العدد 658 - الخميس 24 يونيو 2004م الموافق 06 جمادى الأولى 1425هـ

احتفالات صيف البحرين!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أصبحت احتفالات الزواج الجماعي من مميزات صيف البحرين، إذ أصبحت تعمّ مدن وقرى البحرين في السنوات الأخيرة. مثل هذه الأعمال الجليلة يقوم عليها شبابٌ ورجالٌ من خيرة أبناء هذا الوطن، لا يبتغون من وراء ذلك غير عمل الخير وتيسير سبل العيش لإخوانهم ومواطنيهم. وهو ما يدعو إلى الإشادة بما يقوم به هؤلاء الأفاضل في هدوءٍ غالبا وبعيدا عن الأضواء، فالجمهور لا يرى غير الموائد الممتدة والأضواء الملونة، أما تلك الجهود التي تبذل والأوقات التي تنفق والتجار المتبرعون وصفوف المتطوعين الذين يعملون ساعات طويلة لعدة أسابيع حتى يخرج الحفل بالمستوى المطلوب، فأولئك يرجون تجارة لن تبور.

وسبق أن طرحنا قبل أسابيع اقتراحا في هذه الزاوية للصناديق الخيرية بشأن عدم الاقتصار على تنظيم الجوانب المادية للاحتفالات، وتوسعة الأفق الخيري ليشمل عقد محاضرات تثقيفية أو برامج توجيهية للاهتمام بالجانب المكمل والمطلوب للمقبلين على هذه المغامرة الجميلة. وهو ما لقي استجابة طيبة من صندوق السنابس الخيري، وللأمانة ربما كانت الفكرة موجودة لديهم، ولكنها جاءت بالمناسبة في أوانها.

مثل هذه الأعمال تحمل للمجتمع خيرا كثيرا، فلابد من دعمها والحرص على نجاحها، لتقف على ساقها كالشجرة الطيبة المثمرة على الدوام. وهو أحد المجالات الممكن أن يتبناها الاتحاد العام للصناديق الخيرية المرتقب ولادته قريبا، ليكون ثاني أكبر اتحاد يخدم قطاعات كبرى من أبناء الشعب وخصوصا إذا علمنا ان الصناديق زادت على 75 في بلدٍ لا يزيد سكانه على 700 ألف نسمة، بمعدل صندوق لكل 10 آلاف مواطن، وبلغة الجغرافيا صندوق لكل 10 كيلومترات مربعة... «فالخير زايد»! وهي أرقام لابد لمكتب الأمم المتحدة في البحرين من إضافتها إلى الإحصاءات «المكتبية» التي يستقيها من الجهات الرسمية، لتكون أحكامها دقيقة ولا تدعو إلى ضحِك وتندّر المواطنين.

اتحاد الصناديق الخيرية أمامه أيضا مجالات عمل أخرى، بعضها تقليدي ككفالة الأيتام وعلاج المرضى وإنقاذ الأسر المنكوبة بالحريق مثلا، ما يكون أكبر من إمكانات صندوق المنطقة، وبعضها غير تقليدي، لابد من التفكير بعمق في وضع أسسها، بالذات الاستثمار في الجانب البشري، وبالخصوص تعليم أبناء الأسر الفقيرة تعليما جامعيا، لأنك بهذه الصورة تعلّم الشخص كيفية صيد السمك بدل أن تتصدق عليه بسمكةٍ كل يوم، وخصوصا أن من المتوقّع أن تستمر وزارة العمل في «تجفيف منابع» العمل الخيري بتقليص مخصصّاتها، وهو ما يحسب ضمن «سلة إنجازات الوزير العلوي»!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 658 - الخميس 24 يونيو 2004م الموافق 06 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً