خرجت المرأة من البيت، فذهب وراءها وحاول التجسّس عليها، ثمّ حضرت الى المنزل، فضربها ضربا مبرحا لأنّ رائحتها غريبة، ثمّ قام بالصراخ عليها: أين كنتِ؟، أين كنتِ؟، مع أنّه يعلم بمكان وجودها مسبقا!
كانت تلك قصّة حدّثتني بها إحدى الأخوات متّصلة تطلب النصح والمشورة، وقد بدأت حكايتها عندما تزوّجت به، ولم تعلم بأنّه مريض بمرض عضال اسمه «الشك»، وقد كانت هي من عائلة محترمة، وتزوّجته زواجا تقليديا مبنيا على رؤية والدته لها، ولكن الجحيم الذي تعيشه يصنّف ضمن الإساءة للمرأة – إن كانت تقول الصدق - والشك الذي يلتف زوجها ما هو إلاّ نار جهنّم التي لم تشعر بها إلاّ في عهدته!
هناك بعض الأزواج من يشكّون في زوجاتهم بدون وجه حق، بسبب خبرة سابقة مرّ بها أو أنه كان مريضا نفسيا منذ الصغر، أو حتى بدون سبب للأسف الشديد، وينتهي المطاف عندما تُعنّف المرأة وتُضرب ولا تجد من يساندها فيما يفعله زوجها، لعدم فتح فمها وإخراج ما في جوفها من معاني الألم والقهر.
وللأسف الشديد يستمر الزوج في الشك بدون حدود، ويتمادى حتى الضرب المبرح لها ولأطفالها في بعض الأحيان، ولا تعرف المرأة ماذا تفعل، أتقول لأهلها حتى تنفصل عنه ويضعوا له حدودا، أم تبلع ما يجرّعها إياه كل يوم تضحية لأطفالها...
لا تعتبر هذه تضحية، بل إنّها ضحيّة إساءة المعاملة، وان لم تنفذ بجلدها، لن يتوقّف هذا الزوج عمّا يقوم به، فلقد اعتاد الشك والضرب والإهانة وتلذّذ في التعامل الشنيع نحوها، ولن يتغيّر شيء حتى تغيّره هي، وإلاّ ستنفجر في يوم من الأيام، وسنشاهد ما لا نحمد عقباه.
فإما أن تنتهي بعلاقة مع رجل آخر - والعياذ بالله - أو تنهار وتكتئب طوال العمر دون جدوى، فلا تنفع نفسها ولا تنفع أطفالها، وفي الحالتين ستخسر الكثير، فمرض الشك يحتاج الى جلسات علاجية مستمرة، حتى يقرّر الطبيب سلامة الزوج النفسية للعيش مع زوجته وأطفاله، لأنّه يشكّل خطر على نفسه وعليها وعلى أبنائه، ففي بعض الأحيان ينتهي التعذيب بالقتل!
وقد يقول بعض الأزواج بأنّ شكّهم في محلّه، وإنّهم قد يصطادون شيئا على زوجاتهم، وهنا ننصحهم بما قاله الرب عزّ وجل في كتابه الكريم: «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان»، فهم غير مجبرين على العيش مع زوجات لا يكنّون للحياة الزوجية أي احترام أو تقديس.
وهناك طائفة من الرجال تقنع نفسها بأنّها غيورة على عرضها، وهنا يجب أن ينتبهوا ويفرّقوا بين الغيرة الصحيّة والغيرة المرضية التي يتبعها دوائر من الشك والحرمان من الحب، وأجواء انتهاء الحياة الزوجية النظيفة التي علّمنا إياها الرسول (ص) في سيرته مع زوجاته.
لا تحرموا زوجاتكم من حبّكم وعطفكم ومودّتكم، فهنّ يحتجن إليها، والعشرة الجميلة هي التي تبقى وتدوم، واتركوا عنكم وساوس الشيطان، الذي يدخل مدخلا كبيرا في الشك، ولا تعاملوا زوجاتكم إلاّ كما تحبونهنّ أن يعاملنكم، فالجميل مردود في يوم من الأيام في هذا الشأن.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2721 - الثلثاء 16 فبراير 2010م الموافق 02 ربيع الاول 1431هـ
الشك .. الغيرة .. مرض ام حب؟
هل الشك هو سوء الظن ام هو الخوف المبالغ فيه على الحبيب ؟ .. بعض الأحيان لا يعتقد الشخص سواء رجل ام امرأة ان قطـرة من الشـك تقتـل العـلاقـة .. و الشك نقيـض الثقـة .. صراحة الشك منتشر بيننا. شكرآ للكاتبة.
شكرا
مقال جميل
أخي مجرّد همس
الله يعين أهلك اذا كانت هذه هي نظرتك الى النساء ، فهن أمك و أختك و زوجتك ، فهل تنظر لهن بهذه الطريقة ، اذا كان المصطفى أوصى نبيه بالاهتمام بالمرأة ، أن تأتي و تقول هذا الكلام .. الله يسامحك و يغفر لك !!!
بعض الرجال عندنا بحاجة الى دورات تدريبية في فن التعامل مع الزوجة _ ام محمود
هذا الرجل لا يعاني من مرض نفسي وانما عقدة الرجال الشرقيين وهي (سي سيد) حيث انه يصبح غليظ المشاعر والأحاسيس مع زوجته وأطفاله يصدر الأوامر وكأنه في ثكنة عسكرية يعامل الزوجة وكأنها خادمة كثير الشكوك والأوهام يراقب ام عياله ليلاً ونهاراً ويفتش حقيبتها وهاتفها النقال ويمكن خزانة ملابسها أيضاً وتكون شخصيته خارج المنزل مختلفة تماماً فهو بشوش واجتماعي مع أصدقائه .. هذا الزوج العصبي الذي لا يعرف لغة الحب والحوار والتفاهم من الصعب العيش معه يوم واحد لأنه يقلب الحياة الى مأساة وتراجيديا. ما رأيكم؟
أبو فاطمة
الأخ مجردهمس..
إن النساء رياحين خلقن لنا .. ومنذا لا يحب شم الرياحين ِ ؟
مجردهمس
الرجال معه حق الانسان لازم يحاسب زوجته على كل صغيره وكبيره فالمراه عوره وصوتها عوره وخروجها عوره فانا اقول يا ايها النمل ادخلو مساكنكم فالرجال قوامون على النساء والنساء كيدهن عظيم وعلى راي الشاعر ان النساء شياطين خلقن لنا فنعوذ بالله من شرورهن والي مو عاجبها تشرب من بحر سماهيج وسلام ياالبحرين
مراقب ...
بداية الزوجة الناجحة هي التي تستطيع أن تكسب زوجها من خلال معاملتها له واحترامها لنفسها في علاقتها مع الآخرين سواء في الحي أو في العمل أو في علاقاتها العائلية وعندما يبدأ الزوج في الشك فلا بد أن هناك سبب يدعوه لذلك مع التنبيه على أن هناك رجال شكاكين ولكن لا تزال المبادرة بيد المرأة فهي محور المشكله وبيدها أن تذيب الشك لدى زوجها وتثبت له أنه مخطئ من خلال حوارها اللطيف مع زوجها وإظهار حبها له والتودد إليه وعدم العناد والتكبر واللجوء إلى الأهل أو إلى الشرطة التي لا تحل مشكلة عائلية أبدا ... تحياتي
واااو
خطوط حمرة يا استاذة و ما ندري من الصاج ومن الكاذب
شكرا للاخت الشروقي
شكرا اختي على طرح الموضوع ، انا امرأة أعاني من هذه المشكلة مع زوجي ، و لا استطيع أن أفتح الموضوع لأن لن يتفهّم أحد بل سيظنون اني أنا فعلا فيني ، لأن أهلي محافظين جدا.. أرجو التواصل فانا بعثت لك ايميل ارجو الوصول لك
أهلا
موضوع جميل جداًَ يذكرني بما نسيمة بالوسواس
فما ان ينزل هذا المرض بأحد الا ويدمر حياته
ويعقتد البعض العلاج من هذا المرض كأنه جنون
حتى وان كان جنون فلماذا لا يتعالج منه البعض؟
ايهما افضل العلاج ام البقاء وتدمير حياة من حولك
شكراًَ على طرح هذا الموضوع الجميل
حمد بن محمد
هلا بالفاضلة اختي مريم مقال جميل ولكن هناك اشكاليه معينه مرض الشك Illness uncertainty وهي من اخطر الامراض اذا اصابت الشخص سواء للمرأه او الرجل فهناك نقطة معينه يريد الوصول اليها وهو رايت زوجته مع شخص اخر في علاقة غرامية اخرى والقبض عليها ولكن هنا فقط البدايه فيبدأ بالتجسس عليها او تسجيل مكالمتها والخ , الموضوع يا استاذه مريم مو فقط في الرجل فهنالك احصائيه اثبتت ان المراه تصاب بمرض الشك اكثر من الرجال. ايضا يمكن علاج هذا المرض الخطير باكثر من جلسة مع طبيب نفسي اتصلي بصديقتك وقولي لزوجها الذهاب...