العدد 537 - الثلثاء 24 فبراير 2004م الموافق 03 محرم 1425هـ

الحسين والأوقاف الجعفرية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

نتعلم من الحسين كيف نصبح انسانيين، نقدر الانسان بما هو انسان مادام يلتقي معنا في القواسم المشتركة التي منها البعد الانساني. فالحسين لا يؤمن بالجذر أو العرق فما كانت ثورة الحسين في يوم من الايام ثورة شوفينية أو مذهبية أو خاصة بالمسلمين تماما كما قال الشاعر:

وضعناك في الاعناق حرزا وانما

خلقت لان تمضي حساما فتسرعُ

وضعناك من دمع وتلك نفوسنا

نصورها لا انت انك ارفعُ

انسانية الحسين جعلته يبكي لقاتليه لانهم سيتورطون بذبحه وسيدخلون النار بسببه. الحسين بكى يوم العاشر على قاتليه واعلن مأتما وحدادا على هؤلاء الاعداء إذ يقودون انفسهم إلى النهاية المظلمة في الدنيا والآخرة. قالت له أخته زينب (ع): اخي يا حسين، مالي ارى الدموع في عينيك. فأجابها (ع): ابكي لهؤلاء القوم سيدخلون النار بسبب قتلي!

ويصور هذا الموقف الشاعر المسيحي بولس سلامة اذ يقول:

مأتم القاتلين لا مأتم القتلى يسيرون للخلود عُجالى

حركة الحسين كانت من اجل خلق واقع افضل للأمة، وتحرك من اجل أن يكون للناس دور في صوغ القرار السياسي، ومن اجل ان توزع الثروة بطريقة عادلة... اذا هي ثورة الخبز، وحركة احتجاج مجتمعية وطريقة في الاحتجاج لاجل خلق واقع اقتصادي متوازن من خلاله تلغى الطبقية. لذلك يجب ان نجعل من موسم عاشوراء موسما اقتصاديا وذلك باستثمار التبرعات فلو اننا قمنا بانشاء صندوق حسيني تجمع من خلاله التبرعات في مواسم عاشوراء للفقراء أو المحتاجين أو اليتامى مع ترشيد الانفاق في الأموال التي تصرف على الولائم لاستطعنا ان نوفر أموالا طائلة لصالح الفقراء، وليست هذه دعوة إلى إلغاء الولائم إذ هي جزء من الكرم العاشورائي ولكن ما ادعو إليه هو ترشيد الانفاق.

التاريخ يذكر انه عندما اراد جعفر البرمكي الزواج من امرأة كانت تسمى «العباسة» ذبح ولائم كبيرة، وانفق الآلاف على طعام الزفاف... طبخوا، اكلوا، فاض الطعام واخرج بعد عدة ايام واذا هو جبل، تغذت منه الطيور والحيوانات، تعفن باقيه في المدينة، واخذ يهدد صحة الناس وسلامتهم ما اضطرهم إلى استئجار جماعة لازالته. كان بامكان جعفر ان ينفق 1000 دينار ويفي بالغرض ويبقي 4000 دينار لصالح المجتمع وفقراء المدينة.

أنا اقرأ شعر السيدحيدر الحلي قراءة أخرى حينما يقول:

أفَلَطْما بالراحتين فهلاّ

بسيوف لا تتقيها الدروعُ

السيوف هنا عنوان القوة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. ولا أريد أن أحمّل البيت الشعري أكثر مما يحتمل، ولكن باعتقادي إنه يختزل مضمون القوة.

نستطيع من موسم كربلاء ان نوصل صوت الحسين بطريقة حضارية وانسانية وحوارية. الحسين حاور من ارادوا قتله حتى آخر اللحظات، الحسين كان شموليا والدليل ان العبيد التحقوا به وقتل العبد جون معه فلا عنصرية ولا طائفية... الحسين كان يعطي بثورته ابعادا حضارية وهذا ما يجب ان ينعكس على مواسمنا العاشورائية... يجب ان ينعكس على مواقفنا بالوحدة الاسلامية، وان ينعكس على سلوكنا... بألا نلقي العلب وما نأكله في الشارع... يجب ان تزداد شوارع المنامة في الايام المقبلة لمعانا ونظافة وترتيبا وبذلك نصبح زينا على الحسين ونعطي صورة حضارية لابناء ومحبي الحسين. الترتيبات في السنوات الأخيرة كانت تعيش حالا من التحضر ونتمنى ان تستمر وتزيد. ويشكل المرسم الحسيني اضاءة جديدة في مواسمنا، وكذلك التبرع بالدم، وطبعا نقدم شكرنا إلى جلالة الملك لمبادرته الخيرة في احياء هذه المراسم عبر الدعم المتواصل ما يعكس حرصه الشديد على ترسيخ الوحدة الوطنية.

وثائق:

- بتاريخ 1 ديسمبر/ كانون الأول 2003 ارسل مدير الاوقاف إلى رئيس الاوقاف مذكرة تتضمن قائمة تشمل المتخلفين عن الدفع وتتمثل في مديونيتها للإدارة بسبب تراكم استئجاراتهم، وفي القائمة عضوان حاليان.

- الأول متأجّر لـ 6 دكاكين + عمارة شقق + دكان ومجموع المبالغ المتخلفة على هذا العضو «احد عشر الفا ومئة وعشرون دينارا».

العضو الثاني: أرض مزرعة دواجن + أرض زراعية + أرض زراعية أخرى + دكان. مجموع المبالغ المتخلفة «اربعة آلاف ومئة وتسعون دينارا». مدة التخلف في بعضها سنة كاملة.

والسؤال للعضو الأول: كيف تقوم بالاستفادة من استئجار وقفيات على رغم ان ذلك مخالف للقانون؟ وكيف قبل مجلس الإدارة (السابق والحالي) بذلك؟ واذا كان الاعضاء لا يدفعون المستحقات طيلة هذه المدة فكيف بالناس العاديين؟

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 537 - الثلثاء 24 فبراير 2004م الموافق 03 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً