استعر التوتر بين غابرييل ميليتو وخورخي فالدانو، الذي يعود تاريخه إلى نحو 7 أعوام مضت، السبت عندما دخل مدافع برشلونة في جدال ساخن مع المدير العام لريال مدريد.

وكشفت الأحد محطتا «كتالونيا راديو» و»راك 1» أن المدافع الأرجنتيني «هاجم في نهاية المباراة مسئول النادي الملكي، خلال نقاش ساخن قرب غرف اللاعبين» بعد فوز برشلونة 2/صفر على ريال مدريد.

وقال فالدانو لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): «لم يحدث شيء»، في الوقت الذي أشار فيه شهود عيان إلى أنه حاول طيلة الوقت تهدئة الأوضاع وتجنب الدخول في مشادة مع مواطنه، والأمر نفسه فعله المدير الفني لبرشلونة جوسيب غوارديولا.

وغضب ميليتو قائم على أمرين، تراجع ريال مدريد عن ضمه في أغسطس/ آب العام 2003 بحجة مشكلات يعانيها اللاعب في ركبتيه، وثانيهما تصريحات لفالدانو لوكالة الأنباء الألمانية في أغسطس العام 2009 أكد فيها أنه «بمرور الأعوام ثبت صحة ذلك التشخيص»، قبل أن يضيف كلمة «للأسف».

ووفقا لفالدانو، فإنه لم يكن من سبيل سوى الثقة بتشخيص الجهاز الطبي للنادي، إذ قال نقلا عن أطباء النادي: «ميليتو لا يمكنه التوقيع لريال مدريد لأن تلك الركبة لا تحتمل اللعب ثلاث مباريات في الأسبوع».

وجاءت تلك التصريحات لفالدانو في وقت عصيب لميليتو، الذي كان يغيب حينها عن الملاعب لمدة 16 شهرا بسبب إصابة في الركبة.

وقال فالدانو في ذلك الوقت للتدليل على صحة القرار بالتراجع عن ضم ميليتو: «في أحيان كثيرة، لا يكون القيام بمواجهة الجدل هو الأفضل، بل ترك الوقت للرد على الجميع. بالنسبة لي كان مؤلما جدا ألا ينضم ميليتو للفريق».

وتعرض فالدانو لانتقادات شديدة لقراره في العام 2003، إذ ساد لدى الكثيرين انطباع بأن فلورنتينو بيريز، رئيس النادي في ذلك الوقت الذي عاد لتولي نفس المنصب حاليا، قد فرض على مديره الرياضي استبعاد لاعب لم يقنعه.

كان ذلك بداية العصر الأول للنجوم السوبر «غالاكتيكوس»، وعندما تم التعاقد مع لاعبين كبار لزيادة مبيعات النادي من قمصانه لم يكن ميليتو تنطبق عليه تلك الشروط.

بعد أيام من فشل انتقاله إلى ريال مدريد، وقع المدافع الأرجنتيني لسرقسطة، إذ قدم ثلاثة مواسم على أعلى مستوى.

وتسبب أداؤه في انضمامه العام 2007 إلى برشلونة، الذي دفع 20 مليون يورو لضمه. وفي أبريل/ نيسان العام 2008 أصيب اللاعب ولم يعد سوى هذا العام.

ومع عودته إلى اللعب، يقدم ميليتو (29 عاما) أداء رائعا، وتتزايد في بلاده وفي برشلونة الأصوات المنادية بضمه إلى المنتخب الأرجنتيني خلال بطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا بعد شهرين من الآن. وقال غوارديولا: «أنا على يقين من أن مارادونا سيستدعيه نهاية الأمر».

ميليتو يتعقل

وخلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية الشهر الماضي، حاول ميليتو أن يبدي التعقل فيما يتعلق برده على فالدانو. وقال: «أنا لا أدخل في مواجهات. أعتقد أنه لا يجب حرمان أحد من حرية التعبير. الجميع لديهم الحق في إبداء آرائهم. أنا فقط أعمل كل يوم، وأحاول لعب الكرة بأفضل صورة ممكنة. بعد ذلك، الزمن سيقول كل شيء كما قال هو ( أي فالدانو)».

وكان ميليتو يحمل الغضب بداخله إزاء المعاملة التي تلقاها من ريال مدريد، كان الأمر واضحا، حتى أنه عندما اضطر لمغادرة الملعب بسبب تقلص عضلي، فعل ذلك ببطء وبابتسامة على وجهه وهو يلوح بقبضتيه ويحتفل بإشارات إلى جماهير برشلونة القليلة الحاضرة في ملعب سانتياغو برنابيو، حتى أن مواطنه ليونيل ميسي حاول تهدئته والإسراع بإخراجه من الملعب، لكن لم يكن من سبيل لتهدئة ميليتو، الذي طال انتظاره لأخذ الثأر. ويبدو أن اللحظة قد جاءت بحلول منتصف الليل، عندما كانت الإثارة لا تزال حاضرة عقب الضربة التي وجهها برشلونة إلى ريال مدريد في عقر داره. في «سانتياغو برنابيو».