العدد 584 - الأحد 11 أبريل 2004م الموافق 20 صفر 1425هـ

مد الهدنة في الفلوجة أملا في التوصل إلى حل سياسي

الإفراج عن تسع رهائن... وبوش يقر بمواجهة «أسبوع قاس»

قال أحد المفاوضين أمس: إن المحادثات الجارية لإنهاء القتال في الفلوجة ستستمر اليوم، وإن وقف إطلاق النار سيمتد خلال الليل.

وقال هاشم الحصاني - وهو نائب احد أعضاء مجلس الحكم - إن الهدنة «المهتزة» سيتم تمديدها 12 ساعة أخرى حتى صباح اليوم، وهو موعد استئناف المحادثات.

وأعلن مسئولون كبار في سلطة الائتلاف أنهم يسعون إلى التوصل لحل سياسي مع المسلحين. وقال مساعد مدير العمليات مارك كيميت، إن قوات الائتلاف أوقفت - من جانب واحد - الهجوم، عارضين وقفا غير مشروط للنار.

وأضاف «نبحث الآن عن حل سياسي لإعادة فرض سيطرة الحكومة»، موضحا «نحقق تقدما في دفع العملية السياسية إلى الإمام».

وأضاف علاء مكي (أحد مسئولي الحزب العراقي الإسلامي المشارك في المفاوضات) إن «حوالي 80 في المئة من المقاومين يستجيبون للدعوات إلى التهدئة ويبقى إقناع الـ 20 في المئة الباقين، وهذا ما نحاول أن نفعله».

وعن مسار المفاوضات قال: «نحن على اتصال مستمر مع قوات التحالف»، إلا انه رفض الكشف عن فحوى المفاوضات بين الحاكم المدني بول بريمر، والمسلحين.

وفي الوقت ذاته تجرى مفاوضات مع مقتدى الصدر. وأعرب أحد مسئولي مكتبه عن تفاؤله حيال فحوى الرد الأميركي على مقترحات تهدف إلى وضع حد للمواجهات، موضحا أن الرد سيصل في وقت لاحق.

من جهتها، بثت «الجزيرة» شريط فيديو خاص بالإفراج عن ثماني رهائن من جانب جماعة مسلحة. وقالت المحطة إن الرهائن من سائقي الشاحنات ينتمون إلى جنسيات مختلفة، وهم ثلاثة باكستانيين وتركيان ونبيالي وهندي وإيراني وفلبيني. وتم في وقت سابق الإفراج عن البريطاني غاري تيلي الذي خطف في الناصرية.

في المقابل، هددت مجموعة بإعدام رهينة ياباني خلال أقل من 24 ساعة إذا لم تتم الاستجابة لشروطها، مضيفة انه «سيتم تنفيذ حكم الإعدام في الباقين بعد مضي 12 ساعة».

ميدانيا، نقلت «الجزيرة» عن مدير مستشفى الفلوجة قوله ان القصف أسفر عن مقتل أكثر من 600 من سكان المدينة. وأسقط مسلحون مروحية أميركية ثانية من طراز «تشينوك» عصر أمس قرب الفلوجة، وأسقطت أخرى من طراز «أباتشي» في وقت سابق في بغداد. وقال الجيش الأميركي إن المقاومين قتلوا ثمانية جنود في هجمات متفرقة خلال اليومين الماضيين.

ومن جهته أقر الرئيس الأميركي جورج بوش، بأن قوات التحالف واجهت «أسبوعا قاسيا» في العراق.


مجلس الحكم يحث واشنطن على التخلي عن اعتقال الصدر

بريمر: الهدنة مستمرة في الفلوجة والصدر يجب أن يخضع للقضاء

عواصم - وكالات

أكد الحاكم المدني في العراق بول بريمر أمس أن الهدنة مستمرة بين التحالف والمقاتلين في الفلوجة. ومن جانبه دعا الزعيم المتشدد مقتدى الصدر العراقيين إلى الوحدة خلف «جيش المهدي» وقال إنه ينتظر جوابا من الأميركيين عن وقف المعارك. وفيما دعا مجلس الحكم واشنطن إلى التخلي عن محاولة اعتقال الصدر جرت مراسم إحياء أربعينية الإمام الحسين بسلام. وهددت جماعة بقتل رهينة ياباني في حين كانت تنتظر طوكيو الإفراج عن ثلاثة مختطفين.

وقال بريمر في مقابلة أجرتها معه شبكة «فوكس نيوز» إن «الهدنة صامدة في الوقت الحاضر ونأمل في إجراء محادثات مثمرة». وأضاف «لقد اتفقنا على وقف إطلاق النار بناء على طلب عدد من أعضاء الحكومة العراقية ووضع حد للأعمال العسكرية ومحاولة إيجاد سبيل للحد من إراقة الدماء». وقال «علينا أن نعمل على الخروج من هذه الأزمة».

كما أكد بريمر أن الصدر «يجب أن يخضع للقضاء. ويجب حل الميليشيا التابعة له وكذلك جميع الميليشيات» في العراق. وذكر بان واشنطن ستبقى متمسكة بالموعد المحدد لنقل السلطات إلى العراقيين.

وقال «إنه تاريخ أصر العراقيون بشدة عليه حين اتفقنا بهذا الصدد». وأضاف «أن غالبية العراقيين يعتبرونه الآن يوم انتهاء الاحتلال (الأميركي) واعتقد أننا إذا لم نلتزم بوعدنا، فسوف نعرض حياة المزيد من الأميركيين للخطر».

وقال المسئول في الحزب الإسلامي العراقي حاتم الحسيني إن الاتفاق يقضي بانسحاب المارينز من المدينة على مرحلتين على أن تحل محلها قوات الشرطة والدفاع المدني. ووصف عضو مجلس الحكم نصير الجادرجي الاتفاق بأنه «انتصار لمنطق العقل والحكمة وهو ما كان يسعى إليه المجلس طوال الأيام الماضية».

وسادت هدنة هشة الأحد بين قوات مشاة البحرية الأميركية «مارينز» والمقاتلين العراقيين على اثر وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ صباح أمس. وفر المدنيون من الفلوجة بعد أن أدت الهدنة إلى وقف القتال. وقال رئيس الهلال الأحمر العراقي عدنان الجبوري أن خمسة آلاف عائلة فرت من المعارك إلى مناطق صحراوية.

وبثت قناة «الجزيرة» أمس لقطات ظهرت فيها جثتا رجلين باللباس المدني قالت إنهما أميركيان كان يعملان في الاستخبارات وقتلا في الفلوجة. وأكد صوت كان يعلق أن المدنيين «ضابطان في المخابرات الأميركية».

من جهتها ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن كتيبة من الجيش العراقي الجديد رفضت التوجه إلى الفلوجة في وقت سابق من الأسبوع الجاري لدعم قوات مشاة البحرية اثناء قتالها من اجل السيطرة على المدينة. ونقلت عن ضباط كبار في الجيش الأميركي في بغداد قولهم إن هذا الحادث يلقي بشكوك جديدة على خطط الولايات المتحدة لنقل مسئولية الأمن إلى قوات عراقية.

إلى ذلك دعا الصدر العراقيين إلى الوقوف متحدين خلف «جيش المهدي»، مؤكدا أن هذا الجيش سيحررهم من الاحتلال. وقال في بيان علق على جدار مقابل المزار الذي يضم ضريح الحسين أن جيش المهدي «هو المدافع عن حقوق الشعب وعن مراجعه ومقدساته وهو يسير نحو تحريركم من الاحتلال».

وأعرب مسئول من مكتب الصدر عن تفاؤله حيال فحوى الرد الأميركي على مقترحات تهدف إلى وضع حد للمواجهات، موضحا أن الرد سيصل في وقت لاحق.

وقال قيس الخزعلي خلال مؤتمر صحافي في النجف إن «الوضع يسير باتجاه التهدئة على ما يبدو. أكد لنا وسطاء أن الرد الاميركي سيصلنا هذا المساء (أمس)، سلبا أم إيجابا». وطلب من العراقيين عدم تصديق وسائل الإعلام «بانتظار ما سيرونه من تقدم على الأرض».

واقترح أعضاء في مجلس الحكم على الولايات المتحدة أن تبحث أمر إبرام اتفاق لإنهاء انتفاضة الصدر بالموافقة على عدم اعتقاله. وأضافوا أن بريمر يبدو متقبلا للاقتراح الذي سيترك للعراقيين البت في قرار اعتقال الصدر. من جانبها طالبت مؤسسة الإمام الخوئي في لندن «بمحاكمة عادلة» أمام «المحاكم العراقية» للذين قتلوا عبد المجيد.

في غضون ذلك دمرت القوات الإيطالية أمس مكتب الصدر في الناصرية. وقال سكان إن الجنود استخدموا العبوات الناسفة لتدمير البناية وتسويتها بالأرض.

وتدفق مئات الآلاف من العراقيين على كربلاء الأحد لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين التي ألقت انتفاضة الصدر ومخاوف من شن هجمات بظلالها عليها. ولكن الأربعينية مرت بسلام.

وفي ملف آخر ذكرت «الجزيرة» أمس أنه جرى إطلاق سراح رهينة بريطاني يدعى جيري تلي وتم تسليمه إلى سلطات التحالف التي نقلته إلى إحدى القواعد العسكرية. واختطف تلي في الناصرية قبل ستة أيام.

وهددت مجموعة عراقية تقول إنها تحتجز ثلاثة رهائن يابانيين بإعدام واحد منهم في غضون 24 ساعة في حال لم تتم الاستجابة لشروطها وضمنها انسحاب القوات اليابانية من العراق، كما أكد بيان قراه عبر المحطة رئيس رابطة الدفاع عن حقوق العراقيين مزهر الدليمي الذي يقول انه يقوم بوساطة. مضيفا انه «سيتم تنفيذ حكم الإعدام في الباقين بعد مضي 12 ساعة».

وكانت «الجزيرة» نقلت في وقت سابق عن بيان للخاطفين أن الرهائن اليابانيين الثلاثة بصحة جيدة ويفترض أن يطلق سراحهم.

في الإطار ذاته أعلن ناطق باسم الخارجية الألمانية أمس أن الموظفين الأمنيين الألمانيين اللذين فقدا في العراق قتلا «على الأرجح». وأكد المصدر أن هناك «احتمالا كبيرا» في أن يكون الرجلان قتلا، لكنه لم يؤكد مقتلهما. وكان مراسل صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية زار مكانا كانت فيه جثتان أكد أنهما للألمانيين اللذين قتلا قرب الفلوجة.

في الإطار ذاته نفى مسئول في مكتب الصدر في النجف أن يكون الموظف الإنساني الكندي السوري الأصل الذي احتجز الخميس بين أيدي عناصر ميليشيا الصدر.

ميدانيا قال الجيش الأميركي إن طاقم طائرة مروحية من طراز أباتشي مكونا من فردين لقي حتفه عندما أسقطت أمس. وقال نائب مدير عمليات الجيش الأميركي في العراق الجنرال مارك كيميت في مؤتمر صحافي أن المروحية أسقطت على بعد خمسة كيلومترات غربي مطار بغداد. وأسقطت المقاومة حتى الآن تسع مروحيات.

كما قال الجيش الأميركي إن جنديا توفي متأثرا بجروحه التي مني بها في اشتباكات ضارية الأسبوع الماضي مع مقاتلين في بعقوبة. وقتل احد ركاب باص صغير وأصيب ستة آخرون بجروح في بعقوبة برصاص عناصر من قوات الدفاع المدني وجنود أميركيين اشتبهوا في الباص.

وقامت القوات الأميركية فجرا بعملية تفتيش في مسجد ومدرسة في بغداد بحثا عن اسلحة وأتلفت مساعدات إنسانية مرسلة لسكان الفلوجة. وأعلنت مصادر في «المارينز» أن اثنين من أفراد القوات جرحا بنيران قناصة كما قتل مسلح عراقي في اشتباك جرى بعد ذلك على رغم إعلان وقف إطلاق النار.

وصرح قائد قوات شرطة الطوارئ في كركوك أن أربعة أشخاص قتلوا واعتقل عدد كبير من «المشتبه بهم» في مواجهات جرت ليل السبت الأحد في حي شعبي شرق كركوك.

ولقي مدني مصرعه خلال مواجهات وقعت بين قافلة عسكرية اسبانية ومسلحين عراقيين هاجموا القافلة بـ «الرشاشات الأوتوماتيكية» في النجف. ولقي سبعة أشخاص مصرعهم اثر هجوم شنه مسلحون مجهولون كانوا على متن ثلاث سيارات في القادسية شمال الموصل الليلة قبل الماضية.


بوش يقطع إجازته لزيارة عائلات الجنود القتلى!

كروفورد - أ ف ب

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيقطع إجازة يمضيها في مزرعته بتكساس بمناسبة عيد الفصح ليقوم اليوم بزيارة لقاعدة عسكرية في فورت هود جنوب تكساس وسط تدهور الوضع الأمني في العراق.

وقال مسئولون في البيت الأبيض إن بوش لا ينوي إلقاء كلمة خلال الزيارة إلا أنه سيلتقي عائلات الجنود الذين قتلوا في العراق. ويبدي الكثير من الأميركيين امتعاضهم من قضاء الرئيس إجازة في الوقت الذي يشهد فيه الوضع في العراق تدهورا خطيرا.

وكتب بوب هيربرت في صحيفة «نيويورك تايمز» يقول «سيدي الرئيس هناك حرب تدور. قد يخطر لك أن تستقل الطائرة إلى واشنطن»، وأضاف أن بوش «اتصل بمستشارته لشئون الأمن القومي كوندليزا رايس من شاحنته الصغيرة في المزرعة ليقول لها إن أداءها كان رائعا (...) فهل هناك أمر يثير العجب أكثر من ذلك؟».


تقارير صحافية: قتلى الأميركيين في الفلوجة مرتزقة درّبهم «الموساد»

واشنطن - محمد دلبح

كشفت تقارير صحافية أميركية أن سلطة الاحتلال في العراق تسمح لأفراد شركات الأمن الخاصة العاملة في العراق بإطلاق النار على المدنيين العراقيين وملاحقة رجال المقاومة وأعضاء حزب البعث وعملاء عراقيين بهدف اغتيالهم، مشيرة إلى أن الأميركيين الأربعة القتلى الذين مُثل بجثثهم يوم الحادي والثلاثين من مارس/آذار الماضي في الفلوجة، هم من رجال القوات الأميركية الخاصة ووكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أيه) الذين يعملون في شركة الأمن الأميركية الخاصة المعروفة باسم «بلاكووتر سيكيوريتي كونسلتينغ»، وتمتلك هذه الشركة طائرات عمودية وأفراد كوماندوز مزودين بالذخيرة والأسلحة الرشاشة.

وكشفت تلك المصادر عن وجود الآلاف من هؤلاء الأفراد الأمنيين المرتزقة الذين يعملون في مهمات واسعة متعددة الأغراض، ويتبادلون النار مع العراقيين يوميا، ومعظم أفراد الشركة هم أفراد سابقون في القوات الأميركية الخاصة ورجال الـ «سي أي ايه»، وأبرز المواقع التي يعملون فيها منطقة النجف ومنطقة ما يعرف بـ «المثلث السني».

وأثار اكتشاف دور هذه الشركات، عددا كبيرا من الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس الذين طالبوا - في رسالة وجهوها الخميس الماضي إلى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد - بتوضيح مهمة ودور رجال شركات الأمن الأميركية الخاصة في العراق، معربين عن مخاوفهم إزاء ما أسموه «الجيوش الخاصة التي تنشط خارج سيطرة السلطة الحكومية»، ولا يخضعون للرقابة ولا لقواعد الجيش.

ويقول خبراء أميركيون إن شركات المرتزقة تتلقى مشورات من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وتستند أيضا في عملياتها على خبرات الـ «سي آي أيه» في إطار برنامج «فونيكس» الذي كانت تنفذه في فيتنام، كما تنفذه القوات الخاصة الإسرائيلية في الضفة الغربية وغزة، ويقوم على تكتيك «الحصار والملاحقة» وفق قوائم مطلوبين يحملها أفراد القوات الخاصة.


ضحايا المواجهات في الأيام الثمانية الماضية

العراقيون

الناصرية: 30 قتيلا و51 مصابا

الصدر: 67 قتيلا و 36 مصابا

العمارة: 12 قتيلا و27 مصابا

بعقوبة: 13 قتيلا و61 مصابا

النجف: 34 قتيلا و235 مصابا

الفلوجة: 600 قتيل و1000 مصاب

كركوك: 14 قتيلا و28 مصابا

كربلاء: 6 قتلى و28 مصابا

الحويجه: 13 قتيلا و20 مصابا

بغداد: 17 قتيلا و18 مصابا

تكريت: قتيل واحد

الكوت: 9 فتلى و11 مصابا

الموصل: 32 قتيلا و7 مصابين

المجموع: 848 قتيلا و1506 مصابا

جنود الاحتلال

65 قتيلا أميركيا و5 مصابين

قتيل سلفادوري و4 مصابين

قتيل أوكراني و5 مصابين

قتيل بلغاري و مصابان اثنان

قتيل بريطاني

قتيلان المانيان

إصابة 12 إيطاليا

إصابة 3 بولنديين

إصابة 3 البان

3 مخطوفين يابانيين

مخطوفان من عرب «اسرائيل»

4 مخطوفين ايطاليين

مخطوفان اميركيان

المجموع 71 قتيلا و34 مصابا و11 مخطوفا

العدد 584 - الأحد 11 أبريل 2004م الموافق 20 صفر 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً