العدد 2348 - الأحد 08 فبراير 2009م الموافق 12 صفر 1430هـ

رواج «الأكياس القماشية» الصديقة للبيئة بدلا من البلاستيكية

عكفت بعض المحلات والمجمعات التجارية الكبرى على استبدال الأكياس البلاستيكية (النايلون) بأكياس قماشية وورقية قابلة للتحلل وصديقة للبيئة، وذلك في صدد تفاقم تحذيرات البيئيين والكيميائيين وارتفاع مستوى الوعي والثقافة بمخاطر الأكياس البلاستيكية على البيئة الذي يحتاج من 100 إلى 200 عام حتى تتحلل.

ومع قلة الوعي البيئي وانعدام مفهوم المحافظة على البيئة فإن نسب استهلاك الأكياس البلاستكية باتت تؤثر بشكل سلبي على البيئة، في الوقت الذي طالبت فيه عدد من الجمعيات والدراسات البيئية مسبقا باستخدام بدائل عن أكياس النايلون وخصوصا مع تزايد نسبة استخدام هذا النوع من الأكياس.

ويجد الخبراء في مجال حماية البيئة في حمل الكيس البلاستيكي، صغر حجمه أو كبر، حيازة لمواد تهدد سلامة البيئة، كما يعدون تداول هذا النوع من الأكياس سلوكا إنسانيا يسعى إلى تبديد الطاقة على كوكب الأرض.

وفي استعراض سريع لدورة حياة الكيس البلاستيكي إن جاز التعبير وفقا لدراسات بيئية تناقلتها وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، سيتضح أنه لا تنتهي إلى «فناء» الكيس، ولكنها قد تؤدي إلى هلاك كائنات أخرى تعيش على هذا الكوكب، لا تدرك معنى لموسم التخفيضات، ولم يسبق لها أن قصدت محلا تجاريا.

ويتميز البلاستيك عن غيره من مواد التعبئة الأخرى، كالورق أو المنسوجات، بقدرته على الصمود في الظروف الجوية المختلفة، كما أنه رخيص الثمن، ويسهل تشكيله، ولا يحتاج إلى تكنولوجيات إنتاج معقدة، فضلا عن خفة وزنه ما يجعل عمليات نقله غير مكلفة. ولكن في المقابل، فإن للبلاستيك تأثيرات خطيرة على صحة الإنسان والبيئة، حيث يتسبب في الإضرار بالتربة الزراعية والكائنات البحرية، كما تؤثر الغازات «السامة» الناتجة عن حرق البلاستيك سلبيا على طبقة الأوزون، مما يساعد في تفاقم مشكلات التغيرات المناخية.

ووفقا لعضو جمعية الكيمائيين سعيد العلوي، فإن تعريف «النايلون» بصورة عامة هو عبارة عن جزئيات طويلة ومتكررة ومتصلة مع بعضها التي يكون تحللها صعبا وغير ممكن، إلى جانب أنها تعتبر كتلة غير قادرة على التحلل، إذ إنها عبارة عن مادة كيمائية ميتة موجودة في هذه الخيوط وهذه المادة هي بالذات التي تؤثر كثيرا من ناحية الأضرار الكيميائية التي تنتج منها. وبشأن الأضرار البيئية، فإنها لطالما هي كتلة غير قادرة على التحلل لذا فإن الكميات التي تدفن في الأرض تؤدي إلى تكون كتل في الأرض لا يمكن أن تتحلل لمدة 100 أو 200 سنة من ما يجعلها تتراكم مع بعضها.

وعن تقدير نسبة الأضرار البيئية الناجمة عن استخدام الأكياس، أوضح العلوي أنه «لا يمكن أن نقدرها بنسبة معينة ولكن لو يتخيل الفرد أن كل عائلة متكونة من 4 أشخاص تذهب مرتين في الأسبوع إلى البرادة ويشترون 5 أكياس بلاستيكية في الأسبوع فأن الناتج 10 وفي الشهر 40. لذ فإنه لو اعتقدنا بأن هناك نصف مليون عائلة عدد أفرداها 4 وتستهلك 40 كيسا في الشهر فأن الناتج السنوي يكون 20 مليون كيس، ولو كل كيس له وزن 10 غرامات في السنة فإن الناتج 200 طن من الأكياس، وهذا فقط أكياس البرادات التي تذهب إلى الدفان بعد الانتهاء منها». وفيما يتعلق بالدور التوعوي والثقافي لدى المواطنين تجاه هذا الموضوع، فإن المحلات والبرادات يعتبرون العنصر الرئيسي، فإن خفض معدل استهلاكهم لهذا النوع من الأكياس إلى الزبائن والاستعاضة بالأكياس الصديقة للبيئة سيخفف الأضرار البيئية.

وأكد العلوي أن «تجارب الدول كبريطانيا وإيطاليا في تصنيع أي مادة بلاستيكية تكون عن طريق وجود شرط بأن تكون قابلة للتحلل كالفلين وهي عملية سهلة إلا أنه أحيانا تكون الكلفة التشغيلية مكلفة، غير أنه مع مقارنتها مع المضار البيئة التي يمكن أن تنتج نتيجة لاستخدام مواد غير قابلة لتتحل فأنها تكون أسهل».

العدد 2348 - الأحد 08 فبراير 2009م الموافق 12 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً