العدد 2744 - الخميس 11 مارس 2010م الموافق 25 ربيع الاول 1431هـ

محصول زيتون ضئيل وحصاد أكثر أمانا من السنة الماضية في فلسطين

تبدو أشجار الزيتون الثلاثمائة المزروعة في أرض شاعر بالقرب من قرية جت بمدينة نابلس بالضفة الغربية شبه فارغة من الثمار ولذلك قد لا تحظى أسرته بكفايتها من الزيتون هذه السنة دون الحديث طبعا عن إمكانية جنيها لفائض تستفيد من بيعه.

وعلق شاعر على ذلك بقوله: "سنصلي وندعو الله كي يرسل لنا المطر". ويتوقع شاعر ألا يصل محصول هذه السنة لربع محصول السنة التي سبقتها والتي "لم تكن جيدة نهائيا".

من جهته، اشتكى أحمد وهو مزارع زيتون من منطقة قلقيلية على بعد 30 دقيقة بالسيارة من تل أبيب من أن المحصول الهزيل للزيتون هذه السنة لا يستحق جمعه، معلقا بقوله: "كل ما أستطيع فعله الآن هو متابعة الأمل في أن يكون المستقبل أفضل".

وقد عانى مزارعو الزيتون الفلسطينيون من تتابع ثلاث سنوات من سوء المحصول على خلاف ما اعتادته المنطقة من الحصول على محصول جيد سنة يليه محصول أضعف في السنة التي تليها. ولكن يبدو أن هذه الدورة المعتادة قد تغيرت الآن وزادها سوءا جفاف فصل شتاء 2008 - 2009، حسب بعض الخبراء.

وكان تقرير صادر العام 2008 عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) حول حصاد الزيتون بالضفة الغربية وقطاع غزة قد أفاد أن 45 بالمائة من الأراضي الزراعية في الأرض الفلسطينية المحتلة مزروع بحوالي 10 ملايين شجرة زيتون تتراوح إنتاجيتها بين 32,000 و35,000 طن من زيت الزيتون. وأوضح التقرير أن حوالي 93 في المئة من الحصاد يستعمل لإنتاج زيت الزيتون وأن 100,000 أسرة تعتمد إلى حد ما على الزيتون في قوتها وسبل عيشها.

وكان العام 2006 قد شهد محصولا جيدا أنتج حوالي 36,000 طن من زيت الزيتون، تبعه محصول ضعيف خلال العام 2007 تماشيا مع دورة السنتين ثم تلاه محصول ضعيف آخر خلال العام 2008 لم ينتج سوى 23,000 طن.

ووفقا لخبراء بالهيئة الإسرائيلية للزيتون، تسبب الجفاف في السقوط المبكر لأزهار الزيتون مؤديا بشكل كبير إلى تقليص الإنتاج خلال العامين 2008 و2009.

من جهته، أفاد مدير مجلس الزيت الفلسطيني نبيه ذيب خلال شهر أكتوبر/ تشرين الثاني أنه يتوقع أن ينتج مجمل محصول الزيتون خلال العام 2009 حوالي 5,000 طن من زيت الزيتون فقط، وهو أقل بكثير من كمية الـ 15,000 طن اللازمة لتغطية احتياجات الفلسطينيين.

وقد عانت بعض المناطق من انخفاض إضافي في الإنتاج بسبب انعدام إمكانية الوصول إلى حقول الزيتون. فقد أفادت جمعية "حاخامات من أجل حقوق الإنسان" وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية، أن قيود الوصول إلى الحقول، خصوصا في المنطقة بين الجدار الأمني وخط هدنة 1949 المعروف "بالخط الأخضر" قد زادت أنه "بالرغم من تصريحات قوات الدفاع الإسرائيلية بخلاف ذلك".

غير أن حصاد هذه السنة لم يشهد حوادث أمنية هامة، وهو ما يشكل إنجازا مقارنة بالسنوات الماضية. فقد عين الجيش الإسرائيلي مئات الجنود وشرطة حدود لمنع المستوطنين من تعكير صفو الحصاد.

كما نسقت السلطات الفلسطينية والإسرائيلية معا لتمكين المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى المناطق المحظورة المحيطة بالمستوطنات والواقعة خلف جدار الضفة الغربية. وتولت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مراقبة الحصاد دون أن تضطر للتدخل مثلما كان يحصل في السنوات الماضية، عندما كانت البوابات المؤدية إلى حقول الزيتون تظل مغلقة.

العدد 2744 - الخميس 11 مارس 2010م الموافق 25 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً