العدد 564 - الإثنين 22 مارس 2004م الموافق 30 محرم 1425هـ

نرفض أن تركع أية دولة من أجل مصلحة «إسرائيل» وأميركا

شيخ شهداء فلسطين وحماس أحمد ياسين في آخر مقابلة ...

حسين دعسه comments [at] alwasatnews.com

حصلت «الوسط» من مصادر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في فلسطين على النص الكامل لآخر حديث صحافي ادلى به شيخ شهداء فلسطين وحماس المرحوم الشيخ أحمد ياسين بتاريخ 19 مارس/ آذار 2004، وفيه اكد ان «اسرائيل» تهدف من وراء الاغتيالات الى كسر ارادة الشعب الفلسطيني وجعله مهزوما في المعركة.

وعرّج الشهيد على دور المقاومة الاسلامية الفلسطينية ودور المجاهدين في استمرار تزويدها بالسلاح والرجال مثلما رفض مبررات الولايات المتحدة الاميركية باحتلالها العراق وتمزيق شعبه وارضه، مثلما ندد بمحاولات جر سورية الى التطبيع، رافضا ان تركع أية دولة عربية من أجل مصلحة «اسرائيل» واميركا. وفيما يأتي النص الكامل لتصريحات الشيخ ياسين قبل ايام من اغتياله نشرها موقع «صابرون» التابع لحركة «حماس».

كيف تنظرون للتهديدات الصهيونية الأخيرة التي وضعتكم على قائمة التصفية بعد عملية ميناء أشدود؟

- العدو الصهيوني يهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني ويجعله مهزوما في المعركة، إلا ان الشعب الفلسطيني استطاع الثبات والصبر ويقاتل ويقتل ويضرب وسيضرب حتى ينهزم العدو الذي انكسرت أرادته وهو يفكر الآن بالهروب من غزة .

وهذه التهديدات الصهيونية لتصفية قيادات حماس و قوى المقاومة الفلسطينية ليست جديدة وتتجدد مع كل عملية تنكئ هذا العدو فيتوعد ويثور، وهو يحاول بذلك تهدئة الشارع الصهيوني ليقول له نحن سنرد، وهذه التهديدات هي للتعبير عن حال الفشل والإفلاس التي يعيشها.

ولكن ألا ترون أن هذه العمليات العسكرية تأتي في ظل تطورات سياسية وحديث عن الانسحاب من غزة، هل هذه العملية لإفشال خطة شارون أحادية الجانب أم لدعم فكرة الانسحاب؟

- العمل العسكري ليس له علاقة بالتطورات السياسية، والعمل العسكري هو الذي سيجبر العدو على الرحيل عن الأراضي الفلسطينية، والإسرائيليون هم ليسوا بحاجة إلى مبرر لارتكاب المجازر ولا يحتاجون إلى مبررات، هو مستمر بالقتل والتدمير، فهو لا يعيش إلا على القتل والدماء، نحن ندفع العدو إلى التحلل من احتلاله للأراضي الفلسطينية، وإذا أعلن انه سيتخلى عن غزة، فهذه خطوة في الطريق الصحيح، لنعيش على أرضنا أحرارا.

هل مازلتم تعدون خطة للتعامل مع الوضع الجديد في قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي؟

- التعامل مع الوضع الجديد تحدثنا عنه في خطتنا التي نطلق عليها ميثاق شرف فلسطيني وهي تهدف إلى وضع تصور لشعبنا بشأن كيفية التعامل مع هذا الانسحاب، وكيف سيكون عليه الوضع في قطاع غزة.

هناك جولات لمسئولين مصريين بمستويات مختلفة، كيف تنظرون إلى هذه الجولات وللدور المصري والمرحلة القادمة؟

- لم نلتقِ بالجانب المصري، ونحن لم نتقدم بطلبات إلى أي جهة عربية ولكن هم بدورهم يقومون بدور الوسيط بين العدو الصهيوني والسلطة والشعب الفلسطيني وقواه، ونأمل أن يكون الدور المصري في جانبنا، فنحن في معركة وفلسطين هي للأمة العربية والإسلامية، ومصر من حقها أن تضمن حدودها أمنه وهي تسعى إلى تامين الوضع الفلسطيني لعدم حدوث صراع داخلي.

ومصر ترفض تحمل مسئولية الأمن في قطاع غزة، وهذا ما أكده الرئيس المصري حسني مبارك، وهذا مؤشر جيد وذلك لان الشعب الفلسطيني قادر على إدارة نفسه، ولن يكون تواجد امني مصري في قطاع غزة، فهذا شئ بعيد، والشعب الفلسطيني الذي قدم الآف الشهداء والجرحى والأسرى، لا يمكن أن يبقى تحت الوصاية.

ولكن العمليات العسكرية التي تقودها المقاومة ربما تفسد عملية الانسحاب وهناك من يطالب بوقف هذه المقاومة؟

- الوضع الصحيح أن يكون الطلب في حدود المعقول، العدو يطالبنا بوقف المقاومة، ولماذا لا يطالب العالم بوقف الاحتلال ، من الذي يجب أن يتوقف، من يدافع عن نفسه أو من يحتل الأرض، وقف المقاومة عن الدفاع عن نفسها هذا يعني الهزيمة، ولكن عندما يزول الاحتلال سنوقف المقاومة.

الشيخ أحمد ياسين شهدت الساحة الفلسطينية قبل يومين حدثا مؤسفا بين حركتكم وعناصر الأمن الفلسطيني، ألا يعطي هذا مؤشرا خطيرا لطبيعة المرحلة القادمة؟

- نحن أعلنا ونعلن أننا ضد أي صراع فلسطيني داخلي، وان ما يحدث هو ناتج عن خلل في أجهزة السلطة، أنا مقاتل ومطلوب للعدو الصهيوني ومطارد من العملاء والطائرات الصهيونية وأريد الاختفاء من العدو وأضع السواتر وغيرها على زجاج سيارتي للاختفاء عن أعين العملاء، ولكن هناك من يريد إزالة هذه السواتر ليكشفهم للعملاء، الخلل موجود بالسلطة نحن مع الأمن، ولكن ليس ضد المجاهدين، هذه الإجراءات يجب أن تكون ضد المتجاوزين وتجار المخدرات والمجرمين.

إن ما حدث هو حادث فردي ناتج عن عدم إدراك المسئول الفلسطيني الذي لا يدرك أن هدفه هو الجريمة والمجرمين وليس المقاومة وسلاح المقاومة.

كيف تنظرون إلى مبادرة الشرق الأوسط الكبير التي تطرحها الولايات المتحدة الأمريكية التي تطالب فيها بتغييرات ديمقراطية كبيرة في الدول العربية؟

- كل المبادرات التي تطرح من الخارج مهمتها ان تنزل من السقف الفلسطيني وتسعى لكي يتنازل عن حقه، هذه المبادرات ليست لخدمة الشعب الفلسطيني وهذه المبادرات الهدف منها خدمة مصالح العدو التي تأخذ منها ما تشاء، و تترك ما لم يكن في خدمة مصالحها.

الجيش الصهيوني يحاول دائما تدمير الأنفاق، لتي تستخدم في نقل الأسلحة للمقاومة. كيف ستدير المقاومة نفسها؟.

- لا شك في أن المقاومة بحاجة إلى السلاح وهذا واجب الأمة العربية والإسلامية ومحاولات الشعب الفلسطيني في الحصول على السلاح مختلفة، الأنفاق هذه جزء منها قد تستخدم لنقل السلاح وتزويد المقاومة ولكن هناك أنفاق كبيرة يستخدمها التجار لتهريب ما يريدون ومن ضمنها السلاح، كما أن عملية تزويد المقاومة بالسلاح بحيث أن تستمر بأي شكل من الأشكال.

كيف تفسرون ما يحدث في العراق من تفجيرات ومقتل عراقيين وغير عراقيين؟

- أولا، في كل زمان كان هناك احتلال على الأرض، كان الاحتلال يلعب دورا في تشويه المقاومة، الاحتلال يريد تشويه المقاومة، والاحتلال الأميركي في العراق هو جزء من هذا المسلسل ومتعاونون مع الموساد الإسرائيلي بهدف ضرب وحدة الشعب العراقي وخلق متناقضات في الشارع العراقي، وانا لا استبعد أن يكون لقوات الاحتلال الأميركي والاستخبارات الأميركية دور فيما يحدث في العراق، وكل الأعمال التي تخرج عن المقاومة هي من الاحتلال لأنه يريد تمزيق الشعب العراقي.

الشيخ أحمد ياسين، هل لكم تعاون مع المقاومة في العراق وكل القوى الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي، كحزب الله والقاعدة؟

- نحن نعمل على أرض فلسطين وليس لنا عمل خارج فلسطين ولا علاقة لنا للمقاومة في الخارج، وان كنا نؤيد ونثمن هذه المقاومة لأنها تخدم الشعب الفلسطيني، عندما تضرب أميركا في العراق و«إسرائيل» في فلسطين فإن المقاومة في كل من العراق وفلسطين تستفيد من ذلك.

كيف تصفون علاقتكم بهذه القوى؟

- نحن نعمل على بناء علاقة محترمة مع كل من الهيئات والأحزاب في الدول العربية والإسلامية من أجل دعم القضية ومستقبل المقاومة، لذلك علاقتنا حسنة ونتعاون معهم، إلا أننا لا نتدخل في شئون أية دولة ، نحن نريد علاقات حسنة مع كل الشعوب من أجل قضيتنا.

تتعرض سورية لضغط كبير لطرد قيادات الفصائل والتنظيمات الفلسطينية، كيف ترون ذلك؟ وهل سيستمر هذا الصمود السوري وأين ستذهب هذه القيادات؟

- سورية وقفت أمام الضغوط، ولم تنكسر والعقوبات التي يتحدثون عنها قديمة، وقيادتنا طردت من الأردن، إلا أن كل الوطن العربي والإسلامي ارض لهم، ونحن نرفض أن تركع أي دولة عربية من أجل مصلحة «إسرائيل» وأميركا وتقف ضد المقاومة، فهم جميعا شركاء لنا وليسوا وسطاء، وحتى الآن ما نراه أن سورية ثبتت أمام الضغوط الأميركية ولم تنكسر ونأمل أن تبقى كذلك ، لا ن غير ذلك هزيمة.

دشن في الفترة الأخيرة مشروع أردني صهيوني في الأردن، كيف تنظرون إلى هذا التعاون؟

- مع اهتمامنا بالعلم وتقديرنا له، نرفض أن يكون العلم وسيلة للهيمنة على العلم العربي والإسلامي والدخول إلى قلبه، هذا أمر مرفوض، ومن المصائب التي نراها اليوم أن تطبع هذه الأنظمة مع العدو الصهيوني الذي يهدد ويقتل كل يوم.

وهنا أسأل من هو صاحب المشروع، هو يهودي ولا يعمل لصالح العرب بل من أجل اليهود، وهم يريدون تخريج أناس من الأمة العربية والإسلامية ويعملون لها غسيل مخ وذلك لتكريس الهزيمة العربية

العدد 564 - الإثنين 22 مارس 2004م الموافق 30 محرم 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً