يعد استخدام الوقت لوضع حد لتصرفات الأبناء السيئة أحد الأساليب الفعالة في تطوير سلوكهم كنتيجة منطقية لتصرفاتهم السلبية.
كيف يمكن استخدام هذه الطريقة؟ ومتى؟
سأحاول الإجابة على هذا السؤال من خلال هذا المقال بأسلوب بسيط واضح حتى يستفيد الآباء من استخدامه.
إن أول ما على الآباء القيام به هو أن يجلسوا مع أبنائهم ويحاولوا أن يشرحوا لهم ما هو هدفهم من استخدام هذه الطريقة كنتيجة منطقية لمخالفتهم الحدود الواجب عليهم بحسب قوانين العائلة عدم تجاوزها.
مثال على ذلك... يجلس الأب مع ابنه ويقول له: «لدي طريقة جديدة أريد أن أساعدك بها على تعلم الحدود المطلوب منك عدم تجاوزها بشكل أفضل... أعتقد أن هذه الطريقة ستجعلنا أكثر تفاهما من السابق... والطريقة التي سأطبقها ستكون كالآتي: إذا وجدتك مخالفا سأطلب منك التوقف... إذا اخترتَ عدم التوقف بعد أن طلبت منك ذلك... ستذهب إلى غرفتك لتبقى عشر دقائق على الأقل... سأضع الساعة في المطبخ أو في غرفتي... وسأدعك تعلم متى عليك الخروج... إذا خرجت قبل الوقت فإنك ستعيد الوقت منذ البداية وستقضي عشر دقائق أخرى».
إن اختيار المكان الذي سيقضي فيه الطفل فترة العقاب مهم جدا... سيكون المكان المفضل في البيت هو غرفة نومه من دون أية وسيلة من وسائل الترفيه... فإذا وجد بها من قبل فالأفضل اختيار غرفة أخرى وتكون من أهدأ الغرف في البيت... كما أن تحديد الوقت من خلال الساعة التي ستعلن نهاية مدة العقاب لابد أن تكون منذ دخول الولد الغرفة لا قبلها... وتخرج الأم والأب من الصورة بعدها... ما بقي من الوقت بين الابن والساعة.
كم من الوقت على الطفل أن يبقى في الغرفة؟
من الأفضل ألا تزيد المدة على خمس دقائق لمن كان في الخامسة من عمره... لكنه إذا ضرب أحدا فإن على الأم أو الأب أن يضاعف المدة ثلاث مرات... لا تجعل الوقت يطول أكثر من ربع ساعة... لأن الوقت الطويل لا يفيد بقدر ما تفيد إعادة العقاب نفسه في كل مرة يقوم بها الطفل بالعمل السلبي نفسه.
ماذا إذا حاول الطفل أن يعيد العمل نفسه الذي عوقب من أجله بلا مبالاة؟
على الأم هنا أن تضعه أمام خيارين، إما أن يفعل ما تطلبه منه وإما أن يحرم من لعبته طوال اليوم وتطلب منه أيهما يختار... عندئذ عليه الالتزام بما اختار وإلا سيقضي ربع ساعة في غرفته.
لنفترض أن يسرا كانت تلعب مع أخيها فؤاد، وعندما غضبت عليه ضربته على وجهه، وصرخ الطفل باكيا، قائلا لأبيه: إن أخته ضربته على وجهه... ماذا على الأب أن يفعل في هذا الموقف؟
عليه أن يقول لابنته: «الضرب أمر غير مسموح به في البيت... عليك أن تقضي الدقائق العشر المقبلة في غرفتك... وسأضع الساعة وسأقوم بتوقيتها على لحظة خروجك».
دعونا هنا نشرح ما أهمية أن يوقع الأب العقاب مباشرة على ابنته.
الأهمية هنا تكمن في أن تجرب العقاب بعد كسرها قاعدة البيت كنتيجة لما فعلت. لذلك، ماذا إذا أحدث الطفل ضجيجا طوال فترة عقابه في غرفته؟
على الأم هنا أن تقول لابنها الآتي: «إنك لن تخرج يا بني قبل أن تهدأ وليس قبل ذلك».
وعندما يهدأ تناديه أمه بنبرة لطيفة ليخرج... وتتفادى جملة «لقد قلت لك ذلك» أو تحاضره بطريقة شخصية، لأنها إذا فعلت ذلك فإنها تمتص تأثير تحمله نتيجة ما فعل... بل إنها عندما تكون لطيفة مع ابنها فإنها تستثير رغبته وقدرته على التعاون معها لتطوير سلوكه... لكن هذه الطريقة لن تفيد منذ المرة الأولى عند استخدامها وإنما بعد تكرارها... وحتى إذا كسر الطفل مدة العقاب وخرج... أو أعاد التصرف السلبي نفسه فإن تكرار ما سيحدث له من خلال مواصلة الأم تطبيق هذه الطريقة سيجعله يعدل سلوكه ويقوم بتطويره.
ونظرا إلى ضيق المساحة فإنني سأذكر المواقف التي يفيد معها استخدام طريقة تحديد الوقت كعقاب منطقي نتيجة ما يقوم به الطفل من تصرفات سلبية... فإلى المرة القادمة.
كاتبة بحرينية
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 673 - الجمعة 09 يوليو 2004م الموافق 21 جمادى الأولى 1425هـ