العدد 580 - الأربعاء 07 أبريل 2004م الموافق 16 صفر 1425هـ

حرب المفاهيم

سلمان عبدالحسين comments [at] alwasatnews.com

كاتب

هناك مشكلات بدأت تظهر على مستوى المفاهيم وتقييم بعض الأطراف السياسية المعارضة لنفسها، ومنها على سبيل مفهوم «التشدد» في قبال مفهوم «الاعتدال» الذي حور شعبيا إلى مفهوم «الانبطاح». هذه التقييمات في حد ذاتها خطيرة جدا، لأنها تطلق في الفضاء الرحب من دون الالتفات إلى الطرف الذي يراقب هذه التقييمات وتفاعلاتها مع كل حدث سياسي جديد، ما يسهل ضرب جميع هذه الأطراف من قبل الطرف الذي يراقبها، ويرى إضعافها لدورها بنفس مفتوح على كل خيارات التصعيد، لتشتبك مفاهيم «التشدد» و«الاعتدال»، وتتحول إلى تصعيد ذاتي حاد التوجه لا اعتدال فيه.

ما يحدث في بعض المواقع الإلكترونية وبعض المواقع السياسية والإعلامية جزء من التداعي الخطير في تسويق هذه المفاهيم، ولا يجوز أن تستمر حرب المفاهيم، وتتطور إلى إسقاطات جديدة جراء الاحتقان البيني الذي ينجم عن الاختلاف في الرأي، وهناك حاجة ماسة إلى كسر غرور النفس وجمودها عند موقف معين، ليأخذ الحوار والتفاهم مساحتيهما الكافيتين، فادعاء احتكار الحقيقة ومصلحة الناس من كل الأطراف بلا استثناء، لا يخدم أبدا في توجيه الموقف السياسي وجهته الصحيحة.

الأخطر من كل هذه الصراعات البينية، هو أن يتحرك الإكراه السياسي باتجاه ضرب أجندة معينة وفرض أجندة أخرى، وخطورة هذا الإكراه، أنه سيضعف الأجندة كلها، لأن أي طرف يرى صوابية أجندة معينة، فيكره الطرف الآخر على التنازل عن أجندته، معناه أنه يسمح للطرف الماسك بأسباب القوة أن يفشل الأجندة من خلال ضربها واحدة واحدة، وفي ذلك تأسيس للتضييق على حرية التعبير وفق الإطار السلمي والقانوني، مراعاة لظروف سياسية تخدم الطرف الأقوى فقط، ولا يفعل ذلك عاقل إذا كان يدعي امتلاك أجندة سياسية، بل يجب تناغم الأجندة جميعها، وعدم تعارضها مادامت تمتلك شرعيتها وفق الإطار السلمي

إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"

العدد 580 - الأربعاء 07 أبريل 2004م الموافق 16 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً