لم يسبق للمدير الفني لفريق إنتر ميلان الإيطالي لكرة القدم المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو أن تحدث عن الثأر ولم يقل أبدا أن لديه ما يريد أن يبرهن عليه ولكن كل ما يتعلق بهذا المدرب الشهير كان ينم عن احتفال بنصر شخصي بعد فوز فريقه الحالي على فريقه السابق تشلسي الإنجليزي مساء أمس الأول (الثلثاء) في إياب الدور الثاني (دور الستة عشر) لدوري أبطال أوروبا.

كان المؤتمر الصحافي الذي عقده مورينهو قبل المباراة نموذجا في الابتعاد عن الحقيقة لأنه لم يقل إن رحيله عن تدريب تشلسي العام 2007 أضر به ولم يذكر إن ذلك كان أمرا صعبا عليه وإنما أشار إلى انه أصبح أكثر نجاحا منذ رحيله عن تدريب الفريق.

وقال مورينهو: «الحياة تمضي في طريقها. مازلت أحقق مكاسب مهمة. تشلسي يحقق الفوز. بشيء ما».

وبشكل أكثر دقة، قاد مورينهو فريق إنتر للفوز بلقب الدوري الإيطالي الموسم الماضي، كما يعتلي قمة جدول المسابقة الموسم الجاري حتى الآن، بينما لم يفز تشلسي منذ رحيل مورينهو إلا بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي.

والأكثر من ذلك أن إنتر فاز بقيادة مورينهو على تشلسي في مباراتي الذهاب والإياب. حالف الحظ إنتر في مباراة الذهاب التي انتهت بفوزه 2/1 في ميلانو عندما تغاضى حكم المباراة عن احتساب ضربة جزاء واضحة، وصحيحة لنجم تشلسي اللاعب سالومون كالو. بيد أن تفوق إنتر كان واضحا تماما في مباراة الإياب على استاد «ستامفورد بريدج» بالعاصمة البريطانية لندن.

وأعرب البرتغالي جوزيه مورينهو عن حزنه لخروج ناديه السابق تشلسي أمام الإنتر في ثمن نهائي دوري الأبطال الأوروبي، ملمحا إلى إمكانية عودته لإنجلترا كمدير فني لأحد منافسي البلوز.

وعن علاقته بالنادي اللندني أكد: «كما قلت من قبل أنا أحب تشلسي وأحب هذا الملعب وأحب الناس هناك، لكن من الممكن أن أدرب فريق إنجليزي آخر في المستقبل وأعود إلى هنا مرة أخرى كمنافس».

ودرب مورينهو تشلسي في الفترة من صيف 2004 حتى سبتمبر/ أيلول 2007 وفاز معهم بالدوري مرتين وتأهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين.

وقدم مورينهو نصيحة طيبة لمالك نادي تشلسي الملياردير الروسي رومان إبراموفيتش، وقال مورينهو: «رومان شخص ذكي للغاية، ولذلك فإنه لم يعد الشخص نفسه الذي عندما دخل عالم كرة القدم. وربما اعتقد مورينهو لدى دخوله عالم كرة القدم أن الأمر سيكون سهلا. الأمر ليس سهلا، بل صعب. الفرق تفوز بتفاصيل دقيقة تحدث الفارق».

وأضاف «يعلم (مورينهو) أن الأمر ليس سهلا الآن. يعلم الآن كيف يقرأ مباراة ويفهم مباراة ويحلل مباراة ويعلم أن فريقه خسر أمام فريق استحق الفوز». وأضاف «إنه رجل له مكانته الرفيعة، ولذلك سيتقبل هزيمته لأنه يعرف أن إنتر كان الفريق الأفضل».

يعني هذا أن إبراموفيتش سيعرف أيضا أن التخلص من مورينهو قبل ثلاث سنوات كان خطأ. وأضاف مورينهو «كان لديهم (تشلسي) الطموح للتأهل وكانوا متوترين لأنهم يشعرون أن إنتر كان الفريق الأفضل. لا أقول إن إنتر أفضل من تشلسي. ولكني أقول إن إنتر كان الأفضل من تشلسي منذ الدقيقة الأولى في المباراة وحتى الدقيقة الأخيرة وان ذلك أصاب لاعبي تشلسي بالارتباك والتوتر على رغم أنهم من المحترفين الرائعين، والمتميزين». وأضاف «سيظل المقربون مني كما هم. ولكنني كنت المنافس اليوم. والمنافس حقق الفوز. هكذا تسير الحياة».

وفي المقابل، يبدو أن تشلسي يعاني من بعض المشاكل إذ يفتقد الفريق القدرة على الانطلاق من منتصف الملعب في ظل غياب اللاعب الغاني مايكل إيسيان عن صفوف الفريق. وسيشعر نجم تشلسي المهاجم الإيفواري الدولي ديدييه دروغبا، بأنه نال معاملة قاسية وخشنة من لوسيو ووالتر صامويل مدافعي إنتر وبأنه لم يحصل على الحماية الكافية من قبل الحكم فولفجانج شتارك وأن ذلك أدى إلى أنه «داس» على اللاعب تياغو موتا ما كلفه الطرد من المباراة. ولكن المشكلة الرئيسية هي أن دروغبا وزميله المهاجم الفرنسي نيكولا انيلكا لا يستطيعان اللعب سويا.

وفي غياب الظهير الأيسر للفريق أشلي كول بسبب الإصابة، يفتقد تشلسي كثيرا من قوته أيضا. وبينما يستطيع الفريق التغلب على فرق مثل ويست هام الذي فاز عليه بالفعل 4/1 يوم السبت الماضي في الدوري الإنجليزي يصبح من الصعب على تشلسي التغلب على الفرق الكبيرة.

ويحتل تشلسي المركز الثاني في جدول الدوري الإنجليزي بفارق نقطتين خلف مانشستر يونايتد حامل اللقب ومتصدر جدول المسابقة وتبقى لتشلسي مباراة مؤجلة. بيد أن عدم تصدر تشلسي لقمة جدول المسابقة بفارق كبير من النقاط قد يعني فشل الفريق في ظل المشاكل التي عانى منها مانشستر يونايتد لرحيل نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد الإسباني في نهاية الموسم الماضي، بالإضافة للأخطاء والهشاشة المألوفة في فريق أرسنال.

ويدرك المدير الفني لتشلسي المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، أنه سيواجه رقابة أكبر على فريقه في الفترة المقبلة. وقال أنشيلوتي: «عملت لفترة طويلة في هذه البيئة وأعلم تماما كيف ستسير التوقعات. من الطبيعي أن يقع أي مدرب تحت الضغوط إذا خسر عددا قليلا من المباريات. سنعاني من ضغوط أكبر في المباريات القليلة المقبلة ولكن يجب أن نتحلى بالقوة وأن نسيطر على مشاعرنا بشكل أكبر».