العدد 2754 - الأحد 21 مارس 2010م الموافق 05 ربيع الثاني 1431هـ

البحرين وخطر المياه

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يحتفل العالم اليوم بيوم المياه العالمي، وهو اليوم الذي خصصته الأمم المتحدة من أجل الالتفات إلى أهمية الماء في حياة الشعوب وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من ضمان بيئة سليمة واحتياجات أساسية يحتاج إليها كل فرد بما يتراوح بين 20 و40 لترا من المياه الخالية من الملوثات الضارة والعوامل الممرضة وذلك لأغراض الشرب والمرافق الصحية، ويرتفع هذا الرقم إلى 50 لترا عند وضع الاستحمام واحتياجات الطبخ في الاعتبار.

ولكن بحسب الأمم المتحدة فإنه في بعض البلدان، لا يتم توفير كمية المياه اللازمة يوميا للشرب والمرافق الصحية بالنوعية المطلوبة. فالبلدان النامية التي تشهد توسعا عمرانيا سريعا تعاني من نقص مرافق معالجة مياه الصرف الصحي وهو ما يؤدي إلى تلوث مياه الشرب، وبذلك يصبح سببا رئيسيا للمرض (الذي يؤثر على الفقر والتعليم) والموت.

أما منظمة الصحة العالمية فقد أشارت إلى أن كل 4 مليارات حالة من الإسهال تحدث كل عام إضافة إلى ملايين الحالات الأخرى من المرض التي ترتبط بنقص الحصول على المياه الآمنة للاستهلاك البشري. ويموت كل عام 1,7 مليون شخص بسبب الإسهال، معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة. وتتأثر صحة الإنسان بصورة خطيرة بسبب الأمراض المتعلقة بالمياه مثل الكوليرا والتيفوئيد وغيرهما.

ونحن هنا في البحرين لدينا مشكلة مع المياه التي هي قليلة وتتم تحلية مياه البحر كبديل عن مياه العيون العذبة المنقرضة كما هي الآبار الارتوازية التي أصبحت هي الأخرى محدودة في بعض المزارع.

المشكلة لا تكمن في تحلية مياه البحر كبديل رئيسي ولكننا أصبحنا في الوقت الراهن ندمر بيئتنا البحرية بأيدينا تحت حجة التطور العمراني وردم مساحات كبيرة من البحر الأمر الذي قد ينعكس تدريجيا على نوعية المياه التي تصلنا عبر خطوط الماء إلى منازلنا والمرافق الأخرى.

وإذا نظرنا إلى خليج توبلي فقد تحول إلى مستنقع مقزز في الشكل والرائحة وذلك بسبب سوء أساليب استخدامات ضخ توصيلات الصرف الصحي وخاصة أنها الوحيدة في جزيرتنا التي بدأت تستوعب في السنوات الخمس الأخيرة أعدادا بشرية كبيرة سببت بدورها ضغطا على مستوى خدمات الصرف الصحي دون إيجاد بدائل ثانية.

إن تدني نوعية المياه أدى بحسب الخبراء في خليج توبلي إلى تدهور وظائف النظم البيئية كما يمكن أن يقود إلى تغييرات مفاجئة وغير منتظمة تساهم في أن يتغير النظام إلى حالة مختلفة تماما وينهار.

من هنا فإن تدهور نوعية المياه يحدث عندما يتم تحميل البنية التحتية القائمة والخاصة بمعالجة مياه الصرف الصحي المنزلية والمياه الصناعية (أو البنى التحتية الخاصة بالمرافق الصحية) فوق طاقتها وقد يكون تحسين وتوسع البنية التحتية مكلفا للغاية ولهذا فإنه لا يساير التطورات السريعة بشكل عام. ولذلك تبرز إدارة المياه الملوثة كنوع من التحدي الكبير لنا في البحرين وفي بعض مناطق العالم.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2754 - الأحد 21 مارس 2010م الموافق 05 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 6:28 م

      لا تنسين الأستنزاف العشوائي الجائر للمياه من قبل!

      كلام مهم لكن مع الأسف كلامش متأخر 30 سنة ! .. راحت العيون الطبيعية و انطمرت و آخرته عين عذاري و الساب اللي يعتبر اكبر شبكة طبيعية لري الأراضي لزراعية.. و لا احد ماخد الأمر بجد و بأهمية الحفاظ على ما تبقى من موارد مائية للأجيال القادمة.

    • زائر 6 | 5:15 م

      التهميش في وزارة البلديات والزراعة

      اختي ريم تسلمين على الموضوع
      ولكن مع الاسف في وزارة البلديات المسئولين
      جالسين يهمشون الكوادر الفاعلة في قضايا المياه
      و ترقي من لا يفقه بمثل هذه الامور
      حده امام جمعة و جماعة
      و اما الدكاترة فهم قد تم عزلهم و تمشيهم
      اين الصحافة و النواب من هذه المهازل

    • زائر 5 | 3:03 ص

      خيرنا لغيرنا

      التطور العمراني هو ما يؤدي إلى نقص المياه، وليس نقص المياه هو المشكلة فقط فأن سوء استهلاك المياه هو أيضاً أحد العوامل التي تساهم في تدني نوعية المياه وليس فقط سوء معالجة مياه الصرف الصحي وعمليات التكرير.

    • زائر 4 | 2:04 ص

      الحياه لهم والموت لكم!!!

      مياه الابار والعذبه الصالحه لشرب نسبتها%3
      واكثر من %2 لا يصل اليها الانسان لكونها عن الزليج والشلالات اي ان المياه الصالحه نسبتها اقل من %1 وبدورهم بدل ان يحرصوا على هذه المياه
      يخمدونها فهذا هو العمران!!
      وهل المواطنون لهم فائده ان ماتوا فلكثير الاجانب من بلوش وهنود وغيرهم يتمنون ان يكونوا مرتزقه فى البحرين كما اصبح من على شاكلتهم مرتزق فى البحرين!!

    • زائر 3 | 1:27 ص

      المياه

      ان المياة في الشبكة والموحودة حاليا هي حسب المنظمة العالمية للمياه الشرب ، فهي صحية ونقية وصالحة الى الاستخدام الادمي ولكن تحتاج الى تصفية وتنقية لتكون صالحة لشرب لأنها ذات جودة عالية وإنتاجية رائعة ، ولكن وللأسف بعض الخطوط بالشبكة تحتاج الى تبديل لإنتهاء عمرها الافتراضي بل وحتى عدم صلاحيتها للإستخدام ،
      ومع هذا فإننا ننعم ولله الحمد بمياه صالحة للإستخدامات الآدمية

    • زائر 2 | 1:12 ص

      هالكلام ياريم

      حق من له اذا كان حق الحكومة ترى المعلومة مب ييديدة وتدرى والصراحة ماقصرت ... واذا كان حق النواب ترى النواب عندهم موضوع الفضيلة والاخلاق ومنع الخمر له اولوية اكبر ... واذا كان لنا احنا القراء فآنه نيابة عن القراء اذا سمحوا لى آرد اقول لج ... ام العيون العذبة عرفتوها....عرفناها البحرين البحرين ..... ام المحبة والسلام البحرين البححححححرين

    • زائر 1 | 11:48 م

      عبد علي البصري

      شكرا ريم على الموضوع الذي يمس الامن المائي الوطني ،

اقرأ ايضاً