العدد 605 - الأحد 02 مايو 2004م الموافق 12 ربيع الاول 1425هـ

هل الضرب في الميت حرام؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

سؤال تردد كثيرا وسط الجماهير البحرينية: لماذا بقي التلفزيون البحريني في عزلة على رغم كل الانفتاح الذي حصل؟ لماذا تكاد وزارة الإعلام أن تكون الوزارة الأكثر احتياجا الى إعلام؟ كثير من البحرينيين يسمعون عن البحرين من القنوات الفضائية الأخرى. فالبرامج في غالبيتها مملة، رتيبة، وكلما حاول شاب بحريني مبدع أن يكسر المألوف فيأتي بشيء ابداعي انكسر في منتصف الطريق للعقبات التي توضع أمامه. هناك طاقات بحرينية داخل وزارة الإعلام، لكنها مازالت تعاني الاختناق. فإذا كان قانون تنظيم الصحافة سلط علينا، نحن الكتّاب والكثير من الصحافيين فجرجر من جرجر إلى المحاكم، ونحن البعيدون عن الوزارة فكيف بالمخرجين والفنانين والمذيعين داخل الوزارة؟ الإصلاح دخل بعض الوزارات وبدأت تتحرك نحو التصحيح، أما وزارة الإعلام فمكانك سر، انغلاق على مستوى البرامج، الحوارات مقتضبة ولم يكتف الوزير بذلك، بل وصلت يد الوزارة إلى البرلمان فبترت الكثير من الجلسات البرلمانية المهمة في فترات مختلفة حتى باتت الجلسات مشوهة.

قد يسأل البعض: هل الخطأ في البحرينيين فهم غير منتجين، اتكاليين، غير مبدعين؟ طبعا لا، وإلا ما تفسير نجاح الكثير من البحرينيين عندما يلتحقون بوزارات الإعلام في الدول الخليجية كمذيعات ومخرجين وفنانين؟ لماذا نجح المسلسل القطري في شهر رمضان على رغم أنه قام على أيدي بحرينيين أكفاء في بعض مواقعه؟ لماذا المسلسلات هناك تنجح وهنا يغلب عليها الصراخ وحشو الحوادث المتسارعة؟ لماذا يفشل الفنان هنا ويلمع نجمه هناك؟ إذا الخطأ في وزارة الإعلام وليس في البحرينيين. والسؤال يتكرر حتى على مستوى الرياضة، إذا أين تذهب الموازنة وهناك في الوزارة من يعانون من ضعف الراتب والامتيازات؟ لا أحد يستطيع أن يغفل أهمية الإعلام، والتلفزيونات الخليجية بدأت تتسابق في استقطاب جماهيرها عبر برامج أسرية، تربوية تعالج الأمن الاجتماعي، وبرامج سياسية توعي جماهيرها وكذلك اقتصادية وغير ذلك. والسؤال: متى ابتدأت قناة «أبوظبي» تقفز كل هذه القفزات الكبرى؟ متى ابتدأت ومتى ابتدأنا؟ «العربية» للتو دشنت محطتها وعلى رغم ذلك أين وصلت وأين أصبحنا؟ الخطأ ليس في السلطة، فجلالة الملك مازال يحمل مشروعات تنموية حديثة لتطوير الإعلام وغيره، ومنتدى «أصيلة» ما هو إلا محطة، ولكن على رغم ذلك كيف كانت التغطية الإعلامية لأصيلة؟ كانت تغطية تكرر الصورة والبرامج فقط، كان بإمكان وزارة الإعلام أن تقيم برامج ثقافية وحوارية عبر القناة البحرينية تستمزج آراء الجمهور لما رأوه من رسومات جميلة وجداريات ابداعية كما حدث في شهركان ومدينة عيسى... إلخ. وكان بإمكانها أن تستقطب الكفاءات المغربية والبحرينية في حوارات مفتوحة فتخلق بذلك مناخات أخرى وتفتح مساحات جديدة للفن.

لماذا ليس عندنا برامج شبيهة لبرنامج 6/6 الكويتي أو برنامج سيرة وانفتحت اللبناني أو نقطة نظام أو... غيرها؟ المشكلة ليست في الدولة، فبعض البرامج تربوية، فهل هناك دولة ترفض نجاح برنامج تربوي أو اقتصادي أو... إلخ؟ وعلى ذكر الاقتصاد هناك شخصيات اقتصادية بحرينية عرفناها من تلفزيونات خليجية. اعذروني على انتقادي لوزارة الإعلام لأنه يحزنني أن لا أحد أمام الشاشة يشاهد برامجها على رغم كل هذه المصروفات إلا بعض البرامج اليتيمة.

عذرك يا رب «فالضرب في الميت حرام»، ولكن لربما نحظى ذات يوم بعصا موسى

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 605 - الأحد 02 مايو 2004م الموافق 12 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً