العدد 567 - الخميس 25 مارس 2004م الموافق 03 صفر 1425هـ

هنيئا لك... عاشق الشهادة

ها هو العدو الصهيوني مرة أخرى يضيف إلى صفحات تاريخه الحافل بالاغتيالات والجرائم تفاصيل جريمة نكراء، خطت بدم أحد رموز الرفض للاستسلام والخنوع، دم الشيخ المجاهد أحمد ياسين، شيخ المجاهدين والشهداء.

وها هي دولة الشتات تثبت من جديد أنها تجسيد صريح لإرهاب الدولة في أبشع معانيه وصوره ومقاييسه. وها هو رئيس وزرائها (الأخرق) يطل علينا مرة ثانية ليتبجح بإشرافه بشكل مباشر على متابعة تنفيذ هذه العملية، ويثني على منفذيها، لأنه - وبحسب ادعائه - قضى على أبرز زعيم من قتلة اليهود، بل قضى على خلاصة الهوية الإيديولوجية التي تريد قتل «الإسرائيليين»، وكأنه باغتياله هذا الشيخ المقعد قد حقق فتحا عظيما، ونصرا مؤزرا، وتناسى أن أرض فلسطين أولى القبلتين حبلى بملايين (أحمد ياسين)، انه قد دق مسمارا آخر في إسفين دولته المزعومة (دولة أشتات الشعوب)، وصب الزيت على فتيل نار المقاومة الباسلة.

لقد أخفق السفاح «شارون» عندما وعد شعبه بخطة المئة يوم لنسف الانتفاضة وتحقيق الأمن، وأخفق أيضا بإعلانه خطة السور الواقي، أعاد الكرة عندما أعلن خطة الفصل الأحادي الجانب، أخفق وأخفق، إلا أن إخفاقه هذه المرة ينم عن فشل ذريع، إذ توهم أنه بتصفيته الشيخ المناضل أحمد ياسين سيكسر شوكة المقاومة، ويخرس لسانها ويشل حركتها إلى الأبد.

وهنا نطرح أسئلة تراود البعض: هل أفلح «شارون» ومن سبقه من جلاوزة الدولة اللقيطة أن يحققوا الأمن لمرتزقتهم، ويدمروا الانتفاضة بقتلهم قادة المقاومة أمثال الشهيد محيي الدين الشريف وقبله الشهيد يحيى عياش والشهيد صلاح شحادة والشهيد أبوعلي مصطفى وغيرهم؟ وهل حققوا إنجازات من وراء القتل والخطف، ونسف البيوت وتشريد مئات الأطفال والنساء والشيوخ، وتجريف ومصادرة الأراضي؟

لقد أكد «شارون» بفعلته الشنيعة هذه للعالم كله مدى إفلاسه، وعدم امتلاكه بعدا وافقا سياسيين، فتصرفه هذا يدل على تخبطه في بركة عميقة من اليأس وخيبة الأمل، بل على أنه لا يتقن سوى سياسة (الجزارة) ولغة الدماء والأشلاء، وهذا حال الفاشلين.

سيكتشف «شارون» قريبا أنه ارتكب حماقة لم ولن يرتكبها حتى السياسي الذي مازال يحبو في مسلك السياسة، وأن الشيخ المجاهد سيبقى حيا في ضمير كل إنسان حر شريف، يؤمن بقضيتنا العادلة، وسيظل جذوة مشتعلة تنير درب المقاومة والجهاد. «إن بطش ربك لشديد» (البروج:12).

كلمة أخيرة إلى روحه الطاهرة: «إن العين لتدمع والقلب ليخشع» وليس لنا إلا أن نقول «إنا لله وإنا إليه راجعون» فهنيئا عاشق الشهادة.

رجاء قاسم

العدد 567 - الخميس 25 مارس 2004م الموافق 03 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً