العدد 2722 - الأربعاء 17 فبراير 2010م الموافق 03 ربيع الاول 1431هـ

إيران وجوارها العربي

محمد عبدالله محمد Mohd.Abdulla [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قبل يومين قرأت أحوال إيران وهي تأكل عامها الحادي والثلاثين عبر تناول شئونها في الداخل ثم الإقليم. فهذان الملفان هما اللذان يوفّران الأمن الحقيقي لنظامها السياسي، ولمصالحها، ولحدود عنقها. فهما جدارا صدّ ذاتيان ومنيعان في الوقت ذاته، ضد مخاطر قد تُحيق بها.

في هذه المقالة أصِلُ الحديث بسابقه. أتحدث عن علاقاتها مع الإقليم الغربي من الخليج، حيث توجد ست دول خليجية عربية. وقد تعمّدت أن أفصله عن سابقه، طمعا في إعطائه مزيدا من الأهمية والاستثناء. فما يُتاخِم الجانبين هو أكثر من الجغرافيا والحدود البحرية، حيث التاريخ والدين.

مع سلطنة عُمان تسير العلاقة عبر نمذجة دبلوماسية لافِتة. آخر أحوالهم توقيعهم سبع اتفاقيات للتعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية بعد زيارة جلالة السلطان قابوس بن سعيد إلى طهران في أغسطس/ أب الماضي، وطلب العمانيون من الإيرانيين تزويدهم بملياري قدم مكعب من الغاز من حقل كيش.

مع دولة الإمارات العربية المتحدة (ورغم الخلاف على الجُزر) ظلّ هذا البلد متنفسا حقيقيا للاقتصاد الإيراني الذي يدير موجودات تراكمية بقيمة 300 مليار دولار على الأراضي الإماراتية، تحركها 8050 شركة، ويضطلع بها 400 ألف إيراني هناك. هذا التحييد الإماراتي للخلافات الحدودية، يدلّ على حصافة رأي وبُعد نظر لدى القيادة السياسية في دولة الإمارات برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

قطر لا تبدو علاقاتها أقلّ من ذلك. فالتنسيق الإقليمي واضح بين الطرفين في ملفات مختلفة. بل وصل الأمر لتشكيل لجنة عسكرية مشتركة بين البلدين، بعد زيارة رئيس هيئة الأركان القطري لطهران. كما أن تجاورهم في حقل الجنوب يضمن لهما شراكة شبه استراتيجية وحقيقية باعتباره أكبر حقول الغاز في العالم.

مملكة البحرين تسير العلاقات بينها وبين إيران بواقعية وتطوّر. فقد انصرمت قبل أقل من شهر تقريبا الجلسة الخامسة من المباحثات بين الطرفين بشأن تصدير الغاز الطبيعي من أحد الحقول الإيرانية إلى المملكة. كما أن الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين لم تتوقّف في شتى الظروف التي يمرّ بها الإقليم. وقد كان للدبلوماسية البحرينية النّشِطة التي يديرها باحتراف وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أثر كبير على ذلك.

المملكة العربية السعودية، ورغم الخلافات بينها وبين طهران حول عدد من الأمور، إلاّ أن المرء لا يستطيع إلاّ أن يستحضر علاقات البلدين (المسئولة) خلال الأزمات الخانقة، وكيف أنها كانت تتداعى إلى نقطة نظام وتفاهمات حقيقية، مَنَعَت في أحيان كثيرة كرة الثلج من أن تتدحرج وتقضي على مَن تُصادف. نستحضر أزمة لبنان الداخلية مثالا. وأيضا الاتفاقية الأمنية بين البلدين منذ العام 2001. وتعديل الميزان النفطي العالمي مع المكسيك.

دولة الكويت تبدو علاقاتها بإيران أكثر من جيدة. فمن ترتيبات العلاقات البينية السياسية والاقتصادية والثقافية، إلى التفاهمات حول ملفات إقليمية قد يكون العراق أهمها في هذه المرحلة. وللتذكير فإنه وفي بحر أربعة شهور فقط زار سمو رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح طهران، وزار رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الكويت، وتترقّب طهران زيارة تاريخية لحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.

هنا تجب الإشارة، إلى أن قيمة وأهمية هذه العلاقات في الحاضر المُعَاش تُعرَف إذا ما قُورِنت بتاريخ مليء بالخلافات خلال عقد الثمانينيات. وأيضا عندما يلاحظ المرء الصراعات القائمة بين الدول والأقاليم شرقا وغربا، في ظلّ معارك النفوذ، حتى بين الدول المتحالفة. لذا فإن التعويل على ما هو قائم من علاقات إيرانية خليجية هو تعويل على سياسات مأمونة.

إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"

العدد 2722 - الأربعاء 17 فبراير 2010م الموافق 03 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً