العدد 672 - الخميس 08 يوليو 2004م الموافق 20 جمادى الأولى 1425هـ

استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة ضابطين إسرائيليين

شارون يستعد لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع بيريز

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات 

08 يوليو 2004

تواصلت الاعتداءات الاسرائيلية في وقت اعلن فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي إرييل شارون انه سيبدأ اعتبارا من بعد غد الأحد مباحثات مع زعيم المعارضة العمالية شمعون بيريز بشأن تشكيل حكومة «وحدة وطنية».

ويوم أمس استشهد عشرة فلسطينيين، بينهم قائد محلي في الجناح العسكري لحركة «حماس» وسيدة في عملية توغل لقوات الاحتلال في بيت حانون شمال قطاع غزة أمس. وقال شهود إن القتال اندلع إثر مقتل أربعة مقاومين في عملية مفاجئة شنها جنود إسرائيليون. ودفع الجيش بطابور من الدبابات في عمق البلدة التي يحتلها منذ عشرة أيام، وحاصر نحو ثلاثين منزلا وسط اشتباكات عنيفة بين المقاومين والقوات الخاصة الإسرائيلية التي تساندها مروحيات. وردا على المجزرة هاجمت عناصر سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد) جيبا عسكريا بقذيفة مضادة للدبابات، وأصابوا عقيدين في الجيش الإسرائيلي وثلاثة جنود. كما أطلقت كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) صاروخين «قسام» على بلدة سديروت. وعلى صعيد المحادثات النووية أكد ارييل شارون أمس خلال لقائه مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي أنه بعد تنفيذ المرحلة الثانية من «خريطة الطريق»، ثمة مكان للبحث في مراقبة السلاح النووي في الشرق الأوسط. وأضاف أنه بطبيعة الحال ستكون هناك عملية سياسية متعددة الأطراف، وستقام خمس لجان ستعالج عددا من القضايا، بينها إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.


إصابة خمسة إسرائيليين... شارون يربط المباحثات النووية بالسلام

مذبحة جديدة في بيت حانون تخلف عشرة شهداء

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات

ارتكبت أمس قوات الاحتلال الإسرائيلي مذبحة جديدة بحق الفلسطينيين في بيت حانون شمال قطاع غزة راح ضحيتها عشرة شهداء، في وقت أكدت فيه حركة «سلام الآن» الإسرائيلية في رسالة للرئيس الأميركي جورج بوش أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون يكذب بخصوص النقاط الاستيطانية غير القانونية.

وأرسلت منظمة «أميركيون لأجل السلام» وهي فرع تابع لحركة «سلام الآن» الإسرائيلية في واشنطن، برسالة إلى الرئيس الأميركي قالت فيها إن «إسرائيل» تكذب بكل ما يتعلق بالنقاط الاستيطانية غير القانونية في الضفة والقطاع.

وذكرت أنه في الوقت الذي يزعم فيه شارون ووزير خارجيته، سيلفان شالوم إزالة 81 نقطة استيطانية غير قانونية منذ العام 2002 وان عدد النقاط المتبقية هو 28 نقطة، تؤكد الحقائق على الأرض أن العدد اكبر بكثير من ذلك.

وميدانيا قتلت قوات الاحتلال بنيرانها في بيت حانون عشرة فلسطينيين وأصابت العشرات بجروح بينهم عدد كبير في حال الخطر.

وكانت عشرات الآليات والدبابات اجتاحت البلدة من ثلاثة محاور: الأول شارع الشهيد باسل نعيم والثاني هو شارع الشهيد فايز حمد والمحور الثالث هو شارع المصريين بتغطية من المروحيات العسكرية التي أطلقت النار بكثافة تجاه منازل المواطنين بشكل عشوائي.

وأشار المواطنون إلى أن الوحدات الخاصة موجودة بشكل مكثف وتباغت المواطنين بإطلاق النار عليهم وان تلك القوات والطائرات المساندة لها تقوم بإطلاق النار العشوائي على سيارات الإسعاف التي تهرع إلى نقل الجرحى والمصابين.

وناشد المواطنون العالم للتدخل من أجل إنقاذهم من المجزرة البشعة التي تنوي القوات المتمركزة في محيط بيت حانون منذ عشرة أيام ارتكابها، موضحين أن ما يحدث حتى الآن يؤكد نية القوات الإسرائيلية ارتكاب المزيد من أعمال القتل والجرائم ضد الفلسطينيين.

وفي خان يونس توغلت دبابات الاحتلال وجرافاته بغطاء جوي انطلاقا من مستوطنة «نفيه دكاليم» ودمرت أكثر من 25 منزلا في منطقة بربخ بشكل كلي وعشرة منازل بشكل جزئي وأصيب أربعة مواطنين على الأقل بنيران رشاشاتها الثقيلة.

وبين المواطنون أن الطائرات المروحية قصفت بالرشاشات الثقيلة المنازل في مخيم خان يونس الغربي وأصيبت طفلة هي ميساء أبورزق (10 سنوات) بجروح خطيرة إثر إصابتها بعيار ناري في ذراعها اليسرى.

وفي رد سريع على المجزرة البشعة أصيب عقيدان في الجيش الإسرائيلي بعد ظهر أمس من جراء إصابة قذيفة مضادة للدبابات بسيارة جيب عسكرية بالقرب من مستوطنة «موراج» في قطاع غزة.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن احد الجنود هو برتبة ضابط أصيب بجروح خطيرة للغاية في حين أعلنت «سرايا القدس» الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مسئوليتها عن استهداف الجيب العسكري.

وقالت السرايا في بيان لها إن العملية تأتي ردا على المجزرة البشعة التي قامت بها قوات الاحتلال في بلدة بيت حانون فجر أمس، وتأكيدا على خيار المقاومة والجهاد ردا على العدوان الإسرائيلي.

من جانبها دعت حركة حماس في بيان لها أمس السلطة الفلسطينية لإيقاف أشكال الاتصال كافة مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يقوم بعملية إلهاء سياسية، فيما هو يمعن قتلا وتنكيلا وتدميرا بأبناء شعبنا الفلسطيني البطل. وطالبتها بالوقوف وقفة عزاء إلى جانب هذا الشعب المقاوم الذي آمن بأن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة والمقاومة، وإعلان موقف واضح بإدانة الجرائم الإسرائيلية المتمادية بحق الشعب الفلسطيني الصامد. كما دعت فصائل المقاومة البطلة إلى التوحد والتلاقي للوقوف أمام الهجمة الصهيونية الشرسة.

وعلى صعيد تهديدات اللجنة الرباعية للسلطة الفلسطينية، قال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أمس إنه لا يصدق التقارير التي أفادت أن مبعوثي رباعي الوساطة في الشرق الأوسط قالوا للفلسطينيين انه يتعين عليهم التحرك فورا وإلا فإنهم يخاطرون بفقد المعونة. وقال ماهر إن الوسطاء يجب أن يكونوا ضاقوا ذرعا من «إسرائيل» وليس الفلسطينيين بسبب قيامها بتدمير البنية الأساسية الفلسطينية.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث في تصريح له أمس أن العدوان الإسرائيلي يعرقل أي تقدم في عملية السلام، وقال «إن المبادرة المصرية لإحياء عملية السلام لم يتم تجميدها وهى مستمرة، ولكن مصر لن ترسل خبراء أمنيين إلى الأراضي الفلسطينية إلا إذا أوقفت «إسرائيل» بالكامل عدوانها على الشعب الفلسطيني».

وفي سياق ثان، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون قال إنه قد يبحث إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية لكن فقط في إطار عملية سلام أوسع في المستقبل.

ونقل المدير العام للوكالة محمد البرادعي عن شارون قوله إن المباحثات يمكن أن تكون جزءا من «خريطة الطريق» للسلام الإقليمي وهي الخطة المتعثرة منذ أشهر بسبب العنف الإسرائيلي.

ولم يتضح ما إذا كانت تعليقات شارون تمثل تغييرا في السياسات لكن البرادعي قال في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام إلى «إسرائيل» إن شارون خطا «خطوة أولى طيبة» نحو نزع السلاح.

وقال البرادعي أمام أكاديميين وصحافيين «ما أنجزته على الأقل هو جعل الحكومة الإسرائيلية حتى مستوى رئيس الوزراء تلزم نفسها بالعمل في المستقبل وصولا إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط»

العدد 672 - الخميس 08 يوليو 2004م الموافق 20 جمادى الأولى 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً