العدد 534 - السبت 21 فبراير 2004م الموافق 29 ذي الحجة 1424هـ

الرباط الواجب

عباس سلمان Abbas.salman [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الأسبوع الماضي احتضنت البحرين اجتماعات اللجنة المشتركة مع المغرب الواقعة على المحيط الأطلسي في أقصى غرب العالم العربي والتي تبعد أكثر من 5500 كيلومتر وهذا الأسبوع تستقبل اللجنة المشتركة مع قطر في أقصى شرق العالم العربي والتي لا تبعد سوى نحو 30 كيلومترا عن المملكة وقبل ذلك مع تونس وكل هذا من أجل هدف واحد هو التعاون العربي - العربي لمصلحة شعب طالما دعا وحلم بأن تتوحد الجهود السياسية والاقتصادية من أجل رفعة وعزة خير أمة وجدت على وجه الأرض منذ أن خلقها الله. فالرباط الواجب بين المغرب والبحرين هو نفسه بين قطر والبحرين بل إنني أجزم بأن رباط القربى مع قطر هو أكثر وأقوى رباط يجمع بين بلدين صغيرين طالما عانيا من الفرقة بسبب أو بغير سبب وأن هذه القربى هي أحد أسباب الدعوة إلى تقوية عرى المحبة. و«الأقربون أولى بالمعروف».

وقد استغل أعداء الأمة العربية - ولايزالون كذلك - انشغالها بالصراع التافه على الحدود والسلطة المركزية من أجل زيادة فرقتها وتمزيقها لاستغلالها وحتى لا يجتمع شملها وتصبح قوة يحسب حسابها اقتصاديا وسياسيا.

نقول مرحبا بالأشقاء على أرض المملكة الطيبة وطابت الأرض التي فيها نزلتم فأنتم بين إخوانكم وأهلكم وهم يتمنون أن يروا دولتي قطر والبحرين شعبا واحدا لا شعبين فكما مدت المملكة العربية السعودية يدها ومالها لبناء أكبر جسر في المنطقة من أجل ترسيخ التعاون بين الشعبين نتمنى أن يأتي اليوم الذي تمتد فيه اليد لبناء جسر المحبة لكي يتواصل الشعب الواحد ولا أقول شعبين لأننا نعتبر أن الحدود صنعها الاستعمار ولم تكن موجودة أبدا بين الشعوب.

نريد جسر المحبة ونريد فتح الحدود ونريد الاستغلال الموحد للطاقات المتوافرة والمدفونة بين البلدين. فهناك مجالات كثيرة يمكن استغلالها اقتصاديا وتجاريا وسياحيا وكل ذلك يحتاج فقط إلى نية صادقة وعمل صالح من الجانبين وأعتقد أن البحرين مدت يدها وطوت خلافات الماضي إلى غير رجعة وعلى الأخوة في الجانب الآخر هضم ما تبقى وفتح صفحة ناصعة البياض من أجل خدمة الأهداف النبيلة التي طالما حلمنا بها. فالرباط واجب عودته إلى سابق عهده بل إلى أفضل من ذلك وكلنا أمل في أن البلدين سيتخطيان ما قد تبقى من شوك مصطنع ليعبرا بشعبي البلدين إلى بر الأمان في مركبة واحدة في رحلة تستغرق 30 دقيقة بين المنامة والدوحة تقطعها حاليا الطائرة. نقولها بكل صراحة لا تخيبوا آمال شعبكم الواحد ومن سار على الطريق وصل

العدد 534 - السبت 21 فبراير 2004م الموافق 29 ذي الحجة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً