العدد 2752 - الجمعة 19 مارس 2010م الموافق 03 ربيع الثاني 1431هـ

محمد بن راشد يشهد جانبا من ورشة تصوير «أبواب الغيم»

شهد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جانبا من ورشة تصوير المسلسل العربي «أبواب الغيم» من خيال وأشعار الشيخ محمد، الذي يشارك فيه أكثر من خمسين فنانا وفنانة من نجوم الإمارات والخليج والوطن العربي.

وقد راقب الشيخ محمد عن كثب عملية التصوير لأحد المشاهد، واستمع إلى لهجات الممثلين البدوية، وحاورهم وتجاذب مع المخرج المبدع حاتم علي أطراف الحديث حول نجوم المسلسل والسيناريو والحوار، الذي أعده السيناريست المعروف عدنان العودة، ومراحل وأماكن تصوير العمل الذي يتكون من ثلاثين حلقة، ويبث على قنوات «مؤسسة دبي للإعلام» في شهر رمضان المقبل.

ووجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم القائمين على المسلسل، بحضور مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي أحمد عبدالله الشيخ، بأن يبدعوا أداء وتصويرا وإخراجا حتى يكون العمل فنيا بامتياز، يمكن للمشاهد أن يستمتع بحلقاته ويتفاعل مع الكلمة ومع الفنان نفسه وكل تفاصيل ومفردات المسلسل، معربا عن دعمه وتشجيعه لمثل هذه الأعمال الفنية الهادفة التي تعكس تراثنا العربي بكل مكوناته (الشعر والملابس والخيمة والمكان والإنسان)... وغير ذلك، وتعرف بنمط حياة البدوي في الصحراء العربية بلهجة واضحة ومفهومة وأسلوب مشوق، ولاسيما بالنسبة إلى جيل الشباب الذي من الواجب عليه أن يتعلم ويتعرف إلى كل تفاصيل حياة الآباء والأجداد والإرث الثقافي الذي ورثناه ونحافظ عليه ونحميه ونجدده، كي يبقى حيا يعيش، وتعيش معه وبه أجيال العرب المتعاقبة.

المخرج حاتم علي ذكر خلال تقديم الشرح إلى حاكم دبي في موقع التصوير بصحراء الإمارات - جهة منطقة المرموم في دبي، أن التصوير سيتم بين صحراء الإمارات والصحراء السورية في تدمر، والصحراء المغربية في منطقة مراكش، مضيفا أن مدة التصوير يمكن أن تستغرق مئة يوم بين هذه المواقع الثلاثة التي تتطلب سفرا وجهدا إضافيا وإبداعا من كل أفراد طاقم العمل الذين يعملون بروح الفريق الواحد لإنجاز المسلسل بالصورة والشكل الذي يليق بالمستوى والقيمة الرفيعة لخيال وأفكار وأشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، راعي هذا العمل الفني الأدبي الثقافي، الذي وصفه بأنه يثري الساحة الفنية العربية بكل المعاني والقيم الأصيلة لفارس عربي أصيل وشاعر يتمتع بالحس الوطني والإنساني المتدفق.

بعد ذلك، عقد فريق مسلسل «أبواب الغيم» مؤتمرا صحافيا موسعا في الخيمة الكبيرة، بحضور مدير إدارة الدراما في «مؤسسة دبي للإعلام» عبدالله العجلة، والمخرج حاتم علي، والكاتب عدنان العودة، وعادل عمر من المكتب الإعلامي لحكومة دبي، ووجود نجوم المسلسل والفريق الفني، إلى جانب عدد كبير من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية التي حرصت على متابعة مراحل التصوير والزيارة التي قام بها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لموقع التصوير.

وتحدث المخرج حاتم علي في البداية مقدما فريق عمله من ممثلين وفنيين، مشيرا إلى صاحب فكرة هذا العمل وراعيه وهو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يكن له ـ كما الكثيرون ـ شديد الاحترام والتقدير للإنجازات الكبيرة التي حققها، التي لا تقتصر على نهضة اقتصادية وعمرانية، وإنما تتجاوز ذلك إلى شيء أكبر وأعمق سواء على مستوى الثقافة والفكر والتعليم، مؤكدا أن هذا هو الاستثمار الحقيقي في الإنسان العربي نفسه.

قائلا إن الرؤية الإخراجية تنطلق من النص نفسه، مؤكدا أن مسلسل «أبواب الغيم» يختلف كل الاختلاف عن بقية أعماله الإخراجية السابقة من ناحية التوجه لتقديم عمل أكثر التصاقا بالمكان والزمان، ورصد مصائر مجموعة من الناس في مرحلة مضطربة من تاريخ شبه الجزيرة العربية، من خلال متابعة علاقتها بهذه البيئة القاسية، إلى جانب طموحاتها وتطلعاتها وشبكة العلاقات الإنسانية في هذه القبائل ضمن مرجعية زمنية ومكانية محددة.

فيما أشار الكاتب عدنان العودة، في أول تعاون له مع المخرج، إلى تقديم عمل ينتمي إلى الدراما البدوية التاريخية وإظهاره جغرافياَ ومكانيا، مشيرا إلى أن «أبواب الغيم» عنوان مجازي شعري على اعتبار أن العمل يحمل العديد من القصائد التي كتبها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في الوقت الذي يعيد هذا المسلسل تكريم الخيل العربي، ويتحدث عن الخيل بمعناه المجازي كرمز لكرامة الإنسان العربي وعزته وانطلاقته نحن المستقبل.

ووصف الممثل غسان مسعود شخصية «عكيد القبيلة» التي يقوم بتقديمها، بأنه القائد الميداني للقبيلة، وهو الذي يخوض حربها وسلمها وهو المسئول عن أمنها وعلاقتها مع القبائل الأخرى.

فيما أكد الممثل السعودي عبدالمحسن النمر أن شخصية «مجول العضيدي» تعتبر من أجمل شخصيات العمل، حيث تتجسد الحياة كاملة من خلال المراحل العمرية التي تمر بها هذه الشخصية، إلى جانب التنوع الكبير في مجموعة المشاعر الإنسانية ما بين الحب والفروسية وحتى الجانب الكوميدي الطريف. وقالت الممثلة سلافة معمار أن شخصية «صبحة الحفيانة» شخصية درامية جديدة لم تقدم من قبل في الدراما العربية، من ناحية قوة شخصيتها وتمتعها بالذكاء وطريقة الطرح والحوار، كذلك في المرحلة الزمنية التي تمتد من عمر 20 إلى 70 عاما، متضمنة العديد من الصراعات والمحاور التي تمر بها هذه الشخصية الإنسانية، مؤكدة الدور الكبير الذي سيقوم بها عبدالله الإسكندرني في هذا المجال، الذي يعتبر من الخمسة الأوائل على المستوى العالمي في مجال الماكيير والمكياج الخاص بالتمثيل. فيما فضّل الممثل قصي خولي الحديث عن شخصية «غازي» بأنها شخصية جميلة تحب ركوب الخيل وتحصل عليه نتيجة موقف رجولي، إلى أن يكتشف أن هناك كارثة ما تقلب حياته رأسا على عقب، ليتحول إلى شخص آخر، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه سيقدم في هذه العمل خمس شخصيات متعددة، مما يحمله مسئولية كبيرة في هذا الإطار.

من جانبها، وصفت الممثلة نسيمة ضاهر شخصية «شلوه» بالأم القوية التي ربت ولدها الوحيد حتى أصبح رجلا، مازالت تخاف عليه وتناديه «طوير شلوه» مشبهة علاقة هذه الأم بابنها كعلاقة الأرض بأبنائها الذين يرتحلون عنها فجأة.

يذكر أخيرا أن مسلسل «أبواب الغيم» من خيال وأشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو من إخراج حاتم علي، وسيناريو وحوار عدنان العودة وتمثيل كل من النجوم: غسان مسعود، سلافة معمار، قصي خولي، عبدالمحسن النمر، محمود سعيد، ندين نجيم، جميل عواد، فارس الحلو، جولييت عواد، نادرة عمران، هبة نور، نجاح سفكوني، يحيى أبيازي، أمانة والي، سوسن أبو عمار، نجوى علوان، غسان عزب، أندريه سكاف، أحمد رافع، كندة حنا، محمد رافع، خالد نجم، عزة البحرة وآخرون.

ويرصد المسلسل تطور الحياة في الجزيرة العربية من خلال رصد مصائر عدد من الشخصيات في فترة زمنية مضطربة، شهدت وجود قوى مختلفة في تجاذباتها (أتراك وإنجليز)، وتركت تأثيرها على حياة هؤلاء البشر. غير أن العامل الأهم في بلورة الشخصيات التي يتحدث عنها العمل، هو صراع هذه الشخصيات مع ظروف حياتها القاسية، حيث يجهد العمل في إبراز طموح هذه الشخصيات إلى حياة كريمة حرة عبر شبكة معقدة من العلاقات الإنسانية من حب وغيرة وأنانية وكرم وتضحية، تحوّل العمل إلى ملحمة كبيرة بتعدد شخصياتها وحكاياتها، ضمن إطار تاريخي يعتمد على مرجعيات زمانية ومكانية محددة.

كما يركز العمل على علاقة البدوي بتفاصيل حياته وأرضه وعاداته ومنظومة تقاليده الاجتماعية، والأهم علاقته بالخيل كشريك أساسي في حياة مضنية متقشفة، كل ذلك في محاولة للكشف عن سر (البدوي)، هذه الشخصية الخاصة التي تعرضت للتهميش في الأدب والفن وربما التاريخ أيضا، عبر معالجات سطحية أدت إلى تنميط هذه الشخصية وحرمانها من عمقها الإنساني ومن دورها التاريخي بالقدر نفسه.

العدد 2752 - الجمعة 19 مارس 2010م الموافق 03 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً