العدد 2730 - الخميس 25 فبراير 2010م الموافق 11 ربيع الاول 1431هـ

الحياة أحلى على دراجة

إذا ذهبت إلى الدنمارك، فافعل كما يفعل الدنماركيون: اركب الدراجة. وإذا زرت العاصمة فلن تكتمل تجربتك وتحلو ما لم تتجول في أنحائها على عجلتين.

تسعة من كل عشرة دنماركيين يملكون دراجة، يذهبون بها حيثما يشاؤون: إلى المدرسة، والعمل، والسوق، والنزهة، وحتى في القطار للمسافات الطويلة. والتسهيلات موفورة للدراجين، من مسالك خاصة ومواقف مؤمنة إلى أفضلية عبور طرق ممنوعة على السيارات.

في مسالك الدراجات، المحاذية لكل طريق، تلتقي أناسا من جميع مشارب الحياة: الطلاب والأساتذة والحرفيين والموظفين ومديري الشركات وحتى السياسيين. ولا فرق بين غني وفقير، الدراجة تجمع.


سبعون عاما على دراجة

يتنقل يورغن نيلسن (76 سنة) على دراجته يوميا منذ كان صبيا في السادسة من عمره. ولقد ركب والده الدراجة حتى بلغ الرابعة والثمانين، وهو يودّ أن يفعل مثله. يقول: «أفضّل الدراجة، لأنك لا تضطر إلى الانتظار. أنت تقرر الوقت الذي تغادر فيه والطريق التي تريد أن تسلكها. وتصل إلى وجهتك براحة بينما تمارس رياضتك اليومية».

التجول على دراجة طوال هذا العمر أتاح له اختبار المدينة في ظروف مختلفة جدا. وهو يتذكر: «بدأت ركوب الدراجة في عندما كنت طفلا، خلال الحرب العالمية الثانية. وكانت تلك فترة مناسبة لذلك، إذ كانت السيارات قليلة وسرعان ما ينفد منها الوقود، كما كانت هناك عربات تجرها الخيول لكنها كانت بطيئة».

لاحقا، في الخمسينيات، لاحظ نيلسـن أن عدد السيارات في الشوارع يزداد سريعا، ما صعَّب الحياة على الدراجين. وتم توجيه التخطيط المدني نحو دعم حركة السيارات.

يقول نيلسـن: «لحسن الحظ، تحسنت ظروف راكبي الدراجات. فخلال السنين العشر الأخيرة خصوصا، تم بناء المزيد من المسالك، وسهلت مبادرات أخرى على المرء أن يكون درّاجا. يبدو أن السلطات المحلية اكتشفت أن مواطنين كثيرين يركبون الدراجات فعلا». وهو لاحظ أيضا أن ركوب الدراجة بات عادة رائجة ومستحبّة، وأن ازدياد الوعي بالقضايا الصحية والبيئية يجعل مزيدا من الناس يعتبرونها وسيلة نقل ذكية.


سياسية تعيش نبض الشارع

تقول مارغريت فستاغر (41 عاما) رئيسة الحزب الاشتراكي الحر في الدنمارك: «أركب الدراجة مسافة عشرة كيلومترات في يوم عادي، إلى أي مكان، ما لم يكن بعيدا جدا أو إذا كانت الملابس التي أرتديها غير عملية. فالذهاب إلى الحفلات التي تقام بحضور الملكة مثلا، لا يمكنني ركوب الدراجة وأنا أرتدي ثوبا طويلا».

السبب الرئيسي الذي يجعلها تركب الدراجة هو أنها سريعة وعملية. لكن بما أنها تعمل في الحقل السياسي، فهي ترى جوانب إيجابية أخرى: «يشعرني ركوب الدراجة بتواصل أكبر مع الناس حولي، مقارنة بالجلوس خلف زجاج السيارة. أفضل أن أكون جزءا من حياة الشارع».

الأمر شائع جدا في الدنمارك، إلى حدّ أن أحدا لا يعترض على اختيار مارغريت للدراجة كوسيلة نقل. لكنها طالما أثارت دهشة ضيوفها من الخارج. تقول: «عندما اجتمعت اللجنة الأولمبية الدولية في في تشرين الأول (أكتوبر) 2009، ذهبنا لمشاهدة عرض في الأوبرا. وكنت الوحيدة التي وصلت على دراجة في بحر من سيارات الليموزين والأجرة. تعجب الناس، لكن ردات فعلهم جميعا كانت إيجابية».

وتعتزم فستاغر الاستمرار في ركوب الدراجة لسنوات كثيرة: «إنها طريقة ممتازة لتتمتع بالصحة وتبلغ عمرا متقدما».


إحصاءات حول الدراجات في الدنمارك

- يقتني تسعة من كل عشرة دنماركيين دراجة.

- 16 في المئة من جميع التنقلات تتم على دراجة.

- 36 في المئة من جميع البالغين يركبون الدراجة للذهاب إلى العمل.

- 45 في المئة من الأطفال يركبون الدراجة للذهاب إلى المدرسة.

- هناك 2,1 مليون سيارة في الدنمارك، و44 في المئة من العائلات لا تقتني سيارة.

- مسالك الدراجات في الدنمارك مميزة، فهناك حافة حجرية تحمي الدراجين من السيارات.

- يتراوح عرض المسالك بين 2,5 و2,8 متر، مما يوفر حيزا لثلاث دراجات تسير جنبا إلى جنب.

- هناك 11 مسلكا وطنيا للدراجات في الدنمارك، يبلغ مجموع طولها 4233 كيلومترا. وتبلغ المسالك الإقليمية 5874 كيلومترا، والمسالك المحلية 2298 كيلومترا.

- في العام 2008، قتل 54 دراجا في حوادث سير. وينقل نحو 17,500 درّاج سنويا إلى المستشفيات للمعالجة من إصابات، معظمها ناجم عن تعاطي الكحول أو الوقوع في حفر.

- يعتمر 15 في المئة فقط من راكبي الدراجات البالغين خوذا.

- يؤكد أطباء دنماركيون أن الذين لا يمارسون نشاطا رياضيا يموتون قبل النشطين رياضيا بخمس إلى ست سنوات. ويعتبر تقليل خسارة الإنتاجية فائدة رئيسية، فالدراجون يتمتعون بصحة أوفر ولذلك يتغيبون عن العمل أقل من سواهم.

العدد 2730 - الخميس 25 فبراير 2010م الموافق 11 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:51 م

      الحذر واجب ...

      اتمنى ان اركب دراجة اسير بها في الشوارع ليوم واحد فقط لأنني لست ممن يفضل ركوب الدراجات على ركوب السيارات لأنها من وجهة نظري لها سلبيات كثيرة خاصة وانني ارفض الازعاج والضوضاء التي تصدرها الدراجات في الشارع
      والسيارة لها خصوصية اكبر من الدراجة
      وما اعجبني في الموضوع ان الدراجة ساوت بين الغني والفقير فالكل له نصيب في ركوبها
      والميزة للدراجة انها كجهاز رياضة لمن يركبها .

اقرأ ايضاً