العدد 2351 - الأربعاء 11 فبراير 2009م الموافق 15 صفر 1430هـ

حجب... عريضة... شفرة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لا يمكن حجب المعلومة مهما كانت ولا يمكن فرض قانون يمنع الأفراد في الحصول على المعلومة، لأنه حق يعود لمتصفح الشبكة العنكبوتية.

واليوم هناك الكثير من البرامج التي تساعد على فك شيفرات المواقع الإلكترونية المحظورة كتلك التي تفرضها أربع عشرة دولة (والبحرين واحدة منها) من خلال التسلل إلى المواقع من دون أن تكتشف الجهات الرقابية هوية الشخص الذي قام بالدخول إلى الموقع المحجوب.

هذا الكلام جاء في مؤتمر الصحافة الأخلاقية الذي عقد الإثنين الماضي في دبي -بحسب صحيفة الاتحاد الإمارتية- خلال عرض الصحافي الأميركي ايريك جونسون من وكالة «انترنيوز» الأميركية، إذ فاجأ الجمهور بإعلانه برنامجا يساعد على فك الشيفرات للمواقع المحظورة موضحا أنه «حق لمتصفح الإنترنت في الحصول على المعلومة وتداولها سواء كانت مفيدة أم ضارة».

جونسون أكد أنه لا توجد قوانين دولية تمنع الدخول إلى المواقع التي تقوم بعض الدول بحجبها رافضا الحجج المقدمة من قبل الجهات الحكومي التي تحرم شعوبها من حرية تدفق المعلومات.

مفاجأة جونسون ليست محل استغراب، فالعالم الافتراضي يفرض منتجاته الجديدة يوما بعد يوم، وهي التي أصبحت تخدم القطاع الإعلامي والصحافي بشكل واسع عبر الخدمات التي توفرها شبكة الإنترنت، وحتى بالنسبة إلى الأفراد العاديين الذين تصبح لهم منابر للتعبير بشتى الصور أو حتى في نقل الحدث.

الزمن الذي تريد أن تدفع به بعض الجهات الرسمية عبر فرض موانع على مواقع الإنترنت، هو أمر غير واقعي لأن التكنولوجيا أصبحت أكثر تطورا وأكثر تجددا في أساليبها عن سياسية تكميم الأفواه. ويكفي أن نرى ما يحدث حتى الآن في البحرين من ردود فعل البحرينيين من مختلف الطبقات الاجتماعية والمقيمين الأجانب في رسائل تنشرها صحف محلية ناطقة بالإنجليزية وحتى على موقع «الفايس بوك» الشهير إزاء قرار حجب المواقع الإلكترونية إلى جانب العريضة التي تتداول عبر البريد الإلكتروني... والكثير الكثير من المدونات الناقدة في الصميم لهذا القرار.

إن الإنترنت يعتبر تحديا كبيرا لنا جميعا، ولكن التحديات لاتعالج عبر إخفاء الرأس في الرمال، فالدول المانعة للإنترنت تحرم نفسها من مرحلة تاريخية أكثر انفتاحا وأكثر ذكاء في التقاط المعلومة.

الكاتب داوود الشريان كتب قبل يومين في صحيفة «الحياة» متهكما بشأن اختيار البحرين مقرا لاتحاد الصحافة الدولي، وقال كيف سيكون لدينا مقر يدافع عن الحريات الصحافية إذا كانت البيئة غير محتضنة للحرية، وأشار إلى واقع الصحافة الخليجية بالقول: «عليك أن تراقبها خلال الأزمات التي تعصف بالمنطقة وسترى أنها تلعب دور (الكورس) تردد ما يقوله المنشد».

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2351 - الأربعاء 11 فبراير 2009م الموافق 15 صفر 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً