اقتحمت قوات الأمن السعودية مجمع «الواحة» السكني في الخبر لتحرير ما بين 50 و60 رهينة احتجزهم أربعة مسلحين قاموا صباح أمس بإطلاق النار بصورة عشوائية لدى اقتحامهم مبنى «بتروليوم سنتر» الذي يضم شركات نفط أجنبية ومجمعات سكنية في منطقة الراكة في الخبر، ما أدى إلى مقتل 16 شخصا بينهم أميركي وبريطاني ومصري وفلبينيان وهندي وباكستاني ومدنيان سعوديان وسبعة من الشرطة، وإصابة عدد من المواطنين والمقيمين.
وتبنى تنظيم «القاعدة» الهجوم ووصف القتلى والجرحى بأنهم «أعداء الله الصليبيين». وعلمت «الوسط» أن المكاتب التي استهدفت يتبع بعضها إلى الشركة العربية للاستثمارات البترولية (آبيكورب) التي يرأسها الخبير الإداري البحريني رشيد المعراج. وكان المعراج في طريقه إلى الخبر عندما علم بالهجوم. وقد سمع دوي انفجار وإطلاق نار مساء أمس في محيط المبنى الذي يتحصن فيه متطرفون مسلحون مفترضون مع عدد من الرهائن فيما بدا وكأنه تمهيد لاقتحام المبنى.
الى ذلك، افاد شهود عيان من مدينة الخبر بأن الإرهابيين الموجودين بمجمع الصانع قد أفرجوا عن ثمانية أشخاص من المحتجزين منهم أميركيان من أصل عراقي وأردني وآخر يحمل جنسية عربية واسيوي وهولنديان.
وكان ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أعلن عن مقتل «حوالي عشرة سعوديين وغير سعوديين» وتساءل خلال لقائه مع عدد من أساتذة الجامعات ومشايخ القبائل ومسئولين سعوديين «ماذا يريد هؤلاء الضالون غير الدمار والفساد وزعزعة الأمن؟»، وقال: «إن الأمن سيفرض عليهم وعلى غيرهم غصبا، وسيتم القضاء عليهم».
وفي المنامة، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وقوف مملكة البحرين «التام والمطلق إلى جانب المملكة العربية السعودية في حربها ضد الارهاب ومرتكبي جرائمه الدنيئة في حق الابرياء»، وقال ان البحرين تضع «امكاناتها كافة تحت تصرف الاشقاء في المملكة والعمل معهم على محاربة عناصر الارهاب المفسدين في الارض».
وأدان عدد من الدول العربية والأجنبية الهجوم، في حين حثت السفارة الأميركية رعاياها على مغادرة المملكة فيما أعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، أنه سيزور المدينة، مشيرا إلى أنه «تحت وقع صدمة».
ومن جانبه، دعا وزير النفط السعودي علي النعيمي، المسئولين التنفيذيين في شركات النفط الاجنبية العاملة في السعودية إلى اجتماع في ارامكو لطمأنتهم بعد هجوم الامس.
الخبر - وكالات
أعلنت مصادر أمنية سعودية أن سلسلة الهجمات التي شنها مسلحون على مجمعات في مدينة الخبر أمس أسفرت عن مقتل 16 شخصا بينهم 7 أجانب في الوقت الذي اقتحمت فيه قوات الأمن السعودية مجمع الواحة الذي احتجز فيه المسلحون رهائنهم. فيما تبنى تنظيم «القاعدة» الهجوم.
وقالت المصادر ذاتها إن بين القتلى تسعة مدنيين على الأقل منهم سبعة أجانب إضافة إلى سبعة من أفراد قوات الأمن. وذكرت أن القتلى هم أميركي وبريطاني ومصري وفلبينيان وهندي وباكستاني ومدنيان سعوديان. وجاء في بيان عبر البريد الإلكتروني نُسب لـ «القاعدة» أنه «بفضل الله وحده استطاع المجاهدون الأبطال في سَرية القدس اقتحام مواقع شركات أميركية نفطية تابعة لشركة الاحتلال وهي عبارة عن مجموعة من الشركات المتخصصة في أعمال النفط ومقاولات التنقيب العاملة على نهب وسرقة ثروات المسلمين». وأضاف «وقد استطاعوا حتى الآن قتل وجرح عدد من أعداء الله الصليبيين على أن نوافيكم لاحقا بتفاصيل العملية».
وذكر مصدر مسئول بوزارة الداخلية و شهود عيان أن المسلحين الذين كانوا يرتدون الزي العسكري اقتحموا مبنى «بتروليوم سنتر» الذي يضم شركات نفط أجنبية في منطقة الراكة في المدينة، ثم مجمعات سكنية تأوي موظفي الشركات. وأضافوا إن المسلحين أطلقوا النار على حافلة لدى خروجها من مجمع «جولدن بيلت» السكني.
فيما أفادت الأنباء أن قوات الأمن اقتحمت مجمع «الواحة» الذي تحصن داخله المهاجمون بعد أن احتجزوا عددا من الرهائن دون أن تعرف نتيجة هذه العملية. وكان السفير اللبناني في الرياض أعلن قبل عملية الاقتحام أنه تم الإفراج عن اللبنانيين الخمسة الذين احتجزهم المسلحون.
وعلى صعيد متصل اجتمع وزير النفط السعودي على النعيمي مع المسئولين التنفيذيين بشركات النفط الغربية في مجمع ارامكو لطمأنتهم بعد الهجوم. ومن جانب آخر استنكرت عدد من الدول العربية والأجنبية والمنظمات هجوم الخبر. فيما دعت السفارة الأميركية بجدة رعاياها لمغادرة المملكة. ومن جانبه أعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في بيان أنه «تحت وقع صدمة» مؤكدا أنه سيتوجه إلى الخبر
العدد 632 - السبت 29 مايو 2004م الموافق 09 ربيع الثاني 1425هـ
