العدد 538 - الأربعاء 25 فبراير 2004م الموافق 04 محرم 1425هـ

العصفور والذوادي: لن نراقب «الأخ الأكبر» إلا بشروط

«الوسط» تزور الموقع في جزر أمواج

جزر أمواج - عقيل ميرزا، الوسط - تمام أبوصافي 

25 فبراير 2004

قال قاضيا محكمتي الاستئناف العليا الشرعية بدائرتيه الجعفرية والسنية الشيخ محسن العصفور والشيخ جاسم الذوادي إنهما لن يشرفا على مراقبة برنامج الرئيس (الأخ الأكبر) إلا بعد موافقة إدارة البرنامج على عدد من الشروط «أهمها التزام البرنامج بدين وعادات وتقاليد البلد التي يقام فيها المشروع، ومن بينها ارتداء الحجاب».

جاء ذلك خلال زيارتهما استوديو تسجيل البرنامج في جزر أمواج بصحبة «الوسط» وذلك بدعوة وجهتها إليهما محطة «إم. بي. سي» لتقديم شرح مفصل عن البرنامج إذ عرضت المحطة على القاضيين مراقبة المشروع.

وفي الوقت الذي أبدى فيه العصفور والذوادي استعدادهما لمراقبة البرنامج رفضا أن يكونا واجهة شكلية لتمرير البرنامج، وأكدا أنهما سيضعان البرنامج على المحك الشرعي.

وقال العصفور في تصريح لـ «الوسط»: «إن البرنامج بصورته الحالية تقليعة إعلامية غربية بحاجة إلى تعديل جوهري لتتناسب مع عادات وقيم وتقاليد هذا البلد».

وأثنى العصفور على تجاوب القائمين مع فكرة «التعديل» مشيرا إلى «أنه من الصعب التفريط بالمردود الاقتصادي للبلد من خلال توظيف 200 مواطن ومن الصعب التفريط بالامكانات التقنية والبشرية المستثمرة في البرنامج».

وعلى صعيد متصل اعلن نواب في المجلس الوطني ان برنامج «الأخ الأكبر» لا يستحق كل هذه الضجة التي تثار من حوله واكدوا انهم ليسوا مع استجواب وزير من اجل برنامج تلفزيوني.

ومن جهته، قال النائب الثاني لمجلس النواب عادل المعاودة ان طلب استجواب وزير الإعلام البحريني نبيل الحمر دخل إلى القنوات الرسمية بحسب الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات. وفي سؤال عما إذا كانت الضجة التي أثارها بعض النواب اساءت إلى البحرين وخصوصا في الجانب الاقتصادي قال المعاودة: اذا كان الاقتصاد يهتز بحرية التعبير من قبل الناس وإظهار مشاعرهم بالطرق الرسمية المعهودة فإذ هذا ليس بالاقتصاد المبني على أسس صحيحة.

وقال النائب فريد غازي في تصريحات لـ «الوسط»: «اعتقد أن البرنامج لا يستحق كل هذه الضجة التي أثيرت حوله وخصوصا ان شكل الحوار الدائر حاليا يجسد انطباعا واحدا وهو ان هناك إشكالية بين النواب الإسلاميين وبرامج التلفزيون واعتقد ان هذا لا يتفق مع الرؤية المنطقية للعمل البرلماني».

واضاف غازي بأنه «لا يجب ان تعالج الأمور بهذه الطريقة. ولست مع عملية استجواب وزير من اجل برنامج تلفزيوني. واعتقد اننا يجب ان نرتقي بمستوى استجواب وزير، إذ يتم على مسألة ذات أهمية اكبر».

ومن جهته، قال رجل الاعمال البحريني نبيل الزين ان على النواب ان يطوروا التجربة الديمقراطية وليس فقط التلويح بالاعتراضات والاستجوابات على مسائل لا تمس هموم البحرين بشكل مباشر. وقال الزين إن هناك اولويات وملفات أكثر أهمية بالنسبة إلى المملكة.


بين استجواب الوزير وعدمه

«الأخ الأكبر» تضارب في ردود الفعل... والجدل محتدم

الوسط- تمام أبوصافي

في الوقت الذي اصر فيه النواب الاسلاميون في المجلس الوطني على آرائهم بشأن استجواب وزير الاعلام نبيل الحمر بخصوص برنامج الاخ الأكبر، اعتبر نواب آخرون ورجال اعمال ان البرنامج لا يستحق كل هذه الضجة المثارة ولا يستحق ان يتقدم النواب بطلب استجواب للوزير بشأنه.

وأكد هؤلاء النواب ورجال الاعمال ان البرنامج يجب ان ينظر اليه من زاوية استثمارية بحتة واشاروا الى ان ردود الفعل من هذا النوع من شأنها التأثير على سمعة البحرين لدى المستثمرين.

وفي الوقت الذي اكد فيه النواب الاسلاميون الذين وقعوا طلب الاستجواب انهم يتفهمون حاجة البحرين إلى جذب الاستثمارات وانهم لا يمثلون عقبة في هذا الطريق، قال اصحاب وجهة النظر الاخرى ان مشكلة البرنامج لا يمكن ان ترقى الى حد ان تصبح مشكلة بهذا الحجم، مؤكدين ان الامر بالنهاية يعود للافراد في ان يشاهدوا البرنامج او لا يشاهدوه لانه متروك لهم وليس هناك اي الزام في هذا الشأن.

«الوسط» تحدثت الى نواب ورجال اعمال ايضا يمثلون وجهتي نظر عن البرنامج وعن الاستجواب واستطلعت آراءهم في كل ما يثار عن البرنامج ووجهات نظرهم فيما يجري.

الاقتصاد وحرية التعبير

قال النائب الثاني لمجلس النواب البحريني عادل المعاودة ان طلب استجواب وزير الإعلام البحريني نبيل الحمر دخل إلى القنوات الرسمية بحسب الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات.

وفي سؤال بشأن الضجة التي أثارها بعض النواب وعما إذا اساءت إلى البحرين وخصوصا في الجانب الاقتصادي قال المعاودة: «اذا كان الاقتصاد يهتز بحرية التعبير من قبل الناس وإظهار مشاعرهم بالطرق الرسمية المعهودة فإن هذا ليس بالاقتصاد المبني على أسس صحيحة او انه اقتصاد متسلط لا يقبل باي انتقاد. فهناك من يعطون لأنفسهم الحرية بمخالفة الدين والتقاليد والأعراف الاجتماعية ولا يسمحوا للإنسان بان يعبر عن رأيه».

وفي سؤال عن ان القناة التي تبث البرنامج قناة أجنبية وليست بحرينية وان هناك حرية للمشاهد في ان يغير المحطة اذا أساءت لمعتقداته الدينية والاجتماعية يقول المعاودة: «انا بحريني واتحدث عن بلدي، واهل البحرين لا يقبلون بمثل هذه البرامج ان تصور على ارضهم او ان تتحول ارضهم الى مصدر للفساد».

استثمار للبحرين

النائب عبدالنبي سلمان يقول: «لست من الناس الذين تستهويهم هذه النوعية من البرامج لكن هناك امر يجب التنبه له وهو ان البرنامج ليس برنامجا ترفيهيا فقط بل ذا هو طابع استثماري ايضا ونحن في البحرين لا نفوت فرصة الا ونتحدث عن اننا سوق مفتوحة ونريد ان نستقطب الكثير من الشركات والمؤسسات الاعلامية في الوقت الذي نعترض فيه على كل توجه جديد في المنطقة وللبحرين بصورة خاصة».

ويضيف سلمان: «اعتقد ان هذه النوعية من البرامج ذات توجه جديد لعملية الاستثمار في المجال الاعلامي وسوق الاتصالات. ويعتمد اساسا على كيفية الحصول على الاتصالات من الجمهور وبالتالي هذا يحرك سوق الاتصالات. لذلك يجب ان ينظر لهذا الجانب، وليس من زاوية واحدة فقط».

ويؤكد سلمان اهمية المحافظة على الجوانب الدينية والاعراف الاجتماعية ولكن يجب ان نهتم بأن هناك قضية مازالت تطرح ولم تنته بعد كي ننتقل الى قضية قد تكون ربما بدوافع شخصية او قلة وعي لما يحتاج هذا المجتمع».

وفي سؤال عما اذا كان النواب قد اعطوا اولوية لمسألة تقل اهمية بكثير عن مسائل يفترض ان يتم التركيز عليها في الوقت الحاضر وخصوصا بعدما قدم المجلس اداء طيبا في قضية صندوق التقاعد والتأمينات الاجتماعية بحسب رأي الكثيرين يقول سلمان: بالتأكيد، اعتقد ان استجواب الوزير الحمر بشأن مسألة البرنامج التلفزيوني «الرئيس» يمثل عائقا امام الاستجواب المقدمين عليه في ملف التأمينات الاجتماعية وهو بالاحرى تهميش لملف التأمينات.

لسنا ضد الاستثمار

النائب محمد خالد يقول: يجب ان يعلم الجميع ان اعضاء مجلس النواب وخصوصا الكتل الاسلامية ليست لديهم أية مصلحة بوقف أي مشروع استثماري او سياحي يعود بالفائدة على البحرين بل نحن مع أي مشروع سياحي استثماري يحمل فوائد للبحرين والدليل مشروع حلبة البحرين الدولية «فورمولا واحد» الذي نتمنى ان نوفق به بإذن الله لما قد يحقق من فوائد اقتصادية كبيرة على البحرين.

ويتساءل خالد: «لماذا لم نعترض على مشروع مرفأ البحرين المالي او غيره من المشروعات الاقتصادية مثلا؟ لاننا نؤمن ان له ايضا فوائد كبيرة للبحرين لكن هنا يؤتى بمشروع مثل مشروع برنامج «الرئيس» وهو مشروع غير مدروس وخارج عن عادتنا وتقاليدنا ومن دون ان توضع أية ضوابط تراعي الجوانب المذكورة».

ويؤكد خالد ان مأخذ النواب الرئيسي بشأن البرنامج هو عدم ايفاء الوزير الحمر بوعوده التي قطعها امام المجلس عن طريقة تنفيذ البرنامج ومراعاته الجوانب الدينية والاجتماعية في مجتمع البحرين وهذا امر يجب ان يتحمله وزير الاعلام.

وفي سؤال عن الآراء التي تعتبر برنامج «الرئيس» ليس ضمن الاولويات المهمة بالنسبة إلى البحرين كي يتم الاعتراض عليه من قبل نواب كان يمكن أن يستثمروا آراءهم في قضايا أكثر أهمية وملامسة لهموم المواطن البحريني يقول خالد: «بلاشك ان برنامج الرئيس ليس الأهم بالنسبة إلى اولوياتنا، لكن البرنامج اساء للقيم والأعراف الاجتماعية في البحرين».

ويضيف خالد: «لا اعتقد ان البرنامج قادر على تحقيق فوائد اقتصادية كبيرة للبحرين بقدر ما هي فائدة لرجال أعمال محدودين يهتمون فقط بأرباحهم المادية».

الرؤية المنطقية

النائب فريد غازي يقول: «اعتقد أن البرنامج لا يستحق كل هذه الضجة التي أثيرت بشأنه وخصوصا ان شكل الحوار الدائر حاليا يجسد انطباعا واحدا وهو ان هناك إشكالية بين النواب الإسلاميين وبرامج التلفزيون واعتقد ان هذا لا يتفق مع الرؤية المنطقية للعمل البرلماني».

ويضيف: «لا يجب ان تعالج الأمور بهذه الطريقة. ولست مع عملية استجواب وزير من اجل برنامج تلفزيوني. واعتقد أننا يجب ان نرتقي لمستوى استجواب وزير بحيث تتم في مسألة ذات أهمية أكبر».

ويشير النائب غازي الى اهمية الجانب الديني والأخلاقي بالنسبة إلى المجتمع ولكن يجب ايضا ان نضع ضمن أولوياتنا مسائل وأبعادا لم نتطرق إليها بعد.

ويرى غازي ان ما يحدث في برنامج «الرئيس» لا يشكل ما نسبته 10 في المئة مما يحدث في القنوات التلفزيونية الأخرى. لكن الاختيار يبقى للمشاهد بحيث يسمح لابنائه بمشاهدة برنامج او لا يسمح وفقا لما يراه مناسبا.

وفيما اذا كان النائب غازي يعتقد ان طرح قضايا مثل قضية برنامج «الرئيس» يقلل من المجهود الذي بذله النواب في التعامل مع قضية التأمينات الاجتماعية يقول غازي: «بالتأكيد، يجب ان نرتقي بالتعامل مع القضايا بعد الانجاز الذي حققه المجلس في التعامل مع قضية التأمينات الاجتماعية وما يحدث الآن هو تهميش القضايا المهمة».

طوروا الديمقراطية

رجل الاعمال نبيل الزين يقول: «اعتقد ان الإخوة النواب يفترض بهم ان يطورا التجربة الديمقراطية والنهوض بالقطاعات التي تعود بالنفع على البحرين. وليس التلويح بالاعتراضات والاستجوابات على مسائل لا تمس هموم البحرين بشكل مباشر فقط».

ويرى الزين أن هناك اولويات وملفات أكثر أهمية بالنسبة إلى البحرين، منها مشكلات البطالة وتطوير المستوى الصحي والتعليمي في البلاد ومواكبة الدول المتقدمة في نظمها الاقتصادية بدلا من تركيز الجهود على برنامج الرئيس Big Brother.

ويجد الزين ان برنامج الرئيس برنامجا ممل لا يحمل مضمونا لكن هذا الرأي لا يعني انه يجب الاعتراض على عرضه. فالبرامج التلفزيونية أذواق وللمشاهد حرية الاختيار بضغط زر على الجهاز الخاص به ويغير القناة الى قناة أخرى، بدلا من ان تصبح قضية البرنامج هما من هموم المواطن البحريني وتصل إلى البرلمان الذي يفترض ان ينقل صوت المواطن وآراءه بشأن قضاياه المعيشية وليس مسألة تتعلق ببرنامج تلفزيوني يعرض على قناة أجنبية.

ويختتم الزين حديثه لنا بالقول: نعم كنا نطمح دائما لحياة ديمقراطية من خلال برلمان منتخب لكنه يبدو ان البرلمان لم يلامس طموحاتنا بل افرز الينا اراء غير ناضجة لم تتناول حتى الآن قضايانا بشكل جيد.

ضجة لا تصب في صالح أحد

رجل الاعمال عبدالرحمن فخرو قال: ما أثير بشأن برنامج «الرئيس» ضجة غير مسئولة لتشويش الشارع البحريني ولا تصب في مصلحة البحرين، بل بالعكس تضر البحرين بشكل كبير. وأتمنى على المسئولين والإخوة النواب أن يفكروا في مصلحة البحرين قبل ان يفكروا بالمصالح الانتخابية الخاصة بهم.

ويضيف فخرو: لم يكن يستحق البرنامج كل هذه الضجة التي أثيرت بشأنه، وحقيقة هذا يضر البحرين فالمستثمرون سيفكرون أكثر من مرة قبل ان يأتوا لاستثمار أموالهم في البحرين فالذين يقفون أمام أي مشروع بغض النظر عن حجمه وتفاوت فوائده يبدون وكأنهم يسوقون للاستثمار في أي بلد آخر غير البحرين.

حوار راق وليس توجيه اتهامات

رجل الأعمال عبدالله بوهندي يقول: أولا يجب ألا تحرم البحرين من أية مشروعات تحمل فوائد اقتصادية وسياحية فلا ننسى ان هناك كوادر بحرينية تم توظيفها في البرنامج وستستفيد على المستوى المهني والمادي من هذه التجربة بدلا من ان تذهب هذه الفرصة لبلد آخر.

ويضيف بوهندي: كان يمكن التعامل مع الاعتراض على البرنامج بطريقة اكثر تحضرا بدلا من تقديم الاستجواب بهذا الشكل، أي أنه كان يمكن ان يتم النقاش بين مجموعة النواب المعترضين وادارة البرنامج في حوار راق وليس توجيه الاتهامات وإثارة ضجة من قبل النواب بشكل أساء للبحرين بصورة كبيرة

العدد 538 - الأربعاء 25 فبراير 2004م الموافق 04 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً