العدد 2774 - السبت 10 أبريل 2010م الموافق 25 ربيع الثاني 1431هـ

من كسب الجولة في البيان التالي؟

الشيخ محمد الصفار mohd.alsaffar [at] alwasatnews.com

كنت مسرورا بعد أن انتهيت من متابعة حلقة برنامج (البيان التالي) على فضائية «دليل» بين الشيخين الصفار والبريك، وكنت الأسبوع الماضي كتبت بعض هواجسي من اللقاء في صحيفة «اليوم» السعودية 3/4/2010، وتمنيت حلقة لرجلين مسئولين يحسبان للكلمة حسابها، ويتأملان من اللفظة مردودها الإيجابي.

يعرض كل منهما هواجسه وأوجاعه تحت سقف الوطن الكبير، ويستظل كل منهما بمقولة رأس الدولة خادم الحرمين الشريفين (الوطن للجميع)، ويباشران حديثهما وكل يستحضر الوطن ويراعي الدولة ويحسب حسابا لأجوائه الخاصة ولمريديه وأتباعه، ويتعقل في مخاطبة أجواء الآخر، والأهم من ذلك كله أن يسعى كل منهما لإنجاح محاوره بالخلق الحسن وتوجيه الكلام المريح، والتماس العذر ما أمكنه لرأي زميله.

تحققت بعض آمالي، وكسرت مجاديف بعضها، وحين انتهى اللقاء قلت في نفسي الحمد لله لقد انتصر الجميع وكسب الوطن وسألت الله أن يرتاح المواطن، أعترف أنني تصورت اللقاء هو الحلبة بين الطرفين (وعذرا لتسميته بالحلبة) وغاب عني أن الحلبة أعلنت بدء جولاتها بعد اللقاء على فضاء الإنترنت والإعلام كله.

مواقع الإنترنت التي تحدثت عن ظفر الصفار بضيفه البريك تضرّ ولا تنفع، تؤجّج ولا تدفع للخير، تُمرض ولا تساعد في الشفاء، تؤذي ولا تريح أحدا، تزعج وتهرج وهي تحسب أنها تُحسن صنعا. وقد قابلها في الضفة الأخرى مقالات وكتابات وتعليقات حسمت اللقاء لصالح البريك، وكللته بالنصر والغلبة.

الشكر كل الشكر للمقالات التي كُتبت في الصحف وانتصرت للوطن، وشدت على يد الشيخين، وتعاملت بإيجابية مسئولة تجاه أهلها ومجتمعها.

المجموعات البريدية التي تتعاطى الشأن العام كان لها دور كبير في تحريك اللقاء وسعة انتشاره وبعضها (وهو كثير) كانت إيجابية، لكن البعض الآخر تعامل بسلبية قاتلة مع اللقاء وما دار فيه.

وما أودّ الكتابة عنه موجّه للشيخين الجليلين بعد شكرهما وتقديم الحب والاحترام لهما:

1/ هناك بعض الآراء والكتابات سياقها ونفسها واضح في النكاية وتصفية الحسابات مع هذا الطرف أو ذاك، فهي تعتمد أسلوب التهييج والتسقيط ضد هذا الطرف أو ذاك، وغالبا ما تكون هذه جولة من جولاتها في الصراع مع هذه الشخصية أو تلك لتصفية حسابات قديمة، ولمزيد من دفع الفواتير المتخلفة من السابق.

إن معركتها الأصلية ليست هذا اللقاء وما دار فيه، بل روحها العدائية التي قد تظهر في أي مفصل ومفردة من تحركات هذا الشخص أو هذه الجهة.

2/ مهما كانت إيجابية اللقاء فإن في الساحتين من يكره التعايش بين أبناء المجتمع سواء عن جهل أو ضمن أجندة وعمد، وهؤلاء لن يكفّوا عن التصيُّد في الماء وإن كان صافيا.

وسيمطرك هؤلاء بالعديد من الأسئلة التي تستبطن التهمة، فلماذا قال هذه الكلمة؟ ولماذا لم يرد هنا؟ ولماذا ابتلع الطعم هناك؟ ولماذا لم ينتصر في هذا الموقع؟ ولن تنتهي اللماذات ما دام هدفها استثارة غرائز الناس وعواطفهم.

3/ للتحاور البيني فوائد لا تقل عن الحوار الفضائي، بل ربما يكون الإنسان أبلغ في التعبير عن رأيه وتصوراته لمختلف القضايا، وتكون إجاباته أكثر حرية وانسيابا، لذلك أتمنى أن لا ينقطع الحوار بين الشيخين وأن لا يتوقف عند هذا البرنامج، كما أرجو أن لا تكون الحوارات بينها فضائية فقط.

ولو يقبل الشيخ البريك الدعوة مني لزيارة القطيف، فسيلتقي بطيف كبير من العلماء والمثقفين وأصحاب الرأي الذين يحملون هموم وطنهم ومجتمعهم ويتطلعون لألفته وترابطه، وسيلمس كل ذلك بعفوية لا تظهرها كاميرات الأستوديو ولا الفضائيات والبرامج الحوارية.

وأخيرا تبقى الانتقادات التي تمهّد لمزيد من الانفتاح والحوارات المقبلة، والتعرف على الصورة كما هي، هي الفائدة المرجوة من كل نقد.

إقرأ أيضا لـ "الشيخ محمد الصفار"

العدد 2774 - السبت 10 أبريل 2010م الموافق 25 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:56 ص

      14 نور

      ألف عمار لا يقدرون على مخرب واحد:: فهم يبنون البناء في أشهر ويأتي المخرب في ليلة وضحاها ليهدم ما بناه العمارون ولكن لا بد أن يكون هناك بارقة أمل بالقضاء على من يخرب صف الوحدة فلو كان بنائنا من الفولاذ لكان من العصي على المخرب أن يفتق هذا البنيان فسلامُ ُ عليك يا شيخ من القلب إلى القلب و نتمنى أن يكون الطرف الآخر منفتح القلب و الذهن مثلك فو الله سنكون على خير ما يرام.

اقرأ ايضاً