العدد 2351 - الأربعاء 11 فبراير 2009م الموافق 15 صفر 1430هـ

التنجيم... علم المستقبل

«ما برجك؟» عندما طرح هذا السؤال ذات مرة على المخرج السينمائي المعروف أوتو بريمنجر أجاب مازحا «أنا من برج أولئك الذين لا يثيرون المشكلات»، ولم يستطع العلم الحديث أن يثبت ما إذا كان مواليد برج القوس مثل أوتو بريمنجر هم الأذكى والأكثر قدرة على الخلق والإبداع أم مواليد برج آخر؟

في هذه الأثناء بدأ العلماء والباحثون في بريطانيا يسعون إلى معرفة ما إذا كانت هناك علاقة سببيه ما بين مزاج الإنسان ومواقع الأجرام السماوية وفي الوقت نفسه فإن بعض علماء التنجيم والفلك بدأوا يطالبون بضرورة إدراج هذين الاختصاصين في الجامعات من أجل معرفة دورهما الكبير في تاريخ العلوم والدين والفنون.

فقد أنشأ أستاذ وأكاديمي متخصص في علم النفس الاجتماعي في جامعة (ساوثمبتون) وهو كرستوفر باغلي، مركز علم الفلك بتمويل قدره 21 ألف دولار من مشروع صوفيا الذي تشرف عليه إحدى نساء الأعمال الثريات.

والطريف أن هذا المركز يسعى إلى دحض تلك الفكرة التي تقول إن علم الفلك يشكل حياة الناس ويحدد أنماط شخصياتهم وسيكولوجياتهم ويعتبر كثير من العلماء أن علم الفلك ليس بالعلم، ويؤيد باغلي هذا القرار الذي صدر في القرن السابع عشر بمنع تدريسه في الجامعات، لكنهم عبروا عن سخطهم من احتمال عودته ثانية إلى التدريس بالأوساط الأكاديمية الجامعية.

ويقول أستاذ العلوم في جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة ريتشار دوكينيس: إن علم التنجيم أشبه ما يكون بقصص الأطفال الخيالية وإن للجامعات اهتمامات أخرى أكثر أهمية تنفق عليها أموالها ووقتها وجهدها عن إهدارها على دراسة مادة هي للخيال أقرب منها إلى الواقع وينطبق ذلك أيضا على علم الفلك.

أما الأكاديميون الآخرون فقد تباينت آراؤهم، فقال بعضهم إن الناس يتعاملون مع التنجيم والفلك ويستمدون منهما المعاني عبر الإسقاط تماما، كما يتعاملون مع الشعر والفن والموسيقي.

أما أستاذ التربية في جامعة ليفربول آلان سميثون فقد قال: «إن التنجيم ليس جزءا من الواقع الذي يمكن لنا أن نتلمسه ونتحقق منه».

أما الفلكية والمنجمة بات هاريس الحاصلة على درجة الماجستير في علم النفس الصحافي، تحاول أن تحدد ما إذا كان يمكن تحسين نسبة نجاح تجارب أطفال الأنابيب عبر التدقيق أكثر في توقيتها مع حركة النجوم والكواكب، وقد طرحت السؤال التالي: «هل يمكن للعوامل الفلكية الخارجية أن تؤثر في فرص الحمل بقدر تأثير العوامل النفسية والعاطفية؟» وتقول هاريس: إن كوكب زحل قد اقترن دائما بالعقم وعدم القدرة على الإنجاب على عكس كوكب المشتري الذي يقترن بكثرة الحمل والإنجاب.

وتقوم هاريس حاليا بإجراء استطلاع ميداني يشمل أكثر من 1500 امرأة في دراستها لهذه القضية وهي تستعد لنشر النتائج التي حصلت عليها.

أما الباحثون الآخرون في جامعة ساوثمبتون فهم يعكفون حاليا على دراسة إمكانية وجود علاقة ما بين الإدمان على المسكرات والمخدرات ومواقع كوكب المشتري عند ولادة شخص ما، إضافة إلى انحراف الفتيات وسقوطهن في الدعارة في بلاد تربط مفاهيم الخير والشر كثيرا بحركة النجوم في السماء.

إن مشروع صوفيا يهدف إلى فرض احترام علم الفلك والتنجيم كاختصاص محترم ومعترف به في الأوساط الأكاديمية الواسعة في الجامعات البريطانية وهناك خطط ومشاريع ستُعلن قريبا وتتعلق بمصادر تمويل إضافية من أجل تنمية الدراسة الأكاديمية لعلم الفلك.

أما في فرنسا فإن أكبر منجمة وهي إيزابيث تسييه التي كانت مقربة جدا من الرئيس الفرنسي السابق تحلم بإنشاء كرسي خاص في الجامعات الفرنسية من أجل تدريس علم الفلك والتنجيم، وخاصة في جامعة السربون العريقة.

ويعتبر معهد كيبلر لفنون التنجيم والعلوم المؤسسة الجامعية الغربية الوحيدة التي تمنح شهادة في علم التنجيم ويوجد مقرها في سياتل بالولايات المتحدة، ويعتبر البعض أن علم الفلك والتنجيم ينتظره مستقبل مشرق، وخصوصا في ظل ما يحدث الآن في العالم.

العدد 2351 - الأربعاء 11 فبراير 2009م الموافق 15 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً