العدد 582 - الجمعة 09 أبريل 2004م الموافق 18 صفر 1425هـ

الديمقراطيون يصعّدون هجومهم على بوش في العراق

اصطفاف حزبي في الكونغرس

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

تعيد المرارة المتزايدة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن الحرب على العراق، إلى الأذهان حقبة فيتنام، كما هو الحال بالنسبة إلى هبوط التأييد الشعبي الأميركي للرئيس جورج بوش في شن الحرب، إذ أعرب 40 في المئة فقط عن موافقتهم على الطريقة التي يعالج بها بوش الوضع في العراق، وطبقا لنتائج استطلاع أجراه يوم الاثنين مركز بيو للأبحاث الدولي فإنه هذه أدنى نسبة يصل إليها تأييد بوش.

ويعكس الاضطراب المتزايد في الكونغرس الأميركي وحال الاصطفاف الحزبي، سلسلة من النكسات التي عانت منها قوات الاحتلال الأميركي في العراق خلال الأسابيع الأخيرة كما يعكس الخطر المتزايد من أن الفشل الأميركي في العراق قد يضر بصورة حادة بالمصالح الأميركية العالمية بزيادة المشاعر الراديكالية للعرب والمسلمين في كل مكان.

والتحق العضو الديمقراطي البارز في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت بيرد بزميله إدوارد كنيدي بالإعلان أن العراق أخذ يتحول إلى فيتنام أخرى، فيما انتقده أعضاء جمهوريون بدعوى أن مثل هذا القول يشجع العراقيين ويزيد من الخطر الذي يواجهه الجنود الأميركيون.

ولاحظ بيرد أن زيادة كبيرة في عدد القتلى الأميركيين في العراق وأن معظمهم من الشباب الذين «قبل أن يتمكنوا من تحقيق أحلامهم، استدعوا من قبل القائد الأعلى إلى المعركة التي أصبحنا نعرف الآن أنها أعلنت استنادا إلى معلومات استخبارية خاطئة وادعاءات تم تضخيمها على نطاق واسع عن خطر داهم».

وقال بيرد إن «عدم وجود سبب طاغ وعدم وجود خطة للتعامل مع تحديات الأمن والإعمار الضخمة بعد الحرب أدى إلى أن يدفع جنودنا وهم أكثر من 600 الثمن». وقال بيرد إنه بعد عام من احتلال العراق وإنفاق 121 مليار دولار فإنه «كان يتعين على حكومة بوش أن تعمل باتجاه إيجاد استراتيجية مخرج وليس خطة لزيادة القوات الأميركية هناك».

ولكن السناتور الجمهوري جون ماكين رد على ذلك بقوله «إنني أعرف شيئا عن فيتنام، وإنني أعرف أننا لا نواجه فيتنام أخرى، فهذه مقارنة خاطئة كليا، فالوضع في العراق ليس شبيها بفيتنام، فلدينا المقدرة العسكرية والسياسية لكي نسود. وإنه خلافا لما كان عليه الوضع في فيتنام فإنه لا يوجد للعدو قوة عظمى تدعمه ولا توجد دولة جارة تشكل ملاذا له، وعلاوة على ذلك فإن معظم العراقيين يريدون الديمقراطية وأنه إذا فشلنا وتراجعنا وهربنا فإن النتائج ستكون كارثية بانقسام العراق إلى أجزاء معادية لبعضها بعضا وبإحراز المسلمين الراديكاليين النصر»

غير أن بيرد رد على زملائه الجمهوريين لفشلهم في إلقاء نظرة صارمة على الفوضى في العراق التي خلقها الاحتلال نفسه، لأن «ايديهم ملطخة بالدم... لأنهم صوتوا على إعطاء بوش السلطة لشن الحرب» وكان 29 من الأعضاء الديمقراطيين و48 من الجمهوريين صوتوا في أكتوبر/ تشرين الأول 2002 لصالح منح بوش قرار شن الحرب على العراق.

وقال بيرد إنه يتعين أن تطرح القضايا بصوت مرتفع في هذه القاعة بدلا من الهمس بها في الممرات والردهات، وقال «إن القلة من أعضاء مجلس الشيوخ الذين يمتلكون الشجاعة ليقفوا ويرفعوا أصواتهم يجري تحديهم على اعتبار أنهم غير وطنيين ويتهمون بأنهم يزرعون بذور الإرهاب».

أما الديمقراطي الصهيوني جوزيف ليبرمان فقد أيد إرسال مزيد من القوات الأميركية إلى العراق، وقال: «إن قواتنا الموجودة على الأرض في العراق الآن قليلة جدا في عددها لكي تخوض المعركة مع الثوار وترسي دعائم النظام المدني الذي يحتاج إليه لضمان عدم دخول العراق الحرب الأهلية». فيما أعرب العضو الجمهوري رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ بار روبرتس عن قلقه من أن عدم الاستقرار المتزايد في العراق يهدد موعد نقل السلطة في 30 يونيو/ حزيران المقبل وقد يؤدي إلى حرب أهلية، وقال: «إنني لا أعتقد أن هناك أي بديل آخر» غير إلغاء تسليم السلطة إذا استمرت حال عدم الاستقرار.

ويرى محللون أميركيون أن الصراع في العراق يتخذ منحى مرعبا ويدخل الولايات المتحدة في فخ حرب مقدسة. وقال جيرالد سيب في «وول ستريت جورنال» إن الولايات المتحدة تجد نفسها فجأة محاصرة ليس في حرب أهلية في العراق بل بشيء مختلف هو حرب دينية، وقال إن هذا وضع أكبر رعبا من القتال ضد وطنيين عراقيين، واضاف «اسالوا «إسرائيل» ما الذي يحدث عندما تتحول ثورة وطنية إلى قضية دينية». وقال إن القوات الأميركية الآن تواجه ثلاثة أعداء مختلفين، كل عدو منهم يصف نفسه بمعتقداته الدينية، فهناك المسلمون السنة وسط العراق (الفلوجة ومحيطها)، وهناك المسلمون الشيعة في الجنوب (الصدر وأنصاره)، وفي الظل هناك المجاهدون الأصوليون الإسلاميون غير العراقيين الذين دخلوا البلاد لشن هجمات، وهم على الأرجح مسئولون عن التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة

العدد 582 - الجمعة 09 أبريل 2004م الموافق 18 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً