العدد 2769 - الإثنين 05 أبريل 2010م الموافق 20 ربيع الثاني 1431هـ

أرواح بين العجلات

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

يلاحظ في الآونة الأخيرة تزايد الحوادث التي يذهب ضحاياها المشاة بسبب عبورهم الشارع للانتقال إلى الضفة الأخرى، وفي كثير من البيانات التي تصدرها الإدارة العامة للمرور، يطلب من السواق أخذ الحيطة والحذر وعدم تجاوز السرعة المحددة، تلافيا لوقوع حوادث مشابهة.

التركيز منصب بشكل أساسي على من يقود السيارة، بينما لا يحمل الفرد مسئولية الانتباه واستخدام إشارات وخطوط المشاة لعبور الشارع، وبالتالي من يرغب في الانتحار - ويحصل ذلك كثيرا مع الآسيويين - لتعويض أهله بالدية، فعليه أن يلقي بنفسه عند أقرب عجلة لسيارة عابرة، فيتخلص من همومه وديونه ومشاكله في آن واحد.

في كثير من الأحيان، وخصوصا في الشوارع التي يوجد بها سور حديد، يتعمد بعض المشاة القفز من فوق الحواجز حتى وإن كلفهم ذلك التعرض لإصابة مباشرة.

وفي حال وجود إشارة للمشاة على بعد بضعة أمتار، فإنهم يفضلون المخاطرة بأرواحهم على أن يقطعوا السير مسافة إضافية للعبور بأمان، وبالتالي فإن المسئولية يجب أن لا يحمل بها طرف فيما يعفى الآخر من كل مسئولياته، بما في ذلك سلامته الشخصية.

من الواضح أن أغلب من يفقدون حياتهم سنويا من المشاة هم الآسيويون الذين يندرجون في فئة العمالة الرخيصة، وهؤلاء لم يستكملوا تعليمهم ولا يحظون بتثقيف وتوعية كافية بمخاطر الطريق، وشريحة واسعة منهم مثقلون بالديون وواقعون تحت ظروف نفسية قاسية، قد تدفعهم أحيانا إلى الانتحار أو رمي أنفسهم وسط الشارع، كما حصل قبل سنوات حينما ألقى آسيوي بنفسه من جسر المشاة على شارع الملك فيصل بالقرب من فندق الريجنسي.

من الممكن أن تكون الأنفاق والجسور العلوية وإشارات المشاة، جزءا من الحلول المفترضة لتلافي الحوادث التي يتعرض المارة، غير أن التوعية هي الحل كله، فليس أسلم للمرء من إرشاده للطريق الصحيح لاستخدام الطريق والعبور بأمان، وهذا لا يعفي السواق من التزامهم بالسرعة المناسبة لتدارك أي موقف مفاجئ أو خروج عرضي غير متوقع.

نحتاج إلى دراسة شاملة لجميع شوارع البحرين تحديدا الرئيسية منها والتي تتكرر فيها حوادث المشاة، لوضع الحلول المناسبة لكل منها وإيقاف مسلسل الحوادث المميتة المتكرر، ومنعا لتورط أناس لم يسبق لهم أن تورطوا خلال حياتهم في قضايا جنائية سوى أن الحظ العاثر قادهم للمرور بمركباتهم في هذا الشارع أو ذاك، فأفقدوا شخصا ما حياته.

خطوط المشاة لم تعد مؤثرة وذات هيبة كالسابق، فكل السيارات تمر عليها مر السحاب، وهو ما حدا بوزارة الأشغال لتركيب إشارات خاصة بالمشاة تعيد إليها شيئا من وقارها، غير أنه من الملاحظ أن بعض هذه الخطوط توضع في وسط شارع قصير بين دوارين، مما لا يسمح للسائق بالتحكم في سيارته وإيقافها في الوقت المناسب، فيضطر العابر إلى تحين المسافات بين السيارات للقفز باتجاه الجانب الآخر من الشارع بعد أن أعياه الانتظار، الأمر الذي قد يودي بحياته.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 2769 - الإثنين 05 أبريل 2010م الموافق 20 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً