حزب له مؤيدون ومعارضون بل نرجو أن تحظى أهداف الجمعية بتأييد ودعم الجميع لنضمن تحقق حماية البيئة، ولذلك نعرض قضايانا لتبني لدى جميع القوى الشعبية ونتعاون بشكل مستمر مع الجهات الحكومية، نوضح الضرر والبدائل ونتحدث مع الأجهزة التنفيذية والتشريعية ومؤسسات المجتمع المدني بذات الانفتاح والشفافية والوضوح لأننا نتحدث في شأن عام بحاجة إلى تفهم ودعم الجميع وفائدته تعود على الجميع. وأردنا أن نؤكد أننا نسعد لإيمان كتاب الشأن العام البحرينيين بنا كمؤسسة بيئية تطوعية تسعى للدفاع عن قضايا البيئة وإبراز أهميتها ودفع الجميع باتجاه العمل لتحسين الأوضاع البيئية ولكننا لا نطمح ولانسعى إلى تكوين حزب سياسي أو كتلة برلمانية للبيئة. وكم أسعدنا تصويت المجلس النيابي بغالبيته على مناقشة قضية الحزام الأخضر بشكل مستعجل في جلسة الثلثاء الأخضر في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ولكن عندما ذكرنا الأخ الكاتب عبدالله العباسي تساءلنا: «أهو يمدحنا أم يلومنا؟»، فالحرية والدفاع عن الحرية ربما يصنعان الأبطال أما «تقديم الحرية» على النحو الذي ألمح له العباسي فلا أعرف كيف يصنع أبطالا إلا إذا كان الأخ الكاتب يستخدم الأبطال بمعنى تهكمي.

الأبطال وحديث الأبطال ليس مما أجد فيه ما يستدعي الرد على كل حال، ولكن قضية «الدفاع عن الأشجار الميتة» و«استفزاز الجهات المسئولة» اللذين ذكرهما الأخ من دون أي مبرر هما ما لزم الرد عليه.

أخي الفاضل...لا يخفى عليكم ضرورة القراءة في القضايا «قيد الانتقاد» قبل الإعلان عن انتقاداتكم لها في أعمدتكم وبما أن الكتابة في هذه الأعمدة مما منحته لكم الحرية، فأولى بكم أن تصونوا هذه الحرية بالتحري قبل الانطلاق... أشجار ميتة أصلا منذ سنوات طويلة؟

أرجو أن تسمح لنا بتعريفكم بالمنطقة التي نتحدث عنها، وهل تعرف المقصود بالحفاظ على الأراضي الزراعية من التجريف؟ ولماذا تبنينا هذه القضية كجمعية بيئية تأسست بأيد شابة ملؤها حب هذا الوطن بهدف حماية البيئة ورفضت أي نوع من التسييس وربأت بكيانها عن الاستفزازات والصراعات لأجل هدف أسمى؟

إذا كان اقتلاع نخلة يعني قتل شجرة من الممكن أن تحيا لخمسين سنة قادمة فإن تجريف الأراضي الزراعية وتحويلها إلى وحدات سكنية أو مشروعات صناعية يعني خسارة مئات الأشجار التي يمكن لهذه الأرض دعمها في الحاضر والمستقبل وكشف رئة البحرين أمام تلوث الهواء الآن وفي المستقبل وما يترتب عليه من زيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، الجلد، الجهاز العصبي وأمراض الحساسية وغيرها.

نحن لا نطالب بالإبقاء على أرض مهملة كما هي تموت فيها نخلة كلما عجزت عن مقاومة العطش والحصار المفروض عليها منذ سنوات (تماما كما فعل بالشعب العراقي الشقيق)، بل نحن ندافع عن قضيتين، الأولى احترام القوانين والتشريعات البيئية ووقف مباركة عمليات التحايل عليها، والثانية أهمية وجود حزام زراعي أخضر كحائط صد طبيعي للبحرين ضد تلوث الهواء وكمتنسم لأهل هذا البلد الطيب الذي يجري بسرعة كبيرة نحو التنمية الصناعية والسياحية والاستثمارية بصورة باتت تبعث على القلق وتحتم قيام استراتيجية واضحة وقوية لحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية وفق مبادئ التنمية المستدامة.

وها قد تكررت الدعوة لتحويل الجمعية إلى حزب سياسي على يد كاتب آخر، والذي نشكر له دعوته للاعتراف بحق جمعية أصدقاء البيئة وضرورة السعي لدعمها، ونحن بحق نعد ما كتبه وما كتبته عنا «الوسط» في أكثر من موقع دعما لعمل الجمعية وتعريفا بالقضايا التي ندافع عنها. أما التحول إلى قوة سياسية فذلك ما لا نرجوه، ولكن نتمنى أن نحصل على تقدير جميع القوى السياسية ومؤسسات الدولة الحكومية والخاصة والمجتمع بمؤسساته المدنية وجميع أطيافه لتكون البيئة هي الرابحة في النهاية ولتجد قضايا البيئة صداها لدى الجميع وتصل المشكلات البيئية إلى حلول حقيقية بتعاون الجميع وتحمل كل لمسئوليته

إقرأ أيضا لـ "خولة المهندي"

العدد 500 - الأحد 18 يناير 2004م الموافق 25 ذي القعدة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:00 ص

      وعي بعدم تسييس العمل البيئي منذ أكثر من عشر سنوات. بالفعل عدم التسيير أساسي لنجاح العمل البيئي .

اقرأ ايضاً