العدد 2350 - الثلثاء 10 فبراير 2009م الموافق 14 صفر 1430هـ

خليج توبلي... مع السلامة!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

كثرت التصريحات بشأن خليج توبلي، وكثر اللف والدوران في مسألة تنظيفه من المخلفات ومياه المجاري... شخصيا أنصح كل غيور على هذا الخليج، أو كل بحّار له ذكريات جميلة في مياه هذا الخليج، أن يأخذ معه أبناءه في سيارته ويلتقط صورا جماعية مع الخليج فهو راحل لا محالة.

ومن تجربة شخصية، ونظرا لكوني من هواة طيور الزينة، كان لدي طير كناري وسافرت عنه لمدة أسبوعين، وتركته في عهدة أخي الصغير وعندما رجعت، وجدت أن إناء الماء ينضح بأوساخ كالمجاري بل تفوح منه رائحة المجاري، لأنه وبكل اختصار يغير الماء من دون تنظيف الإناء، وحاولت مرة ومرتين تنظيف الإناء لإزالة رائحة المجاري الكريهة وكل مرة أغير الماء أرجع له وفي نفس اليوم برائحة المجاري!

هذه التجربة البسيطة جدا، لو طبقت على خليج توبلي الذي لم تتحرك مياهه منذ أمد ليس بقليل، ولا يتم تنظيف مياهه أو تغييرها ولا يزيد عليها سوى مياه المجاري التي تصب فيه يوميا، يا ترى ما النتيجة؟ النتيجة أن نشم عندما نمر على الخليج روائح كالجيف لا يتقبلها أنف حتى الحيوانات، بل إن الطيور التي تهاجر إلى الخليج لم تعد تستحمل الوضع وهاجرت منه من غير عودة، فمن يرغب يا ترى في العيش وسط المجاري، ولن نستغرب حين نرى الصراصير هي التي ستستوطن الخليج، وحتى «الوزغ» ستترفع عن العيش فيه!

نسمع دائما عن تنظيف خليج توبلي، وعن الجهود الوزارية لتنظيف الخليج، وكل ذلك مجرد حديث لا يغني ولا يسمن، وما يجري هو أن الخليج انتهى منذ مدة طويلة، ودعونا من الترهات والحديث عن وجود الأسماك والحياة البحرية والمائية، فلو رمينا بعض «الحراسين» في بالوعة فإنها لن تمانع من العيش على فتاتها، وسينمو على جوانبها (البالوعة) بعض الحشائش، وهو وضع شبيه بما يحدث في خليج توبلي.

وبالنسبة إلى جسر سترة، وما قيل عن أنه أفسد ما بقى من الخليج فهو مجرد كلام مجروح لا يقدر إلا عن التعبير عما يختلق في خواطره، ولم يقم مشروع جسر سترة الجديد بالقضاء على الخليج فالميت لن تضره الطعنات والتمثيل بجثته! وبدل أن يترك الخليج بهذه الصورة الموجعة الحزينة فإن تحويله إلى مشروع إسكاني أفضل بكثير من تركه بهذه الطريقة لكي لا يتحول إلى صفحات النسيان وكم هي كثيرة في تاريخ البحرين، وبقدرة قادر يشفطه هامور من الهوامير المتربصة، وكم هي كثيرة!

وبدل الدعوات التي تطلق من جهات رسمية تارة، وشعبية تارة أخرى لتنظيف خليج توبلي وتخليص مياهه من الملوثات، فإنا نرى إطلاق دعوات بنفس الرسميات والقوة لتنظيف بعض الكراسي الحكومية من الفساد أفضل بكثير، ونخاف أن يكون المنادي في الحالتين كمن يبح صوته من الصراخ في الخرائب! مع السلامة خليج توبلي.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 2350 - الثلثاء 10 فبراير 2009م الموافق 14 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً