العدد 666 - الجمعة 02 يوليو 2004م الموافق 14 جمادى الأولى 1425هـ

محاكمة الرئيس... ابن اليأس شرب علقمه

حسين دعسه comments [at] alwasatnews.com

في اليوم الاول من الشهر السابع من العام 2004 بدأت محاكمة الرئيس العراقي السابق وقد كان فارق حرية الرئيس في اليوم الثالث عشر من الشهر الاخير من العام 2003. غاب الرئيس في سجون الاحتلال الاميركي، وكان يجب ان تثار حوله آلاف الاسئلة: هل هو الرئيس؟ هل هو الذي ولد في 28 ابريل/ نيسان العام ,,1937. ومنذ ما يزيد عن 25 عاما شغل الدنيا والناس في بلد مهد الحضارات الإنسانية.

ايه... ايها الرئيس صدام حسين، الذي كان وكان. وكان معه العام 1979 ابرز المحطات الساخنة في المنطقة، اذ بدأت مناوشاته ضد ايران التي اشعل على مدى 8 سنوات، لهيب حرب مدمرة لم تترك للعالمين العربي والا سلامي، ولا العالم بأسره اية خيارات، إلا ترقب من هو هذا الرئيس!.. فكانت الاعوام من 1980 وحتى العام 1988، محطة لخروج صدام من قبعة ثنائية القرار، الى أحادية الفكر والنظرة والسلطة.

انه «الديكتاتور الاليف» بحسب ما كانت دول العالم الغربي تحاول ان تصوره... ديكتاتور أليف إنساني في منحه، قوي ولم يكن على خلاف مع أي آخر... سوى الاسرائيلي الامبريالي... ورواياته في ذلك كثر.

محاكمة صدام، الرئيس، تؤشر الى جميع المسئولين في الادارة الاميركية، اتفقوا - وربما كونوا شلة سياسية حاكمة - من أجل الاطاحة بالدكتاتور (...) من أجل صورة اخرى عن ديمقراطية الاميركان وامبراطوريتهم الزائفة.

قبل المحاكمة... بعد المحاكمة... الأمر سواء فاسقاط النظام في العراق، حتى قبل يوم من اعتقاله المتلفز يجعلنا على صِدام مع حقيقة ما يحدث في العراق اليوم، وحتى ما قبل ذلك. ومحاكمة صدام الرئيس تتزامن وربما «تتقاطع» مع الحمى الموصولة يبثها كبار المحللين السياسيين في الولايات المتحدة الاميركية في محاولة لتهيئة الرأي العام العربي لفكرة الخلاص من الدكتاتور، الشبح الذي أحال العراق الى ارض السواد من جديد... وحتى ان قبول فكرة الحرب، كخلاص من صدام ومن الارهاب، ومن اسلحة الدمار الشامل، ومن كريزما صدام الوحيد الذي كان يضع القوالب للنظام العربي لقول (لا) أو (نعم) وأحيانا (لعم) من خلال سياسة، ربما كان فشلها المعلن، ارتباطها مع العرب، ولا احد غيرهم، فيما الارتباط الاخر مع الغرب. بلغة الرشى والمصالح، التي تقاطعت من عولمة القطب الواحد.

باي... باي صدام حسين

باي... باي على رغم انك كنت تجادل في حقك الرئيسي، وهو يحاكم امام محكمة الشك .. فمازال العراق تحت الاحتلال. ليس ببعيد ما كتب من ان العراق ونظام رئيسها المخلوع تعرض منذ سنوات طويلة الى منعطف تاريخي مهم ادى الى ما أدى من خراب بغداد، وهو النظام الذي كان يعتمد على الكثير من المرتكزات الامنية والعسكرية والدبلوماسية وغيرها،

إلا انه بات على حافة المحكمة لا يعي ذاته، فأهم الحوادث منذ الحرب العراقية الإيرانية جعلت العراق في العين الاميركية. فمتى تسمل هذه العين، وقد عجز العالم عن مقاومتها.

صدام في المحكمة لن يقاوم كثيرا... لانه ابن اليأس وهو الذي انتجه وشرب علقمه

العدد 666 - الجمعة 02 يوليو 2004م الموافق 14 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً