العدد 2762 - الإثنين 29 مارس 2010م الموافق 13 ربيع الثاني 1431هـ

فعل انتفاضة أم إخفاء تهجير؟

commants [at] alwasatnews.com

ألم شديد، غضب عارم، قلق كبير، هذه هي الحال منذ إعلان الحكومة النازية والفاشية حكومة العدو الصهيوني افتتاح «كنيس الخراب» والذي هو بحق سواء كان مصادفة أو غير ذلك فهو كنيس خراب.

يعتريني ألم شديد لتلك المعاناة التي يعيشها أهلنا وأخوتنا وأبناؤنا وأشقاؤنا في فلسطين الحبيبة فلسطين السليبة التي أسلمها الحكام العرب لهذا المحتل الغازي والمجرم وتركوها لهذا الجزار يتفنن في تقطيع أوصالها ويذبحها بعد الذبح كل يوم مئة مرة. هذه المعاناة التي طالت واستمرت عقودا من الدهر.

غضب شديد يجتاح الجميع، ليس فقط من تخاذل النظام الرسمي العربي الذي يقف موقف المتفرج وهو يرى النساء والأطفال والشيوخ الكبار عرضة للتعذيب والتنكيل والاعتقال والقتل في أحيان كثيرة، هذا النظام الذي مات فيه الضمير ولم يعد يهمه من دنياه هذه سوى المحافظة على العروش وكرسي الحكم، ولو كان الثمن أن يطأطئ رأسه وينحني أمام السيد الذي يحمي له عرشه وكرسيه.

ليس النظام الرسمي العربي فقط هو سبب غضبي، بل أيضا شعوب الأمتين العربية والإسلامية التي يبدو أنها وحتى الآن تغط في سبات عميق، وكأنهم لا يعلمون ولا يرون ولا يسمعون ما وعما يجري في فلسطين وما طال المقدسات من تدنيس وانتهاك حرمة. وتعريض للإزالة!

إن المسجد الأقصى والذي هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بات اليوم وأكثر من أي وقت مضى عرضة للهدم، فها هي حكومة الإجرام الصهيونية وصلت إلى حائط المسجد، فماذا بقي أمامها من حواجز لتجهز على المسجد؟

وهنا أسأل الأمة العربية أولا أين النخوة العربية؟ أين القيم العربية؟ هل ماتت في أنفسكم وأصبحتم شعوبا مهجنة؟

وأسأل شعوب الأمة الإسلامية أين أنتم من المسجد الأقصى الذي قال فيه الله سبحانه «سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى»، ألم يكن هذا المسجد أولى القبلتين ألم يبارك الله هذا المسجد وما حوله أليس منه كان أسراء الرسول (ص)، فأين أنتم من كتاب الله وما تعتقدون كمسلمين؟

قلق كبير يساور الجميع، هل نحن على وشك أن نشهد انتفاضة ثالثة تبدأ من الأقصى ولا تقف عند حدود القدس؟

هل ما يجري الآن هو فعلا حدود ما هو متوقع حدوثه؟

هل حقا أن ما تبتغيه حكومة الإجرام الصهيوني هو بناء كنيس أو اثنين أو ثلاثة أو أكثر؟

إنني ومن خلال سيناريوهات الانتفاضة الأولى والثانية وما رافقهما من مقدمات وأحداث ونتائج أقول ربما نحن أمام مشهد انتفاضة ثالثة، لأن كل المؤشرات والتحركات العسكرية على الأرض والإجراءات المتخذة تشي بذلك. مع فارق أن الانتفاضتين الأولى والثانية كانت فعل مبادرة بدأه الفلسطينيون نتيجة انتهاك حرمة المسجد الأقصى وكانت حكومة العدو تعمل جاهدة على إخماد هاتين الانتفاضتين قبل أن تبدآ، أما في هذه المرة فهناك رغبة إسرائيلية واضحة في استدراج الفلسطينيين إلى انتفاضة ثالثة, وهذا هو مصدر القلق.

لم تعد الخشية من اندلاع انتفاضة ثالثة والتي أتوقع إن حدثت فستكون هذه المرة حاسمة ومصيرية لجهة وجودية هذا الكيان من عدمه، بل الخشية باتت الآن أكبر وهي حلم يراود رئيس وزراء العدو الحالي يشاركه هذا الحلم عدد كبير من وزراء حكومته المتطرفة ألا وهو تهويد القدس وكل المناطق المحيطة بها من أراضي الضفة الغربية وتقطيع أوصال ما يتبقى منها بحيث لا إمكانية للتواصل بين قراها وبلداتها.

نعم أنا أعتقد أننا أمام خشية حقيقية من اندلاع انتفاضة ثالثة سيكون لها تداعياتها على المحيط، وأمام خطر حقيقي من خلال مشروع تهجير جديد والذي إن حدث سيكون له تداعياته على المنطقة بأسرها. فهل سيكون بإمكان أصحاب القرار في النظام الرسمي العربي ومن يحميهم ويرسم لهم سياساتهم تحمل تبعات مثل هذه الخطوة المجنونة والتي إن حدثت فإنه سيكون من أول تداعياتها سقوط عروشهم وانتهاء أنظمتهم؟

وفي ظل هذا الألم والقلق والغضب، أطرح سؤالي: هل نحن على وشك انتفاضة جديدة؟ أم هل نحن على موعد مع تهجير كبير جديد يخلط الأوراق كلها وعلى كافة المستويات؟ وإذا ما حدث ما أخشاه فإنني وبصدق غير قادر على تصور ماهية الموقف العربي الرسمي المتخاذل والمتفرج.

إني أدعو الله مخلصا أن أكون مخطئا وأن يكون كلامي هذا وخشيتي هذه، هذيان مواطن عربي عقدته الوحيدة هي العجز العربي الرسمي وتخاذل الحكام العرب.

إقرأ أيضا لـ " "

العدد 2762 - الإثنين 29 مارس 2010م الموافق 13 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:25 ص

      14 نور

      أشاطرك الشعور فما يحصل في أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يدمي القلوب ويقطع الأوصال, ولكن يا أستاذي الفاضل أفهم من قولك أن الشعوب العربية تغط في سبات طويل ولا تفعل شيء وأنت تعلم وتدري بأن الشعوب العربية كلما تظاهروا دفاعاً عهن فلسطين شنت عليهم حكوماتهم الحرب بأسلحة الشغب إلى أن يتفرقوا, فهل أستشف من قولك بأنك تدعوا الناس لإسقاط حكوماتهم ولذلك لأن حكوماتهم لا تذعن لمطالبهم
      الداخلية فما بالك بمطلب كبير أكبر من الدولة الواحدة فهل يتوجب على الشعوب العربية أن تسقط حكوماتها وذلك للتحرير؟

اقرأ ايضاً