العدد 643 - الأربعاء 09 يونيو 2004م الموافق 20 ربيع الثاني 1425هـ

ابن النخيل

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

اليوم هو يوم الرد على رسائل واتصالات القراء الكرام. ونبدأ مع رسالة بواسطة البريد الإلكتروني أرسلها الأخ أحمد البنخليل ومعها صورة لمحجبتين بالطريقة التي نراها في مجمعاتنا التجارية... يعني كل وحدة لابسة دفة سودة مخصرة ومبرزة لجميع مفاتن وتضاريس الجسم بدقة متناهية والحجاب مغطي نصف الشعر والنصف الآخر مصبوغ بلون الذهب ومنفوش مثل شعر الأسد، ويقول لي «انظر محجبات آخر زمن»... يا أخ أحمد اسمح لي أولا لأني لم أقرأ اسمك جيدا ولفظته بطريقة خاطئة... ابن النخيل... وثانيا هؤلاء النسوة لسن متحجبات ولكنهن يتماشين مع الموضة الحديثة لاصطياد الفرائس الذكورية، وعملهن باللغة العربية الفصحى يسمى «هانتنج»...

وهناك رسالة تسلمتها على عدة مراحل بواسطة التلفون من شخص يسمي نفسه «البحراني 76» ويقول فيها انه يؤيد ما جاء في مقالي عن التجنيس البرمائي والتفريخ العشوائي، وهو يطالب بوقف التجنيس البرمائي من الآن مع التوعية والإرشاد فقط لسيئات التفريخ العشوائي... والله يا أخ يا بحراني أنا في رأيي ان هذا الكلام لا يجوز فإن طالبنا الحكومة بضرورة وقف التجنيس البرمائي من الآن فلابد ان نطالب الحكومة أيضا بعمل ما هو لازم لوقف التفريخ العشوائي ومن الآن أيضا... وأن تضع قانونا يحمي العائلات ذات الحجم الطبيعي فتكون المملكة مثلا مسئولة عن عدد محدد من الأبناء في الأشياء الضرورية مثل التعليم - التمريض - التوظيف - السكن والباقي غير مسئولة عنهم وليتصرف هو... أما أن يأخذ حقه وحق غيره الملتزم، ويطالب بالمزيد فهذا شيء مرفوض... وفي الأساس لا يوجد مواطن بحريني مخلص يوافق على سياسة ضخ الأطفال «من القرى أو من المجنسين» ورميهم في الشوارع ليفتعلوا الفساد في المجتمع، ويكون منهم السارق والقاتل ومتعاطي المخدرات وتجارها وبنات نصف الليل الموجودين بكثرة هذه الأيام... وبعدين تعالي يا حكومة وكوني مسئولة عنهم...

ورسالة الكترونية أخرى لطيفة ورقيقة من الأخ العزيز طلال غزوان يقول فيها إنه من المتابعين لمقالاتي ويمتدحها... شكرا جزيلا يا أخ طلال وإن شاء الله نكون دائما عند حسن الظن، ولكني لاحظت في عنوان بريدك الإلكتروني كلمة «فوالا» وهي تعني بالبحريني وفي بعض الحالات «يالله خذ» فرجعت بي الذاكرة إلى صيف العام 1986 عندما كنت أدرس في جنوب فرنسا على ساحل الريفيرا المشهور في مدينة «أنتيب»، وتعني عين الطيب باللغة العربية لأنها تصنع الطيب منذ قديم الزمان وإلى الآن... تذكرت في أحد أيام العطلة الاسبوعية حين ذهبت مع صديق بحريني كان يدرس معي إلى مدينة «كان» المشهورة بساحلها الرملي النظيف الساحر وبفنادقها الفخمة وسياحها وروادها الأغنياء... وكانت الشمس في وسط السماء ودرجة الحرارة عالية عندما كنا نتمشى ببطء شديد على الرمال لكثافتها واحتياج الشخص العادي إلى محرك فور ويل درايف للتحرك فوقها، وكان هناك المئات من الأجانب الشديدي البياض والعارين إلا من قطعة صغيرة أوقطعتين في أحسن الأحوال فوق أجسادهم وهم ممددون على الرمل يتحملون الحرارة الشديدة في سبيل اكتساب لون برونزي مؤقت يتفاخرون به أمام أصدقائهم ومعارفهم... وفجأة وبالقرب مني رأيت شابة شديدة البياض مستلقية على ظهرها ومغطية عينيها وبجانبها شاب اسود غامق ضخم الجثة ومفتول العضلات لابس نظارة سوداء وهو مستلقٍ على ظهره وله أنف كبير ذو فتحتين واسعتين وكأنهما مدفعان بجانب بعضهما، ويمكنك ببساطة أن ترى مخه بوضوح من خلال أنفه... فنظرت إلى صديقي وقلت وأنا أضحك «فوالا» يالله خذ هالأسود الأميركي إذا ما هرب من الآن فبعد ربع ساعة سيحترق ويتحول إلى رماد... فجلس هذا العضلي الأسود ونزع نظارته ونظر إليّ بغضب صارخا... احترم نفسك وإلا أطحنك مع الرمل ألحين... أووه طلع عربي وخليجي بعد... أنا ارتجفت لحظة فقط وبعد ذلك تحولت إلى غزال فوق الرمال

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 643 - الأربعاء 09 يونيو 2004م الموافق 20 ربيع الثاني 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً