العدد 538 - الأربعاء 25 فبراير 2004م الموافق 04 محرم 1425هـ

تطوير المناهج أم تغييرها؟!

منذ أمد طويل والكل يطالب بتطوير المناهج الدراسية وتنقيحها وتحديث المعلومات فيها وكانت الحجة دائما في عدم المسارعة بذلك هو حجم الموازنة، والوقت الذي يتطلبه اعداد وتطوير المنهج الذي يحتاج الى دراسة شاملة لمتطلبات المجتمع والظروف المناسبة.

حقا كل ذلك صحيح فنفقات التعليم وتطوير المناهج تحتاج إلى موازنة هائلة ولكن المشكلة في وقتنا الحاضر أن هذه الموازنة أقل بكثير من الموازنات الضخمة المرصودة للتسلح العسكري، فما يصرف على التسلح هو أرقام فلكية بينما ما يصرف على تطوير المناهج أرقام عشرية. غير أن الانفاق على التسلم يعلمنا الحرب بينما الانفاق على التعليم يعلمنا الحرب والسلام.

أما بالنسبة إلى الوقت اللازم للإعداد وللمناهج وتطويرها فهذا يحتاج إلى عزيمة ونية صادقة للعمل الجاد.

ولكن ما استغربه حقا هو هذا الاستيقاظ المفاجئ من قبل بعض الدول العربية لتراجع نظم التعليم ومناهجه لديها وما تتضمنه من ثقافة ومبادئ تتعارض مع تعاليم النظام العالمي الجديد الذي وضعته الولايات المتحدة الأميركية، وعلى أساسه تشن حربا شعواء ضد ما اسمته بالارهاب بل واعتبرت أن مناهج التربية والتعليم في عالمنا العربي هي أوكار لتفريغ الارهاب وتغذيته ولذلك يجب مراجعتها وتغييرها، وخصوصا مناهج التربية الاسلامية واستبعاد الفاظ الجهاد والعقيدة.

فيا للعجب!! ديننا الاسلامي الذي يريدنا اعزاء، بمبادئه تضرب أميركا بمبادئه عرض الحائط وتريدنا أذلاء خاضعين.

اسلامنا يأمرنا بالدفاع عن انفسنا وكرامتنا وعقيدتنا، وأميركا تريدنا أن نرضى بالعدوان وأن نسلم من دون قيد أو شرط بحسب مفهومها عن الخير والشر، وها هي تجاهر من دون خجل باصدار فرمان يقتضي التدخل في نظم التعليم وتطوير المناهج حسب طريقة التفكير الأميركية.

وكيف لأمة ذات عقيدة ومبادئ ثابتة رسخ فيها الاسلام مبدأ الكرامة والعزة وحدد لها أسسها وثوابت لا تتنازل عنها مهما كان الثمن ان تتنازل عن كل هذا الارث المشرف لتخضع لثقافة أساسها العولمة التي هي في ظاهرها الرغبة في الرقي وتطور الحياة وتحقيق العدالة الاجتماعية، وفي باطنها السيطرة والخضوع للأقوى.

أقول كما قال غاندي: «انني لا أريد أن ترتفع الجدران من كل جانب حول بيتي، ولا أن يحكم اغلاق نوافذي، انني أريد ان تهب ثقافة كل أرض حول بيتي بأقصى قدر من الحرية، ولكنني ارفض ان تقتلعني ريح اي منها من جذوري».

أمينة حسن مرهون

العدد 538 - الأربعاء 25 فبراير 2004م الموافق 04 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً