قال أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن على هامش زيارته الأخيرة للمنامة إن علاقات الحلف مع مملكة البحرين متميزة وقائمة على مبدأ الشراكة والثقة المتبادلة، مقدرا للبحرين إسهامها في وضع خطط الطوارئ ومكافحة الإرهاب وأمن الطاقة.

جاء ذلك في لقاء خاص لوكالة أنباء البحرين (بنا) مع أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) إذ ذكر أن مبادرة اسطنبول تتيح 468 من البرامج والأنشطة للدول الأعضاء، وإذ إن دول الخليج العربية منضمة إلى المبادرة منذ 2005، فإن راسموسن أمل انضمام كل من الرياض ومسقط إلى المبادرة.

ولفت إلى أن الحلف لا ينوي البقاء أبديّا في أفغانستان، مؤكدا أن «الناتو» ليس تهديدا ضد روسيا وقوات الحلف ليست عدوة لموسكو، نافيا في الوقت نفسه أن يكون التأكيد الحلف طرفا لمعاقبة إيران أو الضغط عليها.

وهذا هو نص الحوار:

ماذا بشأن زيارتكم للبحرين قبل أيام والتقائكم القيادة وعددا من المسئولين؟.

- خلال الزيارة الأولى التي قمت بها للمنامة عقدت لقاءات ثنائية مع عدد من المسئولين البحرينيين وأجريت مشاورات جانبية مع وزير الخارجية وعدد من القيادات العسكرية في البلاد إذ تناقشنا في مجالات التعاون والتنسيق المشترك بين البحرين وأمانة الناتو، ووضعنا المرئيات التي من شأنها النهوض بمستوى التعاون المشترك بما يخدم السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، وسبل مواجهة التحديات التي قد تؤثر في الاستقرار في المنطقة والأمن الإقليمي المنشود، علما بأننا تباحثنا أيضا بشأن قضايا عامة كثيرة من ضمنها أمن المنطقة وسبل تأمين الحماية اللازمة لدولها.

ما الذي يميز علاقات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالمنامة؟.

- إن العلاقة بين حلف الناتو ومملكة البحرين علاقة وطيدة ومتميزة قائمة على بناء الثقة المتبادلة وتعمل وفق مبدأ الشراكة بين الطرفين لما فيه بلوغ المصالح المشتركة، كما نثمن سعي البحرين إلى تنمية التواصل مع حلف الناتو من خلال وضع البرامج والخطط والأنشطة التي تعود بالمنفعة على الطرفين.

ونذكر للبحرين أيضا كونها من أوائل الدول التي انضمت إلى مبادرة اسطنبول للتعاون في منتصف العام 2005، حيث بقيت شريكا متميزا وفعالا للحلف حتى يومنا هذا، كما اننا نتشارك مع البحرين في مجالات وضع خطط الطوارئ ومكافحة الارهاب العالمي وتوفير أمن الطاقة، ولدينا مخاوف مشتركة، ونحن نقدر دور المنامة وإسهاماتها الإيجابية والمشهودة في الكثير من جوانب التعاون المشترك، وحتى اليوم فإن البحرين استضافت عددا من اجتماعات الناتو بحضور دول من خارج منظومة مبادرة اسطنبول للتعاون (كالسعودية وعمان).

ولا ننسى كذلك دور البحرين في مجال مكافحة القرصنة في خليج عدن من خلال اسهاماتها المشهودة.

هل حققت (مبادرة اسطنبول للتعاون) الغرض المنشود من وراء تأسيسها؟.

- في الأساس فإن (مبادرة اسطنبول للتعاون) تهدف إلى زيادة الأمن والاستقرار عبر تعزيز العلاقات الثنائية ذات المنفعة المتبادلة مع البلدان الراغبة من منطقة الشرق الأوسط، علما بأن المبادرة مفتوحة لكل الدول التي تتبنى أهدافها، وخاصة في مجال محاربة الإرهاب والحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل.

واستعدادا لقمة اسطنبول التي عقدت في يونيو/ حزيران 2004 وقبل اتخاذ قرار إطلاق المبادرة، قام نائب أمين عام حلف الناتو بزيارة دول مجلس التعاون الخليجي الست لإجراء مباحثات استطلاعية على مستوى عال بهدف التعرف على مدى الاهتمام بمبادرة كهذه، إذ أبدت جميع البلدان التي تمت زيارتها اهتمامها بها.

وخلال الأشهر التي تلت مباشرة مؤتمر قمة اسطنبول تمت مناقشة سبل المضي قدما بهذه المبادرة خلال جولة ثانية لدول الخليج، وبحلول منتصف العام 2005 التحقت كل من البحرين والكويت وقطر والإمارات بالمبادرة، ويأمل الحلف أن تقوم السعودية وسلطنة عمان وغيرهما بالخطوة نفسها.

ما الذي يعوق انضمام السعودية وسلطنة عمان إلى مبادرة اسطنبول للتعاون حتى الآن؟.

- ليست هناك مصاعب أو عراقيل محددة، لكن الأبواب لاتزال مفتوحة، ولمسقط والرياض مطلق الحرية في تقرير مسألة الانضمام إلى المبادرة من عدمها.

ولا ننسى هنا أنه دائما ما تتم دعوة تلك الدولتين (السعودية وعمان) إلى حضور المؤتمرات واللقاءات التي تنظم بين الناتو ودول الخليج العربية.